على هامش ندوة فكرية في اطار مجالس الحمامات نظمها المهرجان الدولي للحمامات يوم 27 جويلية الفارط , التقت انباء تونس بالفيلسوف المصري حسن حماد فكان لنا هذا الحوار حول ماسمي بالربيع العربي و المؤامرة الخارجية .
حوار أجرته زهرة عبيد
- ما هو تحليلكم لما الت اليه الثورات العربية او ما سمي بالربيع العربي ؟
حسن حماد : لا أستطيع ان اسمي 25 ينايير بانها ثورة لماذا ؟
لان الثورة لا بد ان نقوم بتغيير المفاهيم و القيم لدى العامة و الخاصة. اذن لنتفق على ان 25 يناير هي انتفاضة ضد الفقر و الجوع و استبدادية السلطة .
في البداية رفع المتظاهرون شعارات تطالب بعدم التوريث و تداول السلطة . الا ان غرور و تعنت السلطة الغائبة ادى الى رفع المطالب و تزايدها ثم اصبح الشعار الايقونة هو العيش الكريم و الحرية و العدالة الاجتماعية .
لكن نظرا لان القوة التي تتظاهر كانت تتحرك بشكل تلقائي و استندت الى الحشد الالكتروني و لم يكن لها قيادة واضحة و لم تمتلك الشارع الذي هو من لحم و دم ,اعني بذلك ان لم تكت لها قاعدة جماهيرية حقيقية. و لذلك سرعان ما ضعف الزحم الثوري . و في اليوم الثالث للثورة او الانتفاضة و جد الاخوان المسلمون ان الفرصة متاحة للمشاركة في المظاهرات و الحق يقال ان تنظيم الاخوان بما انه يمتلك القدرة الفائقة على التنظيم و الحشد و يمتلك المال و يمتلك ايضا قاعدة جماهرية ضخمة لذلك استطاع هذا الفصيل ان يقدم دعما قويا للجماهير لمواصلة المظاهرا و الانتفاضات وجد السلفيون ايضا ان كعكة السلطة ربما تسقط رفي ايدي الاخوان وحدهم ,خاصة بعد تنحى مبارك ’فدخلوا ايضا في اللعبة .فمن هناك تحولت الثورة من الثورة نحو الحرية الى ثورة مضادة تشبثت بالهوية و برفع الشعارات الديماغوجية مثل “الاسلام هو الحل ” أو “اسلامية اسلامية ” ” لايهودية ,لا مسيحية”.
و استطيع القول انه و بشكل عام ان الاصولية الاسلامية سواءا في مصر او في العالم العربي تتغذى و تقتات من أزمتين :
-الفقر و الاستبداد السياسي او الانفراد بالسلطة .
و الاصولية و الاستبداد وجهان لعملة واحدة .و الاصولية و الراس مالية ايضا وجهان بعملة واحدة .
و لهذا و ليس مستغربا ان تلتقي ا هداف ترامب “TRUMP” الاسرائيلي الصهيوني مع عاهل السعودية الوهابية الصهيونية .الأهداف واحدة و لكن ربما اختلفت الأدوار .
النهضة شبح الاصولية الوهابية في تونس
- ما هو دور الاسلام السياسي عموما في ما الت اليه الاوضاع في البلدان العربية و خاصة الدور التركي القطري في دعم التطرف الديني و الحركات الارهابية ؟
اتصور ان الاسلام السياسي بشكل خاص و الدين بشكل عام هو اساس تخلف العالم العربي و هو السرطان الذي يؤدي الى تاكله و انهياره اخلاقيا و دليل على ان هذا الصراع الدائم على الساحة العربية حاليا هو صراع “اصولي ..أصولي “يشبه مسرح العرائس و الذي تديره من خلف الستار الاصابع الأمريكية .
نحن امام 3 قوى متناحرة :
-الجانب الاول نجد ضحايا هذا الصراع الطائفي ,الأصولي أو المسرح الذي تتم عليه قواعد العبة القذرة و اعني بذلك سوريا و العراق بشكل خاص و يياتي بعدها ليبيا ..
-الجانب الثاني و تقودها المملكة السعودية و تضم مصر ,الأردن ,و دول الخليج او مايمكن ان نسميه بجبهة الاسلام الوهابي .
-الجبهة الثالثة هي جبهة الاخوة الأعداء و هي بصفة عامة تركيا ,قطر ,حزب الله ,و حماس و هي جبهة ظاهريا متناقضة و لكن المصالح تتتصالح .
و البراغماتية السياسية هي التي تقف احيانا فوق الخلافات العقائدية التي يتم تأجيلها لكن تظل تعمل في الخفى .
– اما دول المغرب العربي فهي تقف حائرة من هذه القوى المتضاربة ظاهريا تبدو تبدو مستقلة في طبيعتها و خاصة تونس .
الا ان هذه الحيادية و الاستقلال سيستمر كثيرا …و خاصة و ان شبح الاصولية الوهابية تتمثل في حزب النهضة لم ينتهي بعد ..بل يحاول ان يتغلغل ..للجماهير و يقدم نفسه كالحمل الوديع و للجماهير المغيبة سياسيا و ثقافيا .و عادة ما تغتر هذه الجماهير خاصة في الجنوب .
الصراع ضد الاسلام السياسي هو صراع وجود
- الثورات في تونس و مصر سارتا في اتجاهين متوازيين و مختلفين في عديد الاوجه . و حسب معرفتكم بالاوضاع الحالية في هاذين البلدين , ماهي نقاط التشابه و الاختلاف ؟
أظن ان النخبة الثقافية في تونس أو الميزاج العلماني للشارع التونسي يعطي بعض الامل في صعوبة اسلمة المجتمع أما في مصر فنظرا للازمة الاقتصادية الطاحنة و نظر لهيمنة مؤسسات الازهر و تدخلها في اليومي و في الانشظة الدينية و الثقافية فاني اشعر بالخطر .
و لكن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة ضخمة و متورطة في السياسة و في سلاح ذو حدين .
لأن هذه المؤسسة هي التي أنقذت مصر من الاخوان و لكنها أيضا طمعت في السلطة عندما وجدت نفسها وحيدة في الميدان .و الحل في وجهة نظري تتمثل في أهمية ان تتكاتف القوى السياسية في مصر من اجل ان يكون لها قوى في الشارع و ات تكف عن المراهقة السياسية و عن النضال عبر شاشات التلفزيون و عبر الميديا .
و في كلمة أخيرة أقولها لكامل القوى السياسية في مصر و تونس ان الصراع بين القوى السياسية و القوى الليبرالية و اليسارية في جانب معا و بين قوى الاسلام السياسي صراع يتناقض و هو صراع وجود .فاما ان توجد القوى السياسية الليبرالية و اليسارية او ان يوجد الاخوان السلفيون و لا لقاء.و من يتصور غير هذا فاعتقد انه يعاني من اعراض المراهقة السياسية .
* استاذ و رئيس قسم الفلسفة بكلية الاداب الزقازيق و العميد السابق للكلية و هو استاذ كرسي الفلسفة لليونسكو فرع جامعة الزقازيق و عضو لجنة الفلسفة بالمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة من مؤلفاته “دوائر التحريم 2016” .
شارك رأيك