بقلم عمّــــــار قـــــردود
كشف مصدر أمني جزائري مطلع لـ”أنباء تونس” أن قوات الجيش الجزائري تمكنت في الساعات الأولى من يوم امس الجمعة 27 أكتوبر 2017 وبالتحديد في حدود الساعة الـثالثة صباحًا من القضاء على إرهابيين إثنين كانا يتحصنان داخل إحدى المنازل بحي واد الذهب بمدينة عنابة الساحلية.
وقد تمّ ايقافهما بعد محاصرة مكان تواجدهما من طرف قوات الأمن وغلق جميع المنافذ و إحكام طوقًا أمنيًا مشددًا،كما تم إسترجاع سلاحين من نوع كلاشينكوف و كمية من الذخيرة الحية و مطويات داعشية و مناشير تحريضية و صور لعدة أماكن يُعتقد أن هذين الإرهبيين كانا بصدد تنفيذ هجومات إرهابية عليها كفندق الشيراتون و المسرح الجهوي لعنابة و كاتدرائية القديس أوغستن و مقرات أمنية و مدنية حساسة. و لحد الآن لم يتم تحديد هويتهما.
هذا و قد قام مساء الخميس في حدود الساعة التاسعة إرهابيان كانا على متن سيارة “كليو كومبيس” بيضاء اللون تحمل ترقيم ولاية الوادي-جنوب الجزائر- بإطلاق وابل من الرصاص على حاجز أمني للشرطة بحي 8 ماي 1945 المحاذي للمقبرة اليهودية بمدينة عنابة الساحلية-شرق الجزائر-حيث تمكنا من إصابة شرطي بجروح خطيرة في إشتباك مسلح قبل أن يلوذا بالفرار نحو وجهة مجهولة.
و قد سارعت مصالح الأمن إلى فرض طوق أمني مشدد على جميع مداخل و مخارج المنطقة لمحاصرة الإرهابيين الذين يكون أحدهما قد تعرض إلى إصابات خطيرة على مستوى الرأس و الظهر بحسب ما أفادنا به شهود عيان كانوا بمكان الحادث و من المحتمل جدًا الإيقاع بهما أحياء أو القضاء عليهما قبل مطلع شمس يوم الجمعة و سنوافيكم بالمستجدات أولاً بأول حال ورودها إلينا.
هذا و كشف مصدر أمني مطلع لـ”أنباء تونس” أن الأجهزة الأمنية و الإستخباراتية بولاية عنابة كانت على علم بإحتمال تعرض المدينة لعملية أو إعتداء إرهابي خلال هذه الأيام ،حيث إستفرت أجهزة الأمن المختلفة قواعدها تحسبًا لأي طارئ و شنت وحدات مكونة من عناصر الجيش الجزائريووحدات شرطة قضائية متنقلة “BMPG” خلال الساعات القليلة الماضية في مناطق عدة بولاية عنابة حملة بحث وتفتيش في جبال ولاية عنابة، باشراف مباشر من قائد القطاع العسكري العملياتي بعنابة و ذلك بعد ورود معلومات جد مؤكدة حول تسلل إرهابيين اثنين من تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” إلى مناطق جبلية قريبة من بلديتي برحال وسيدي عمار ، و بحسب ذات المصدر فإن المعلومات التي وصلت إلى قيادة الجيش في ولاية عنابة افادت بتمكن إرهابيين اثنين ينحدران من ولاية عنابة قادمين من تونس عبر ولايات الوادي تبسة وسوق اهراس ، و هي المعلومة الأمنية التي أكدت أن الإرهابيين كانا ضمن مجموعة إرهابية في ليبيا وقد تمكنا من عبور الاراضي التونسية عبر الصحراء الجنوبية ومن ثمة التسلل مجددًا عبر صحراء ولاية الوادي،مرورًا بتبسة و سوق أهراس وصولاً إلى عنابة، وقد دفعت هذه المعلومات الأجهزة الأمنية بولاية عنابة لتشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الشرطة والدرك والجيش.
هذا و قد شرعت الأجهزة الأمنية في التحقيق مع عدة مشبوهين بغية التوصل إلى هوية الإرهابيين المتسللين من تونس،حيث قامت مصالح الأمن بعنابة بالتحقيق مع شقيق إرهابي فار موجود حاليًا في سوريا ، ووالد إرهابي آخر التحق بتنظيم “داعش” الإٍهابي في ليبيا عام 2014 ، و أحد أقارب إرهابي ثالث موجود ضمن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، وتتخوف الأجهزة الأمنية من إحتمال بداية نشاط إرهابي مسلح جديد في ولاية عنابة عبر الإرهابيين القادمين من ليبيا .
فقد أشارت تقارير إستخباراتية و أمنية أن الإرهابيان “الداعشيان” المتسللان من تونس قادمان من ليبيا كانا بصدد تنفيذ هجومات إرهابية خطيرة من بينها محاولة تفجير مقر الأمن الولائي لعنابة ،تفجير فندق الشيراتون الكائن وسط مدينة عنابة،و تفجير مسرح عنابة الجهوي و مؤسسات أخرى.
و في سياق متّصل،أكد وزير الدفاع التونسى ، عبد الكريم الزبيدى، على وجود تنسيق مستمر مع الجزائر فى مجال مقاومة الجريمة المنظمة والإرهاب والتصدى للهجرة غير الشرعية.
وفى بيان لوزارة الدفاع التونسية قال الزبيدي: “إن الحدود الشمالية الغربية التي تعدّ مخابئ للإرهابيين ومجالات للتنقل والتواصل فيما بينهم، تحت السيطرة، بفضل التنسيق المحكم مع الجزائر فى مجال مقاومة الجريمة المنظمة والإرهاب والتصدى للهجرة غير الشرعية”
من جهته أكد نائب وزيرالدفاع الجزائري الفريق، أحمد قايد صالح ، يوم الخميس الفارط، أن الجيش الجزائري أثبت مرة أخرى أنه ساهر على حماية الوطن، وهذا تعبيرًا عن العمليات النوعية في جيجل.وأضاف رئيس أركان الجيش الجزائري خلال زيارة قادته إلى المدرسة العليا للقوات الخاصة بورقلة-جنوب الجزائر-: “أن الجيش الجزائري سيواصل جهد الوفاء بالمهام الموكلة إليه، بكل إخلاص ومثابرة في كافة الظروف والأحوال”.
وتابع نائب وزير الدفاع الجزائري تمرينًا بيانيًا نفذه طلبة المدرسة بموضوع”مفرزة للقوات الخاصة أثناء اقتحام وتدمير أهداف معينة”.
شارك رأيك