بقلم عمّــــار قــــردود
بلغت الصادرات الجزائرية نحو تونس خلال السداسي الأول من السنة الجارية 2017 ما يربو عن 312 مليون دولار بحسب ما أورده ،الأسبوع الماضي،المركز الجزائري للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك .
وقد اكّد المركز الجزائري للاعلام والاحصائيات انخفاض قيمة الصادرات عن نفس الفترة من السنة الماضية بـ 1.58 بالمئة.
و كان وزير الصناعة والتجارة التونسي زياد العذاري قد كشف إن حجم المبادلات التجارية بين تونس الجزائر بلغ 3 آلاف مليون دينار تونسي، مبرزًا أهمية العمل على الدفع نحو التكامل الاقتصادي والصناعي بين البلدين موجهًا الدعوة للجزائريين للاستثمار في تونس الذي يعتبر متواضعًا.
سجل الميزان التجاري للجزائر مع المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر عجزًا بحوالي 351 مليون دولار في 2015 مقابل فائض يتجاوز 1 مليار دولار في 2014 الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية (ألجكس).
وتراجعت صادرات الجزائر تجاه بلدان هذه المنطقة بأزيد من 40 في المائة سنة 2015 مقارنة بالسنة التي قبلها.
فقد انخفضت بقوة صادرات الجزائر من المحروقات تجاه هذه المنطقة إلى حوالي 2.1 مليار دولار في 2015 مقابل 3.5 مليار دولار في 2014 (-40 في المائة) على الرغم من الارتفاع الهام من حيث الحجم المباع (+40 في المائة).
و كانت صادرات الجزائر خلال سنة 2012 نحو تونس قد بلغت 767 مليون أورو، مقابل 378 مليون أورو من الصادرات التونسية نحو الجزائر، أي ما يقارب الضعف، لأن الصادرات الجزائرية مشكلة بنسبة 95 بالمائة من المواد البترولية، فيما يتمثل ما تستورده الجزائر من تونس في الصناعات الغذائية والتجهيزات الإلكترونية والأدوية.
تونس الزبون الأول للجزائر
الصادرات خارج المحروقات انخفضت أيضا بـــــ52 في المائة إلى 121 مليون دولار بسبب انخفاض مبيعات السكر بحوالي 70 في المائة إلى ما يعادل 48 مليون دولار.
كما تراجعت المنتجات الفلاحية والصناعية الغذائية – التي تمثل قرابة الـ60 في المائة من الصادرات خارج المحروقات- إلى 71.5 مليون دولار (-60 في المائة) علما أن السكر يمثل 67 في المائة فيما تتمثل باقي المنتجات في التمور (5 مليون دولار) والكمأ (الترفاس بحوالي 4.2 مليون دولار) والمياه المعدنية والغازية (3.5 مليون دولار) والعجائن الغذائية 2.1 مليون دولار) والياغورت (2.1 ميلون دولار).
ومثلت المنتجات الصناعية بدورها 40 في المائة من الصادرات الجزائرية خارج المحروقات نحو هذه المنطقة بقيمة 49.4 مليون دولار (-35 في المائة) منها 18.8 مليون دولار من صادرات مادة الأمونياك.
وبالنسبة للزبائن 7ر71 في المائة من الصادرات خارج المحروقات نحو هذه المنطقة موجهة نحو تونس والمغرب ونحولبنان وسوريا.
وتعد تونس الزبون الأول للجزائر حيث امتصت 32 في المائة من صادرات الجزائر العامة خارج المحروقات نحو المنطقة بقيمة 39 مليون دولار منها 27 في المائة من السكر و20 بالمائة من الزجاج المسطح و8 في المائة بالنسبة للمياه المعدنية والغازية و8 في المائة من المشتقات المسلفنة و5 في المائة لعصير الفواكه.
ويعد المغرب السوق الثاني بحوالي 3ر18 في المائة من الصادرات خارج المحروقات نحو المنطقة والتي تضم الأمونياك بـ81 في المائة والتمور بنسبة 9 في المائة والزجاج المسطح بنسبة 3 في المائة وزجاج الأمان بـ3 في المائة.
واستقبلت لبنان 11 في المائة من الصادرات الجزائرية خارج المحروقات وسوريا (10 في المائة) والعربية السعودية (6ر5 في المائة).
وانخفضت واردات الجزائر من هذه المنطقة بشكل طفيف سنة 2015 لتصل إلى 5ر2 مليار دولار مقابل 6ر2 مليار دولار سنة 2014 بانخفاض يقدر بـ2ر4 بالمائة.
وتراجعت واردات السلع الصناعية من المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر المقدرة بـ3ر2 مليار دولار بنسبة 4 بالمائة مثل المحولات الكهربائية الاسلاك والكابلات الكهربائية الاسلاك النحاسية الادوية والمواد البلاستيكية.
وانخفضت واردات المواد الفلاحية والغذائية إلى 274 مليون دولار مقابل 291 مليون دولار(-6 بالمائة) ويتعلق الأمر أساسا بالخضر الجافة التبغ عصير الفواكه حبوب التوبل حلويات خضر معلبة وفواكه جافة، بينما ارتفعت واردات الصيد البحري بـ2 بالمائة وبقيمة 8ر9 مليون دولار مقابل 6ر9 مليون دولارفي 2014.
وأهم الدول المصدرة للجزائر في المنطقة سنة 2015 كانت العربية السعودية (24 بالمائة) مصر (19 بالمائة) تونس (17 بالمائة) الإمارات العربية المتحدة (13 بالمائة) المغرب (3ر8 بالمائة).
