خالد عبيد – المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر بمنوبة
في الوقت الذي تستعدّ فيه كلّ جامعات تونس لانتخاب هيئتها العلمية بما فيها جامعة منّوبة خلال الأيّام القادمة والتي سيتمخّض عنها معرفة رؤساء الجامعات الجدد، رأيت نفسي مضطرّا كي أعبّر عن رأيي في ما يخصّ انتخابات رئاسة جامعة منوبة على ضوء الأزمة التي يعيشها معهدنا، المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر بمنّوبة، والتي باتت قضيّة رأي عام بالرغم من محاولات الشق الآخر تشويه نضالنا بشتى الطرق.
هناك قائمتان جلبتا انتباهي، واحدة يترأسها الزميل الحبيب القزدغلي عميد كلّية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة ، وثانية تترأسها جُهَيْنة غَريب نائبة رئيس جامعة منوبة الحالي شكري المبخوت.
في قائمة الحبيب القزدغلي تضمّن برنامجها الانتخابي تعهّدا صريحا بـ” إيجاد حلّ يستجيب لحق زملائنا في معهد تاريخ تونس المعاصر في انتخاب الهياكل العلمية والبيداغوجية لمؤسّستهم”.
في لقاءات قائمة الحبيب القزدغلي بممثلي إطار التدريس المنتخبين في جامعة منوبة والذين سيصوّتون في انتخابات مجلس الجامعة، حرِص ممثلوها أن يبيّنوا أنّ وجود الزميل فيصل الشريف من المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر في هذه القائمة: “رغم أنّ ذلك لن يفيدها من حيث الأصوات ولكن هو تعبير واضح عن دعمنا لمطلب زملائنا بالحق في انتخاب أعضاء المجلس العلمي ومدير المعهد وهو التزام علني وصريح بالعمل جدّيا لحلّ هذه المشكلة التي طالت كثيرا، فالأصل أن يكون لهذه المؤسّسة مديرها المنتخب لمدة نيابية مثلما هو الشأن في جميع المؤسّسات المكوّنة لجامعة منوبة وغيرها من الجامعات”، حسب ما جاء في بيانها.
في حركة رمزية من قائمة الحبيب القزدغلي، تمّت برمجة لقاء قريب مع أساتذة المعهد
” للتعبير عن تضامننا الكامل مع الزملاء العاملين وتأكيد تعهد قائمتنا الواضح في حقهم في انتخاب الهيئات العلمية ومديرهم وتولّي أمر معهدهم مثل ما هو الأمر في بقية المعاهد تطبيقا للمبدأ الذي أعلنه المرحوم أحمد ابراهيم غداة الثورة في 2011″، حسب ما جاء في بيان آخر لها.
في المقابل، لا يتضمّن برنامج قائمة نائبة رئيس جامعة منّوبة الحالي أيّة كلمة عن المعهد، كلّ المؤسّسات الجامعية في منّوبة أو جلّها ذُكِرَت إلاّ معهدنا، وكأنّه غير موجود فعلا في ذهن جُهينة غريب، صحيحٌ أنّ رئيس جامعة منوبة الحالي يبذل جهودا مستميتة، غير خفيّة لمن يتابع ما يحدث في أروقة المركّب الجامعي بمنوبة، من أجل إنجاح مرشحته غير المعلنة بطرق باتت معروفة سبق أن “اكتوينا” بها نحن في المعهد ومازلنا، صحيحٌ أنّ الهدف من هذا الدعم اللامحدود لنائبته هو إسقاط “غريمه” غير المعلن الحبيب القزدغلي، صحيحٌ أنّ جهينة غريب لم تخرج من عباءة رئيس جامعة منّوبة الحالي، ويتواصل هذا الأمر من خلال تجاهلها للمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر في برنامجها، رغم أنّها تظهر الدفاع عن القيم الجامعية الأصيلة واستقلالية الجامعة، فإنّ ذلك يدفعنا للتساؤل المشروع وهو: هل أنّها في حالة نجاحها ستواصل ذات سياسة رئيسها الذي تولّى الإشراف على الجامعة ستّ سنوات، أو بالأحرى سيواصل رئيسها الحالي التنفذ في جامعة منوبة من وراء ستارٍ هي واجهَته؟
أمرٌ نَسُوقه للتاريخ والأيّام هي الفيْصل بيننا وإنْ كانت الدلائل كلّها تشير إلى أنّها عاجزة عن الخروج من طوْع الرئيس أو جِلْبَابه….. ! نَرْجو أن نكون مُخْطِئين في حقها هنا.
لكن، إن قُيّض النجاح لقائمة الحبيب القزدغلي فإنّ أزمة المعهد ستنتهي حتما، وحتى إن لم تنجح -لا قدّر الله- ، فيكفيها أنّها ساندت زملاءها وتبنّت قضيّتهم وجعلتها أوْلويةً، وهنا بالذات أكرّر مرّة أخرى: الرجال مواقف ومعادن والنساء أيضا….والتاريخ لا يرحم !
شارك رأيك