بقلم عمّــــــار قــــردود
كشف مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية -رفض الإفصاح عن إسمه- لـــ”أنباء تونس” أن السلطات الجزائرية أبدت تحفظها الشديد من السفير التونسي السابق لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي.
واوضح المصدر ذاته ان السفير السابق تسبب سواء عن قصد أو دون قصد في بعض البرودة في العلاقات بين الجزائر و تونس بسبب بقاءه موقف المتفرج أمام عدد من القضايا الهامة خاصة قضية ضريبة العبور التي كادت أن تعصف بالعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، إلى جانب عدم إلمامه بكثير من الملفات التي أساءات أو كادت للعلاقة بين الجزائر و تونس كالإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية أيمريكية بتونس و تصريحات وزير البيئة رياض المؤخر المسيئة للجزائر و الإعتداءات المتكررة على الرعايا الجزائريين في تونس الصائفة الماضية.
و أفاد ذات المصدر أن الجزائر أبلغت السلطات التونسية بأن السفير التونسي السابق لديها عبد المجيد الفرشيشي بات غير مرغوب فيه في الجزائر و أنه من الأفضل سحبه و تغييره و تعيين سفير جديد خلفًا له حفاظًا على العلاقات المتينة بين البلدين، وأن الفرشيشي قاطعته السلطات الجزائرية لعدة أشهر و لم توجه له دعوات رسمية لحضور الإحتفالات الرسمية في الجزائر كالأعياد الوطنية و الدينية،و عابت عليه الجزائر إهتمامه بمصلحة الإقتصاد التونسي لا غير من خلال ترويجه الإعلامي للسياحة في بلاده من أجل جلب أعداد كبيرة من السياح الجزائريين إلى تونس،لكن و عندما يتعلق الأمر بمصلحة الجزائر و الجزائريين يخفت صوته أو يكاد ينقطع تمامًا كالإعتداءات التي تعرض لها عدد من السياح الجزائريين في مناطق مختلفة في تونس الصائفة الأخيرة.
هذا و قد وافقت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية،منذ أسابيع، على تعيين الناصر الصيد، سفيرًا مفوضًا فوق العادة للجمهورية التونسية، لدى الجزائر.وحسب بيان للوزارة فقد تمت الموافقة على تعيين السفير المفوض فوق العادة، الناصر الصيد، خلفًا للسفير عبد المجيد الفرشيشي الذي أنهيت مهامه.
ويشار إلى أن اختيار سفير تونس في الجزائر يخضع لاعتبارات دقيقة نظرًا لأهمية ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين”.و في المقابل علمت “أنباء تونس” من مصادر جزائرية موثوقة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد قرر تعيين سفير جديد للجزائر لدى تونس خلفًا للسفير الجزائري الحالي عبد القادر حجار الذي تقول بعض التسريبات أنه سيتم تعيينه سفيرًا للجزائر لدى مصر أو الإمارات،و من المحتمل تعيين الأمين العام السابق لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية حسان رابحي سفيرًا للجزائر في تونس.
و تم إعتماد السفير التونسي المغادر لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي في جوان 2014 أي في عهد الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي و يحسب الفرشيشي على حزب النهضة الإسلامي التونسي و تم إقتراحه من طرف وزير الشؤون الخارجية التونسية الأسبق منجي الحامدي و إعتبر المتتبعون للعلاقات الجزائرية التونسية لــــ”أنباء تونس” أن تعيين سفير جديد للجمهورية التونسية بالجزائر يعتبر بمثابة إنهاء مهام للسفير التونسي الحالي عبد المجيد الفرشيشي الذي لم يستمر في منصبه سوى 3 سنوات فقط و يؤخذ على الفرشيشي فشله في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر و تونس و وقوفه موقف المتفرج على عدد من الأحداث التي تهم البلدين دون التدخل الفوري لمعالجتها كضريبة العبور المقدرة بـــ30 دينار تونسي و التي فرضتها السلطات التونسية على مركبات الجزائريين للعبور نحو تونس سنة 2016 و كادت أن تعصف بالعلاقات الجزائرية التونسية حيث قال الفرشيشي آنذاك، أن قرار السلطات الجزائرية الذي أعلنه وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، بفرض غرامة على الرعايا التونسيين، عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، هو “قرار سيادي”، مؤكدًا أن الملف محل متابعة من الحكومة التونسية.
وأفاد الدبلوماسي التونسي ، أن استمرار فرض ضريبة الخروج من التراب التونسي على المركبات الأجنبية، بما في ذلك للجزائريين والمقدرة بـ30 دينارا تونسيا -حوالي 2100 دينار جزائري- هي محل متابعة من سلطات بلاده، ونبه أن إلغاءها لا يمكن أن يكون بقرار إداري، ولكن بتمريرها عبر مجلس النواب، كما حصل أول مرة لما تم اعتمادها، وشملت في البداية الأفراد، ثم اسقطت لتمس المركبات فقط.
وأكد السفير عبد المجيد الفرشيشي، ان تونس ولأسباب معينة تبحث على صيغة لتيسير إجراءات العبور من وإلى تونس، خاصة بالنسبة لسكان الحدود، ويرجح من كلام الدبلوماسي احتمال إسقاط الضريبة على سكان المناطق الحدودية فقط، باعتبارهم الأكثر تضررا من القرار المتخذ، وهم الذين يتنقلون أحيانا لأكثر من مرة في اليوم إلى الجارة تونس.
و نفس الشيء يمكن قوله حول التصريحات غير المقبولة من طرف وزير البيئة التونسي و هو الأمر الذي جعل وزارة الخارجية الجزائرية تستدعي سفير تونس في الجزائر، عبد المجيد الفرشيشي لطلب تقديم توضيحات بشأن تصريحات وزير البيئة والشؤون المحلية التونسي رياض الموخر، خلال مؤتمر حول ” تونس أرض السلام في المتوسط” عقد في مدينة روما الإيطالية.
وأكد البيان أن الوزارة أبلغت السفير التونسي أن تصريحات المسؤول التونسي حول الموقع الجغرافي لتونس والجزائر هو محل تساؤلات.
شارك رأيك