بقلم عمّار قـــردود
أفادت مصادر أمنية جزائرية موثوقة لـ”أنباء تونس” أن محتال جزائري يبلغ من العمر 33 سنة ويدعى “وسيم.ط” قدّم نفسه على أساس مساعد لأحد المحامين الجزائريين مكلف بمهمة البحث والتحري عن “الحراقة الجزائريين”.
وقد قام الشخص المذكور خلال الأسابيع الماضية بالنصب والاحتيال على عائلات و أقارب “الحراقة الجزائريين”، وسلبهم مبالغ مالية معتبرة قدرت بحوالي نصف مليار سنتيم جزائري، و ذلك مقابل تسهيل إجراءات البحث عن أبنائهم المختفين منذ السنة الماضية في السجون التونسية و الليبية.
و بحسب ذوي و أهالي هؤلاء “الحراقة الجزائريين” فإن تفاصيل هذه القضية تعود إلى مطلع العام الماضي،حين قرّر العشرات من الشباب الجزائري محاولة الهجرة بحرًا عبر الحرقة، و تم تحديد شهر جانفي للإبحار و خوض المغامرة في محاولة منهم للوصول نحو الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط قاصدين إيطاليا، و لكن ومنذ ذلك التاريخ اختفى هؤلاء “الحراقة الجزائريين” مع استفهامات كثيرة وحيرة أكبر لدى أهاليهم الذين بذلوا مجهودات جبارة بغية معرفة مصير أبنائهم لكن دون جدوى، حيث قصدوا خفر السواحل بعنابة والقنصلية التونسية بعنابة و حتى القنصلية التونسية بتبسة، كما سافر البعض منهم إلى تونس للاستفسار عن مصير أبنائهم ، ولكن عبثًا يحاولون و لم يتمكنوا من الوصول إلى أدنى معلومة حول مصير فلذات أكبادهم، وبعد أيام انتشرت معلومات قدمتها محامية تونسية تدعى “فروزان.ط” تؤكد فيها أن الشباب المختفين منذ تاريخ جانفي 2016، تم ايقافهم بالسواحل التونسية وتحويلهم نحو سجن “المرناقية”بتونس قبل أن يتم تحويلهم في جانفي الماضي نحو سجن متواجد في جزيرة “جربة” التونسية، و بالرغم من أن هذه المعلومات غير دقيقة و غير مؤكدة مائة بالمائة، لكن عائلات “الحراقة الجزائريين” تعلقت بها و هي تمني النفس بالعثور على أبناءها أحياء يرزقون.
المحتال الجزائري “وسيم” استغل الفرصة و حاول الاستثمار فيها بالتواطؤ مع محامين تونسيين و جزائريين و قدّم نفسه على أساس أنه مساعد لشركة محاماة بالجزائر مكلف بمهمة البحث والتحري عن “الحراقة الجزائريين” وقدم تلك المعلومات وتقرب من عائلات “الحراقة الجزائريين”، و أكد لهم صحة المعلومات التي وصلتهم من طرف المحامية التونسية “فروزان.ط”، كما قدّم لهم دلائل وقرائن متمثلة في مكالمات هاتفية مفبركة لشخصيات أمنية وعسكرية جزائرية و تونسية، تؤكد أن أبناءهم المفقودين متواجدون في التراب التونسي، و راح يوهمهم بأن القضية يمكن حلها بسهولة و أن له شبكة علاقات مع مسؤولين بارزين بالإمكان التدخل لحل القضية، و تنقل المحتال الجزائري “وسيم” بمعية بعض أهالي الحراقة نحو العاصمة التونسية و التقوا بالمحامية التونسية “فروزان” في مكتب فخم بمنطقة باردو و أقنعتهم المحامية بأن القضية بسيطة و لكنها تتكلف مبالغ مالية واشترطت على كل عائلة مبلغ مالي قدره 10 آلاف دينار تونسي نظير الإفراج عن أبناءهم المحتجزين في السجون التونسية خاصة “المرناقية” و “برج العامري” كما كان المحتال الجزائري “وسيم” في كل مرة يطلب منهم مبالغ مالية أخرى مقابل تحركاته و تنقلاته بين الجزائر و تونس و بين السجون التونسية و أتعاب المحامين الذين يتعاونون معه و بعد مدة تزيد عن الشهرين اختفى هذا المحتال فجأة و حتى هواتفه في تونس و الجزائر باتت مغلقة،ليتسلل الشك و الريبة إلى نفوس أهالي الحراقة الجزائريين المختفين و قرروا السفر إلى تونس و لقاء المحامية التونسية “فروزان” بمكتبها بباردو لكنهم تفاجأوا بعدم وجودها و أن المكتب مغلق و لا توجد هناك محامية بذلك الاسم ليتأكدوا أنها ربما تكون محامية وهمية أو محتالة،و قد اتصلوا بالسلطات التونسية لكن دون دليل يؤكد ادعاءاتهم و لتزيد الأمور تعقيدًا أكثر مما هي معقدة.
شارك رأيك