من الجزائر : عمّـــــــار قـــــــردود
قال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الخميس، إن 5.8 ملايين سائح توافدوا إلى بلاده، بينهم 3 ملايين سائح عربي و 1.5 مليون أوروبي.
وأكد الشاهد في افتتاح المنتدى العربي التونسي للاستثمار السياحي، الذي تحتضنه العاصمة تونس على مدى يومين، أن “مداخيل السياحة قدرت في الفترة نفسها بـ 2.2 مليار دينار (890 مليون دولار)”.وبدأت السياحة في تونس تستعيد تدريجيًا بريقها منذ مطلع العام الجاري، بعد هبوط حاد نتيجة أحداث أمنية وتفجيرات وقعت 2015.
و اضاف قائلا : “بدأ نمو السياحة يعود بنسق تصاعدي منذ مطلع 2017 بعد تجاوزه الصعوبات التي تعرض لها خاصة في السنوات الأولى منذ ثورة 2011 وأحداث 2015”.وفي 2015، قتل 60 سائحًا أوروبيًا في هجوميين منفصلين، استهدفا متحف “باردو” بالعاصمة تونس ومدينة سوسة الساحلية، تبعه فرض بعض الدول الأوروبية من بينها بريطانيا حظر سفر سياحها إلى تونس.وقبل عدة شهور، أعلنت كل من بريطانيا والدنمارك والنرويج وأيسلندا والسويد وفنلندا وبلجيكا، عن قرار رفع تحذير رعاياها من السفر إلى تونس، بغرض السياحة.ويشغل قطاع السياحة التونسي 400 ألف شخص بصفة مباشرة وغير مباشرة، وتبلغ مداخيله نسبة 12 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وفق أرقام وزارة السياحة.
و تأتي تأكيدات و إحصاءات يوسف الشاهد حول التعافي الملحوظ لقطاع السياحة في تونس لتتطابق مع التقارير الدولية المختصة و المختلفة و التي أجمعت على أن تونس إستعادت-عن جدارة و إستحقاق-مكانتها المستحقة في قطاع السياحة العالمي كإحدى أهم دول العالم إستقطابًا للسواح.
فقد أفادت مؤسسة “يورو مونيتور إنترناشيونال” في تقرير حديث لها أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها عدد من الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة لم تنعكس على واقع السياحة في منطقة شمال إفريقيا، بحيث بينت الأرقام أن السوق السياحية بهذه المنطقة عرفت انتعاشًا ملحوظًا خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية 2017، متوقعة في المقابل أن تستمر هذه الأرقام في الارتفاع بحلول السنوات القادمة.
و يبدو أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها عدد من الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة لم تنعكس على واقع السياحة في منطقة شمال إفريقيا، وعلى رأسها تونس؛ فقد بيّنت الأرقام أن السوق السياحية بهذه المنطقة شهدت نموًا معتبرًا عكس السنوات الماضية.
ففي تقرير حديث صادر عن مؤسسة “يورو مونيتور إنترناشيونال”، المتخصصة في إعداد الدراسات الاستراتيجية حول الأسواق، أفاد بأنه بالرغم من الهجمات الإرهابية الأخيرة والقلاقل الأمنية، انتعشت السوق السياحية في كل من تونس و مصر و المغرب.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الحجوزات ارتفعت بــــــ33.5 في المائة في تونس،و بــــ20.5 في المائة بالمغرب، و+24.8 في المائة بجمهورية مصر العربية، ، وذلك إلى حدود شهر جويلية الماضي، مضيفًا أن عدد الوافدين الدوليين إلى إفريقيا جنوب الصحراء من المتوقع أن يصل إلى 25 مليون رحلة بحلول عام 2022.
و بحسب بيانات رسمية فإن نمو إيرادات قطاع السياحة بتونس بلغت 20% منذ بداية 2017، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ليواصل القطاع تعافيه بعد عامين من هجومين استهدفا سياحاً أجانب.
وأظهرت أرقام نشرها البنك المركزي التونسي أن إيرادات السياحة زادت إلى 2.006 مليار دينار تونسي حتى 26 سبتمبر الماضي، مقارنة بنحو 1.74 مليار دينار تونسي في نفس الفترة من العام الماضي.
وزاد عدد السياح بنسبة 23% إلى 5.147 مليون سائح. وارتفع عدد السياح الأوروبيين 15% إلى حوالي 1.3 مليون سائح، بفضل حملة ترويجية كبيرة في الدول الغربية وتخفيف حظر السفر إلى تونس.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد قالت في يوليو الماضي إن بريطانيا لم تعد تنصح رعاياها بعدم السفر إلى معظم أنحاء تونس، بما في ذلك العاصمة ومعظم المقاصد السياحية.