للتذكير فقد كان قرار تأسيس المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر خلال القمة العربية بعمان سنة 2001.
وترمي المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر إلى الغاء تام لحقوق الجمارك بين الدول العضوة بهدف تطوير التبادلات التجارية بين الدول العربية.
وتضم المنطقة حاليا 19 دولة: الجزائر (عضوة منذ 2009) السعودية البحرين مصر الإمارات العربية المتحدة العراق الأردن الكويت لبنان ليبيا المغرب موريتانيا عمان فلسطين السودان تونس سوريا قطر اليمن.
وبلغ مجموع التبادلات التجارية بين الجزائر ودول المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر 8ر4 مليار دولار سنة 2015 ما يمثل 2ر4 بالمائة من التبادلات التجارية بين الجزائر وباقي دول العالم.
فائض للجزائر بفضل المحروقات وعجز من دونها
و قد أظهر أول تقييم للاتفاق التجاري التفاضلي بين الجزائر وتونس -والذي دخل حيز التنفيذ سنة 2014 – فائضًا تجاريًا لصالح الجانب الجزائري لكنه بيّن عجزا هاما على مستوى التبادلات خارج المحروقات بحسب دراسة إحصائية نشرتها “الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية.”
وقدرت قيمة التبادلات التجارية بين الجزائر وتونس بنحو 1ر2 مليار دولار في 2014 (نفس القيمة في 2013) لكن الفائض التجاري الجزائري سجل تراجعا بنحو 100 مليون دولار بسبب ارتفاع الواردات وتراجع الصادرات الجزائرية نحو تونس.
كما تراجعت صادرات الجزائر المتكونة أساسا من المحروقات الى 5ر1 مليار دولار (-5ر4%) في حين بلغت قيمة الواردات 6ر516 مليون دولار (+5ر4%).
وأوضحت ذات الوكالة في تقييمها الأول للاتفاق أن هذا التراجع يفسر بانخفاض أسعار النفط، بحسب ما نقلته اليوم الأحد وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي المقابل سجل الميزان التجاري الجزائري خارج المحروقات عجزا قدر بنحو 2ر445 مليون دولار في 2014 (مقابل 450 مليون في 2013). وصدرت الجزائر نحو تونس 4ر71 مليون دولار من المواد خارج المحروقات فيما استوردت منها 6ر516 مليون دولار.
واقتصر ارتفاع صادرات الجزائر نحو تونس أساسا على المواد الفلاحية -التي تشكل 60% من المبيعات خارج المحروقات- من 4ر6 مليون دولار في 2013 الى 7ر42 مليون دولار في 2014 مدعومة أساسا بارتفاع كبير لمبيعات السكر.
وقد صدرت الجزائر نحو تونس 76.000 طن من السكر الأبيض من بينها 5.000 طن معفاة من الرسوم الجمركية لما قيمته 2ر37 مليون دولار في 2014 (مقابل 6ر3 مليون دولار في 2013).
واردات الجزائر من تونس
في المقابل، ارتفعت مشتريات الجزائر من تونس ب 5ر4% لما قيمتة 6ر516 مليون دولار من بينها 478 مليون تخص المواد الصناعية (5ر92% من الواردات الجزائرية من تونس) مسجلة هي الاخرى ارتفاعا قدر ب 4ر4% مقارنة ب 2013.
ومن بين هذه المواد الاسمنت والذي قدرت قيمة مشتريات الجزائر منه 3ر90 مليون دولار مرتفعا ب 80% في 2014 مقارنة ب 2013 حيث مثل 17% من مجموع واردات الجزائر من هذه المادة في 2014 مقابل 5ر10% في العام الذي سبقه.
كما اقتنت الجزائر من تونس في 2014 ما قيمته 7ر35 مليون دولار من الفوسفات مرتفعة ب 35% مقارنة ب 2013.
وبالنسبة لوارداتها من الصناعات الغذائية التونسية فقد قدرت ب 6ر32 مليون دولار في 2014 مقابل 6ر34 مليون دولار في 2013.
ومن بين هذه المنتجات نجد الحلويات الشامية التي قدرت قيمتها ب 3ر5 مليون دولار و البسكويت ب 4ر2 مليون دولار والمواد الدسمة والزيوت النباتية ب 2ر2 مليون دولار واللبان (العلك) ب 1 مليون دولار.
كما بلغت قيمة مشتريات المواد الصيدلية من تونس نحو 6 ملايين دولار مقابل 1 مليون دولار في 2013. واستحوذت واردات السمك المعلب على مشتريات المواد الصيدية لما قيمته 3ر5 مليون دولار مقابل 3ر0 مليون دولار في 2013.
الجزائر تلبي كامل احتياجات تونس من الغاز
اعلنت وزارة الطاقة الجزائرية عن استعداد الجزائر لتلبية احتياجات تونس من غاز البترول المميع ولرفع الكميات المزودة.
واتفق وزير الطاقة الجزائري ونظيرته التونسية هالة شيخ على تدعيم الشركة المختلطة الجزائرية التونسية “نوميد” التي تم إنشاؤها في 2003 بالشراكة بين مجمع سوناطراك والمؤسسة التونسية للأنشطة النفطية وتوسيع نشاطها إلى خارج الأراضي الجزائرية والتونسية.
كما درس الجانبان إمكانية وإجراءات تمديد عقود تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أنبوب الغاز الموجه من الجزائر إلى إيطاليا مرورا بالأراضي التونسية ويتعلق الأمر-يضيف الوزير الجزائري- بتمديد العقود التي تربط سوناطراك بالشركة الإيطالية إيني والتي تنتهي في 2017 و2019.
شارك رأيك