صوتها نوتات موسيقية مكتوبة بدقة ومهارة… صوتها ناي وقيثارة يتسلل إلى مسام الجسد ويهز السامع بعنف لذيذ… صوتها لا يحتاج إلى موسيقى، ينساب دافئا، مدهشا، ينعش القلب ويحرك فيه كل الأحاسيس الجميلة.
تلك هي لينا شماميان التي اختارت لنفسها طريقا مختلفة شقته بتأن و ثبات متسلحة بالموهبة والمعرفة… مسكونة بالموروث الموسيقي العربي وت شدها النغمات الأرمنية ولكنها منفتحة في الوقت نفسه على موسيقات العالم… تقدم مزيجا متقنا بين أكثر من لغة موسيقية تحافظ فيه على أصالة القديم وروحه وتدخل عليه في الوقت نفسه بعض الارتجالات المتوافقة مع اللحن الأصلي بأسلوب جازي كلاسيكي لاتيني عصري
بصوتها الدافئ وإحساسها العالي نجحت “لينا شماميان” في الوصول إلى الجمهور التونسي الذي لم يبخل عليها بالحضور في حفلها ليلة الأحد 13 أوت ضمن فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي فامتلأ المسرح الروماني بقرطاج بجمهور كبير العدد راق في تفاعله رقي “لينا” وأغانيها وموسيقاها.
في تمام العاشرة ليلا، وبعد النشيد الوطني والإعلان عن انطلاق السهرة، قدم عازف الترومبيت السوري “باسل رجوب” صولو صعدت بعده “لينا شماميان” في هدوء، بثوب أحمر، جلست لتعزف على “الطنبور” الأرمني وهي تشدو بتهويدة بالأرمنية والإنجليزية ثم وجهت التحية لجمهورها وانطلقت في استعراض برنامج سهرتها الغنائي ترافقها فرقة موسيقية مع عازفين على الآلات الوترية من تونس، إضافة إلى عازف القانون التركي الشهير “غوكسيل بكتاغير” وعدد آخر من العازفين من جنسيات مختلفة.
حضرت الطبلة أيضا في العرض، والزكرة مع العازفة التونسية المتميزة سمر بن عمارة… ونفذت لينا شماميان ما وعدت به خلال ندوتها الصحفية عندما أكدت أنها ستغني بلا كورال، لأن جمهور قررطاج هو كورالها وأدى جمهور قرطاج الساحر دوره بإتقان شديد.
غنت “لينا” عددا من الأغاني التي اشتهرت بصوتها من الكلاسيكي المتجدد أو من إنتاجاتها الخاصة مثل “قصة عشق”، “لما بدا”، “على موج البحر”، “تدمر”، “بالي معاك”، “رسائل”، “شام”، “ها الأسمر اللون”، “يا مال الشام”، واهتزت المدارج بصوت “الطبلة” و”الزكرة” وبآدائها الموفق لأغنية “جيبولي خالي” وهي من التراث الكافي الجميل، وبآدائها المتقن لأغنية الصادق ثريا “كي يضيق بيك الدهر” وغيرها من الأغاني التي اهتزت على إيقاعاتها مدارج المسرح الروماني بقرطاج.
اختيار “لينا شماميان” للاحتفال بعيد المرأة التونسية ضمن فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ليلة الأحد 13 أوت كان موفقا لأنها أدركت قيمة الحدث بفضل اطلاعها على مكانة المرأة في تونس، وتجهزت جيدا لموعدها فغنت قرابة الثلاث ساعات، وكانت لطيفة على الركح، تعلو الابتسامة ملامحها الجميلة… كانت سعيدة وبثت الكثير من الفرح في جمهورها… ورمته بالورود في نهاية سهرتها، ولم تغادر الركح إلا بعد أن التقطت عددا من الصور مع جمهورها..
شارك رأيك