غيّب الموت الاسبوع الفارط الشاعر والمسرحيّ التونسيّ حسين القهواجي عن سنّ تناهز 58 عامًا.
وفي هذا الاطار نشر الاستاذ محمد الغزي قصيدة رثى فيها القهواجي قائلا:
“لأنّك مَنْذورٌ للتحْليقِ في السّماءِ
لا للسّيْر على الأرْضِ،
منذورٌ لصداقةِ النّجومِ ”
لا للإقامة بيْنَنا
حللْتَ بهذه الأرْضِ خفيفًا كغيْمةِ صَيْفٍ
ورهيفًا كجناحِ فراشةٍ
يا صديقَ الليل والأزقةِ القديمة
يا صديقي
قلْ : كيْفَ استبْسَلْتَ في الدّفاعِ عن البَراءَةِ
في عالم تملؤه الذئاب
كيف استبْسَلتَ في الدّفاعِ عنِ الشّعْر
في زمَنِ لا يسْتحقُّ بيْتًا من قصائدِنا ؟
كيف استبْسلْتَ في الدفاعِ عن الطفولةِ
في أمّةٍ أدركها الهرمُ منذُ زمَنٍ بعيدٍ
قلْ :كيف تصدّيْتَ بجسمِك النَّاحلِ
وقلبك المرهق
لكلّ هذا الأفول الكبير ؟
كيف بقِيتَ تحْترفُ الفرح
غيرَ عابئٍ بنُذرِ الموْتِ تقْرعُ الأبواب
يا صديقَ الليْل والأزقّةِ القديمة
يا صديقي
ثقْ بأنّك لن تندمَ علىَ رحيلك
فقبْرُك أرْحَبُ من هذه البلاد
والترابُ الذي ضمّكَ أرْحمُ منّا جميعا
يا صديقَ الليل والأزقّة القديمة
ستنامُ هذه الليلةَ قريرَ العين
لنْ يوقظك بعد الآن ألمٌ..
لنْ يُوقظك قلبُك الذي أرْهقه كرُّ الليالي
ستكتفي بعد أن يمْضيَ المشيّعون
بإلقاء رأسِك على كتف القيروان
ساحبًا بيديْك الباردتيْن ترابَهَا
كيْ يُدثّرَ جسمَك الناحل الحزين”.
يذكر ان حسين القهواجي بمدينة القيروان، كان عصاميَّ التكوين، غير أنّ معرفته بالأدب العربي، قديمه وحديثه، واطلاعه على الآداب الأجنبية يفوق اطلاع المختصّين فيهاّ. عمل القهواجي ممثلا محترفا في الفرقة القارة للتمثيل في القيروان من 1979 إلى 1992، ثم تفرّغ للكتابة وبرع فيها شعرا ونثرا، فقد أصدر العديد من المجموعات الشعرية «ليل المقابر»، و»غراب النبوءات»، و»أندر من بروق الصيف أرق من غيمة الخريف»، و»يوميات في مارستان»، و»كتاب الأيام»، و»الأرواح البيضاء»، و»أحفاد سقراط وصلوا قرطاجة».
ر.م
شارك رأيك