و كشف المركز العربي – فرع واشنطن خلال الجلسة الأولى لمؤتمره السنوي عن نتائج استطلاع للرأي أجراه حول اتجاهات الرأي العام العربي نحو مواقف الرئيس ترامب وسياساته. و تلى العرض مناقشة لأهم النتائج شارك فيها باحثون متخصصون؛ وهم: تمارا خروب المحللة الرئيسة في المركز العربي فرع واشنطن والمديرة التنفيذية المساعدة فيه، وداليا مجاهد مديرة الأبحاث في معهد السياسة والتفاهم الاجتماعي، وشبلي تلحمي أستاذ السلم والتنمية في جامعة ميريلاند وزميل غير مقيم في معهد بروكينغز.
أما الجلسة الثانية فترأستها دينا خوري أستاذة التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، وتناولت التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة أمام العالم العربي، وتحدث فيها كل من فيليس بينيس من معهد دراسة السياسات، وبيري كاماك من برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهاني فندقلي الخبير البنكي، ونجيب غضبيان الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة أركنساس.
و تم تخصيص الجلسة الثالثة من المؤتمر لدراسة السياسات الأميركية تجاه منطقة الخليج العربي، وترأسها خالد الجابر مدير مركز الشرق للأبحاث والدراسات، وشارك فيها كل من عبد الله باعبود مدير برنامج دراسات الخليج في جامعة قطر، وشيلا كارابيكو أستاذة العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة ريتشموند، وديفيد دي روش الأستاذ المشارك في جامعة الدفاع الوطني، وباربرا سلافين مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلنطي.
أمّا الجلسة الأخيرة من المؤتمر فتناولت “توصيات سياسات الولايات المتحدة في العالم العربي”، و قامت بإدارتها لوري كينغ الأستاذة المساعدة للأنثروبولوجيا في جامعة جورجتاون، وتحدث فيها مروان قبلان منسق وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورامي خوري أستاذ الصحافة والسياسات العامة في الجامعة الأميركية في بيروت، وإبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، وإلين ليبسون مديرة برنامج الأمن الدولي في جامعة جورج مايسن، ووليام لورانس أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن.
وخلص المؤتمرون إلى أن رفض قرارات السياسة الأمريكية الخارجية في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب أضحى توجه غالبية الشعب التونسي، إلى جانب شعوب ثماني دول من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هي مصر والأردن والكويت ولبنان وفلسطين والمملكة السعودية العربية و المغرب.
الدراسة، التي امتدت بين 14 سبتمبر 2016 و13 أكتوبر الجاري أي على مدار عام كامل والتي كشف عن نتائجها المركز العربي بواشنطن والمركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية، أبرزت أن 48 في المائة من العينة المستطلعة آرائها، وهي 400 مشارك من كل بلد، عبرت في المجمل عن آراء إيجابية اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وعادت الدراسة للتأكيد، في مقابل ذلك، أن هناك رفضًَا قويًا لسياسة واشنطن الخارجية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مسجلة أن “الشعور بالوقوف ضد الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي يهم على وجه التحديد سياساتها الخارجية في المنطقة، وليس أمريكا كبلد أو كشعب”.
المصدر ذاته أفاد بأن 61 في المائة من مجموع الأشخاص المستطلعة آراؤهم عبروا عن معارضتهم للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، مقابل 25 في المائة فقط الذين عبّروا عن آراء ضد الشعب الأمريكي. كما أن 58 في المائة من العينة المشار لها، عندما سئلت عن الرئيس ترامب وعلاقته بالإسلاموفوبيا، عبرت عن آراء معارضة له، مقابل 56 في المائة منهم اعتبروا الرئيس الأمريكي الجديد “ضد المسلمين”.
وجاء في الدراسة، إلى جانب ذلك، أن 17 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم يرون أن الرئيس ترامب قام بتطوير السياسة الأمريكية الخارجية اتجاه العالم العربي، وكان أغلبهم من المملكة العربية السعودية (24 في المائة)، مصر (22 في المائة) والكويت (22 في المائة).
وفي الوقت الذي يرى فيه أغلب المستجوبين أن “الرئيس الأمريكي أثّر سلبًا على السياسة الأمريكية في العالم العربي”، قال خروب تمارا، نائب المدير التنفيذي للمركز العربي بواشنطن، في ندوة تم تقديم فيها نتائج الدراسة، إن “معدلات رفض طلب المشاركة في الدراسة كانت مرتفعة بشكل مفاجئ مقارنة بالعام الماضي، وكانت أعلى نسبة رفض في المملكة العربية السعودية بـ56 في المائة، ومصر 49 في المائة، والكويت بـ45 في المائة.
وعزا المسؤول بالمركز الأمريكي للدراسات هذا التوجه لدى رافضي المشاركة لـ”البيئة السياسية الحالية التي يتمتع فيها قادة هذه الدول بعلاقات طيبة مع الرئيس الأمريكي”، مضيفًا أن “الذين اتصلنا بهم قد يكونون قلقين من التعبير عن أية وجهات نظر قد تختلف عن وجهات نظر حكوماتهم”.