كشف النقابيّ الامني عصام الدردوري امس الاثنين 14 أوت 2017 الحالة المزرية لاحد اكبر المستشفيات بالعاصمة وهو مستشفى عبد الرحمان مامي بولاية اريانة.
وقد فضح الدردوري الوضعية المادية للمستشفى والتي تتجلّى اساسا في النقص الفادح في الموارد البشرية وخاصة الاطباء وذلك مقارنة بالاعداد الضخمة للمرضى ، اضافة الى افتقاده للتواجد الامنيّ.
وقال النقابيّ الامني :
” الواقع المرير:
توجهت اليوم بصفتي مواطن تونسي له حقوق وعليه واجبات رفقة والدتي المعتلة إلى مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة لاجراء فحص بالاشعة” سكانار “.
وهنا أذكر اولا بان الحق في الصحة يعتبر من الحقوق الأساسية المكفولة دستوريا و وتتعهد الدولة برعاية هذا الحق وضمانه عبر مؤسساتها المتداخلة و هنا مربط الفرس
الطابور كان طويلا أمام شباك القابض و هذا في حد ذاته اشكال فمستشفى في حجم عبد الرحمان مامي يتطلب اكثر من قابض لتقليص حجم عناء الانتظار و الازدحام على المرضى و تقليص الضغط على القابض.
وما ان انهينا عملية التسجيل المضنية و تجاوزنا الطابور المزعج حتى شرعنا في التوغل داخل ردهات و منعطفات المستشفى و قد خيمت عليها علامات الوحشة وسط امل متناثر يتراءى لنا احيانا مرتسما على وجوه المرضى التي طغى عليها الاصفرار ، البحث عن قسم التصوير بالاشعة لم يستمر طويلا خصوصا وأن دليلنا في البحث كان “ليسهل ما يضيعش “، دخلنا قاعة الانتظار التي بدت مكتظة “ارمي الغربال يركح ” اتخذت والدتي مكانا لها بين جموع المرضى المتراصة و توجهت لشباك الاستقبال لاتمام الاجراءات الخاصة بالاشعة قوبلت بابتسامة من الحضور بعد ان بادرتهم بالتحية وكان لي مثلها ،تمت الاشارة عليا بالتوجه لجلب الملف الصحي لوالدتي من الارشيف وهنا وقفت على اشكال جديد، شخصين فقط يشرفان على التصرف في ارشيف يقدر بالاف ملفات المرضى و احدهما يقضي اغلب الوقت يتنقل بين مختلف الاقسام ومن سوء حظي ان هذا الاخير هو من رتب ملف والدتي لذلك بقيت انتظر مايقارب الساعة حتى عاد الى مكتب الارشيف و سلمني اياه وهذا ما يحيلنا بالضرورة الى معضلة النقص في الرصيد البشري و انعكاساته السلبية وهو ما تشكو منه اغلب المرافق الصحية و يؤدي الى تدني وتقهقر مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطن .
المرضى في كل مكان، الجميع يستغيثون و يستفسرون ، فوضى عارمة، عدد الاطباء يعد على اصابع اليد مقارنة بالعدد المهول للمرضى و هو ما يضاعف من معاناة و مشاق كلا الطرفين المريض و الإطار الطبي و يضفي على وحشة المكان طابعا من التشنج.
الاطباء يعملون بمعدل 24 ساعة و عددهم كما سبق واشرت قليل… قليل ثم نطالبهم بالمردودية .
مسالة اخرى لفتت انتباهي وشاطرني فيها الرأي الإطار الطبي الذي التقيته وهي غياب الأمن على خلاف تواجده مثلا بكل من مستشفى الرابطة وشارل نيكول، الذعر والخوف من التعنيف والسلب هاجس ينتاب العاملين بالمستشفى وكابوس يجثم على قلوبهم وهو ما يستدعي التدخل العاجل لأعلى هرم بوزارة الداخلية وإيجاد منظومة لتأمين المستشفى كما يجب ألا ننسى بأنه منشأة عمومية ومثلما يسيل لعاب المجرمين فإنه أيضا قد يكون هدفا للإرهابيين.
صراحة إدراج المنشآت العمومية ضمن النسيج الأمني غير كاف وها أننا نرى العربدة و”التصعليك” المنتشرة في مستشفياتنا رغم تواجد أعوان الأمن وبذلهم لجهود محترمة.
أقول قولي وأمضي معنونا ما عاينته بأنه أزمة وعي وأخلاق تنبئ بمزيد تهاوي ثقافتنا المجتمعية المتآكلة”.
ر.م
شارك رأيك