اعتبر رئيس حراك تونس الارادة المنصف المرزوقي أن الحصار على قطر آخر سهم في جعبة أنظمة تحاول منذ سنوات تحجيم دور قطر ومنعها من لعب دور سياسي خارج السيطرة .
وقال المزروقي في حوار مع جريدة الشرق القطرية” إن الأنظمة لعبت ورقتها الأخيرة لأن كل الضغوطات والتهديدات لم تنفع معتبرا أنها بالطبع ورقة ستكون خاسرة كما كانت كل الأوراق في السابق “.
وحول موقفه من المجتمع الدولي تجاه حصار قطر قال المرزوقي”الشعوب وخاصة العربية كلها متعاطفة مع قطر وهذا مؤشر هائل يجب أن تفكر فيه مليا غرفة العمليات التي خططت لهذه المغامرة الطائشة “.
وأضاف المرزوقي” موقف الأغلبية الساحقة للدول وأخص بالذكر الدول الافريقية المعرضة للابتزاز حيث رفضت القمة الافريقية الأخيرة طلبات النظام المصري بخصوص دعم موقفها و المضحك في الأمر إن من أرادوا عزل قطر فضحوا كم هم الذين في عزلة”.
كما رأى المرزوقي أن الحصار على قطر هي جزء من الصراع بين الثورات العربية والثورات المضادة معتبرا “غرفة العمليات التي تقودها امارة أبو ظبي أنها كسرت شوكة الثورة في مصر بالانقلاب المسنود إعلاميا وماليا وفي ليبيا بالسلاح لحفتر وكذلك في اليمن وفي تونس بتمويل واسع للإعلام الفاسد وبعض ” الشركات السياسية ”.
وتابع بالقول “لم يبق بالنسبة لهذه الغرفة إلا تجفيف منبعي الدعم ومن ثمة الدور المشبوه في محاولة انقلاب تركيا والدور الواضح في السعي لخنق قطر وبالنسبة لغرفة العمليات هذه إذا تمت السيطرة على المنبعين لن تقوم للثورات العربية قائمة والحال أن البراكين الملآنة لا تخمد إلا لتنفجر من جديد ولو وضعت كل غرف العمليات في العالم ما شاءت من غطاء على فوهاتها.”
وحول دور قطر في تونس، قال المرزوقي إن دعمت تونس سياسيا ومعنويا حيث زارها الأمير حمد والأمير تميم ودعمتها اقتصاديا وجاءه ذات يوم المدعي العام علي بن فطيس المري بصك فيه 27 مليون دولار مؤكدا أنه جزء بسيط من أموالنا المسروقة استطاع في إطار الأمم المتحدة استرجاعه لمصلحة الخزينة التونسية.
واعتبر أن “قطر لعبت دورا كبيرا في محاولة تونس استرجاع ما سرقه المخلوع وزوجته وقطر خلافا لما يقال لم تسعى لدعم حكومة بعينها وشخص بعينه حيث تواصل الدعم لتونس حتى بعد انتهاء فترة الترويكا ورحيلي عن السلطة وهو الموقف الذي أسكت كل الأصوات الناعقة ومنها أصوات من كانوا في المعارضة وهم اليوم في السلطة بخصوص الموقف القطري”.
ورأى المنصف المرزوقي أن الإمارات حاولت إفساد الطبقة السياسية التونسية مثلا عبر ” إهداء ” سيارتين مصفحتين لرئيس المعارضة آنذاك والرئيس الحالي ، حسب قوله.
وقال إن الاخوان رغم اختلافاته العميقة ايدولوجيا وسياسيا معهم هم حركة سياسية لا علاقة لها بالارهاب إلا من باب ” معيز ولو طاروا’، ‘ مضيفا أن ” حماس فحركة مقاومة وطنية حتى ولو طارت الجمال بالنسبة لأصحابنا أفاقهم الله من غيهم ومن الامعان فيه.”
ووجه رسالة للشعب القطري وقيادته قائلا ” أنتم على حق والعالم معكم وثقتنا كاملة في قدرتكم على الصمود وبالنسبة للقيادة السعودية أقول المكانة التي تبوّأتها قطر ناجمة عن قراءة صحيحة للتغييرات الهائلة في الديموغرافيا والعقليات والأفكار التي تعصف بالعالم و هكذا سبحت القيادة القطرية في اتجاه التيار أم أنتم فتسبحون ضده لقراءة خاطئة تماما وقديمة كل القدم وستجهدون أنفسكم كثيرا وستتعبون أنفسكم وستتعبوننا كثيرا ، لكن بلا جدوى لا احد استطاع يوما ان يعيد مجرى النهر من البحر إلى الجبل”.
شارك رأيك