وتكافح تونس لإنعاش قطاع السياحة الذي تأثر بشدة منذ هجومي 2015. ففي يونيو من ذلك العام، فتح مسلح النار على سياح في فندق بمنتجع سوسة السياحي وقتل 38 شخصاً أغلبهم من البريطانيين. وقبل ذلك بثلاثة أشهر قتل مسلحان آخران 21 سائحاً غربيا في هجوم على متحف “باردو” بالعاصمة تونس. وقد تبنى تنظيم “داعش” الهجومين.
وتأمل تونس في أن تستقبل 6.5 مليون سائح في 2017 بأكمله بزيادة 30% عن العام الماضي، في ظل استقرار الأوضاع الأمنية وسعي السلطات لاستقطاب السياح من وجهات جديدة مثل روسيا.
ويسهم قطاع السياحة بحوالي 8% من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، وهو أكبر جهة توظيف بعد القطاع الزراعي.
اللومي:تونس تتعافى من الأحداث الإرهابية وتغري السياح الأجانب
و تحدثت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي الرقيق في تصريحات إعلامية سابقة لها، عن أهمية تظافر الجهود الدولية المبذولة في محابة الفكر الإرهابي المتطرف، وعن استفادة تونس من هذه الجهود في إعادة السياح العرب والأجانب بعد أحداث 2015 التي استهدفت ضرب السياحة في البلاد.
وأعربت الوزيرة عن أنه تم استرجاع بعض المردود السياحي المعتاد بشكل جيد خلال الموسم السياحي الحالي، والدليل على ذلك زيادة السياح الفرنسيين هذا العام بنسبة 44%، وتزايد السياح القادمين من روسيا بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة.وأكدت أنهم يأملون في أن يكون الموسم الحالي موسماً سياحياً مؤثراً بشكل إيجابي على السوق السياحية التونسية.
وذكرت وزيرة السياحة التونسية أنها قامت بجولة عربية خليجية زارت فيها كلا من السعودية والإمارات وعمان لتعريفهم بالمقومات السياحية لتونس، وخلق سوق استثمارية خليجية فيها، مقرة بوجود قصور في جذب السياح الخليجيين إلى تونس في ما مضى، ومعتبرة أن الجولة الأخيرة كانت إيجابية على حد تعبيرها.وأكدت أن تاريخ الحضارة التونسية يمتد لـ 3000 سنة وأن الشعب التونسي شعب مضياف بطبيعته.
وأضاف المصدر أن الأسواق الرئيسة في هذه المنطقة تمثلها جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا وموزامبيق والكاميرون وموريشيوس وتنزانيا، باستحواذها على 70 في المائة من نسبة الرحلات الدولية. كما أكد التقرير أن سنة 2017 يرتقب أن تختتم بتسجيل 18.6 مليون وافد دولي، بنسبة ارتفاع مقدرة بـ 6.5 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية 2016.
وأفادت الوثيقة ذاتها بأنه “من المتوقع أن تؤدي زيادة الخطوط الجوية المباشرة والمتزايدة من وإلى الأسواق الخارجية الرئيسة، وزيادة الاهتمام من الزوار الأجانب، والحملات التسويقية القوية للعلامات التجارية الكبرى إلى زيادة الوافدين إلى المنطقة”.
من جهة ثانية، سجلت “كريستي باثي”، إحدى الخبيرات داخل مؤسسة “يورو مونيتور إنترناشيونال” ، أن العديد من الدول نجحت في تقديم نماذج جديدة للسياحة الإفريقية على رأسها تونس.
وأبرزت الخبيرة في المؤسسة المتخصصة في إعداد الدراسات الإستراتيجية حول الأسواق أن هذه البلدان “سوّقت نماذج جديدة لا تقل أهمية، كالسياحة البحرية، والسياحة الطبية أو الاستشفائية”، معتبرة في السياق نفسه أن سوق السياحة والسفر بإفريقيا لا يزال يقدم منتجات تناسب مختلف أنواع المسافرين؛ وهو ما يخلق نموا كبيرا في المدن الإفريقية الكبرى”.
و هذا رابط مؤسسة “يورو مونيتور إنترناشيونال” للراغبين في المزيد من الإطلاع عن التقرير.
شارك رأيك