من الجزائر:عمّــــــار قـــــردود
رغم أن وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة خليدة تومي أعلنت في 13 أفريل 2014 عن إستلام السلطات الجزائرية لقناع “غورغون” من السلطات التونسية، وهو تحفة أثرية ثمينة ونادرة تم نهبها عام 1996 من متحف “هيبون” بمدينة عنابة-شرق الجزائر.
وخلال حفل تسليم هذا الكنز الأثري – الذي تم بمتحف قرطاج بحضور وزير الثقافة التونسي آنذاك مراد الصقلي وسفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار، أكدت خليدة تومي أن هذا المُمتلك الجزائري قد سرق عندما كانت الجزائر منشغلة بمحاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف من أجل إنقاذ الكيان الجمهوري للدولة والدفاع عن الأمة الجزائرية وفق تعبيرها.
وقالت: “إن استعادة هذه القطعة الأثرية يعد استعادة لمُمتلك تراثي للأمة الجزائرية وهو جزء من كيانها وهويتها الثقافية”. كما أبرزت وزيرة الثقافة أن الإرهاب عمد إلى خلق الظروف المواتية لتطوير كل أشكال المتاجرة غير المشروعة التي تمول مخططاته وقواعده على غرار الأسلحة والمخدرات والممتلكات الثقافية حسب قولها.ودعت إلى ضرورة صون التراث الثقافي المشترك من المتاجرة غير المشروعة، مؤكدة أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال محاربة مشتركة وحازمة لظاهرة التهريب والإرهاب.
من جانبه أكد وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي أن هذه التحفة الأثرية “ملك وحق” للشعب الجزائري وإن إعادتها للسلطات الجزائرية يعد انطلاقة للتعاون المشترك بين البلدين في مجال الحفاظ على التراث المشترك.
إلا أن وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، كشف منذ يومين فقط عن استرجاع الجزائر رسميًا القناع “غورغون” المصنوع من الرخام والمسروق من متحف عنابة، وهذا بعد 16 سنة من وجوده في قصر الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي، موضحًا أن هذه التحفة تعد مكسبًا أثريًا مهمًا للجزائر.
وعن تفاصيل سرقة التحفة الأثرية، أوضح الوزير على هامش رده على سؤال شفوي، أمس، بمجلس الأمة، أن قناع “غورغون” المصنوع من الرخام الأبيض الذي سرق من الموقع الأثري هيبون في عنابة عام 1996، وجد في قصر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وتم اكتشافه من طرف مواطن جزائري، وعليه تم الاتفاق مع الطرف التونسي على استرجاع هذه التحفة الأثرية النادرة، مضيفًا: “عملية السرقة كانت خلال فترة التسعينيات”، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية في تلك الفترة هي من سرقت هذه التحفة التي يصل وزنها 350 كيلوغرامًا و هو تأكيد لما أعلنت عنه سلفه وزير الثقافة خليدة تومي سنة 2014.
واعتبر الوزير الجزائري أن استرجاع قناع “غورغون” بعد 16عامًا من سرقته من متحف هيبون في عنابة يعد مكسبًا كبيرًا للجزائر، قائلاً: “عملنا مع الطرف التونسي الممثل في وزارة الثقافة من أجل إرجاع هذه التحفة باعتبارها قطعة مهمة في تعزيز الإرث الحضاري والتاريخي للجزائر”.
وعن كيفية خروج هذه التحفة من عنابة، قال الوزير إن الأزمة الأمنية، التي كانت تمر بها الجزائر في تلك الفترة، دفعت بالجماعات الإرهابية آنذاك للعمل بالتنسيق مع منظمات دولية لتهريب الآثار النادرة، مضيفا “قناع غورغون تم تحويله إلى قصر بن علي وبقي هناك إلى حين تم اكتشافه”.
وأضاف الوزير أن القناع وضع في متحف الجزائر العاصمة، لأن المتحف هيبون في عنابة يحتاج إلى حماية أكثر، قائلاً: “بهذه المناسبة أدعو إلى ضرورة حماية المواقع الأثرية وتوفير الأمن في المتاحف لأن التراث الجزائري لا يقدر بالمال نظرًا لثقله الثقافي والسياحي”.
و في ماي 2012 أكد وزير الثقافة التونسي آنذاك، مهدي مبروك،أن قناع “غورغون” الذي سرق سنة 1996 من الموقع الاثري هيبون و الذي وجد داخل بيت صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي سيتم اعادته الى الجزائر “بعد الانتهاء من الاجراءات القانونية”.
وأوضح الوزير التونسي في تصريح لوكالة الانباء التونسية (وأت) ان القناع المصنوع من الرخام الابيض الذي اكتشف سنة 1930 خلال الحفريات التي قام بها فريق عالم الاثار الفرنسي “شوبو” بالقرب من الموقع الاثري هيبون محتفظ به في المعهد التونسي للتراث و سيتم “اعادته الى الجزائر بعد الانتهاء من الاجراءات القانونية”.
وتعد هذه القطعة الاثرية الهامة “قناع غورغون” من بين 164 قطعة اثرية تم اكتشافها داخل منزل الماطري و التي اظهرها تقرير تم بثه على قناة فضائية دولية بعد سقوط نظام بن علي و الذي تمكن مؤخرًا خبراء في علم الآثار من وزارة الثقافة في اطار مهمة بتونس من التعرف عليه.وأشارت الصحافة التونسية الى ان صهر الرئيس التونسي الاسبق متابع بتهمة “تهريب التحف الاثرية و التحويل غير القانوني لأملاك محمية و امتلاك تحف اثرية غير مصرح بها و اجراء حفريات لمواقع اثرية متنقلة و ثابتة بدون ترخيص”.
وتكون هذه التحفة الاثرية الهامة (320 كلغ) التي لم يتم بعد استرجاعها “من بين ادلة الاثبات” المتعلقة بقضية محاكمة الماطري التي بدأت اطوارها في شهر ديسمبر 2011 بتونس.
و رغم أن الصحافة التونسية أشارت صراحة و دون مواربة بأصابع الإتهام إلى صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في سرقة قناع “غورغون” أو الإستيلاء عليه برق ملتوية و غير قانونية و إيجاده بقصر الرئيس المعزول بن علي إلا أن الرواية الرسمية للسلطات الجزائرية أسقطت التهمة عن صخر الماطري لأسباب مجهولة و أعزت سرقة القناع الأثري إلى الإرهابيين…فلماذا فعلت الجزائر ذلك؟.
شارك رأيك