بقلم عمّـــــــــار قــــــردود
حجزت مصالح الأمن الجزائرية بولاية الأغواط-وسط الجزائر- ، ملابس إسرائلية الصنع ، موجهة للأطفال بأحد المحلات التجارية بوسط المدينة.
وقد تمت معاينة المحجوز اثر مداهمة المحل بأمر من الجهات القضائية, والعثور على عدد معتبر من ملابس الأطفال تحت ماركات إسرائيلية وتم ايقاف صاحب المحل والتحقيق معه، كما سيتم تقديمه لوكيل الجمهورية لدى محكمة الأغواط للنظر في جرمه المتمثل في تهريب الألبسة بطريقة غير قانونية.
كما حجزت مصالح الجمارك الجزائرية على مستوى ميناء عنابة، خلال الأيام القليلة الماضية، بضاعة ذات منشأ إسرائيلي، تتمثل في شرائح الكترونية تم استيرادها ضمن عدد من الأجهزة السلكية و اللاسلكية من فرنسا، حاول متعامل اقتصادي إدخالها إلى الجزائر.
ووفقا لرئيس مفتشية أقسام الجمارك بعنابة رضا محافظي، فقد تم اكتشاف البضاعة بعد عملية الفحص العيني الدقيق لكل البضاعة المستوردة و المصرح بها، حيث تفطّن أعوان الجمارك إلى وجود تلك البضاعة المكتوب عليها و على العلبة التي كانت موجودة بها عبارة «مصنوع في إسرائيل»، على إثر ذلك تم إخطار مصالح العدالة، و إعداد محضر من أجل القيام بالمتابعات اللازمة في هذا الإطار وفقا لما تنص عليه أحكام قانون الجمارك.
و أشار المصدر، إلى أن مصالح الجمارك بعنابة تصدّت لمحاولات أخرى لإدخال بضائع ذات منشأ إسرائيلي إلى التراب الوطني، و قامت بحجزها على أساس أنها بضائع محظورة حظرا مطلقا، و حولت الملفات الخاصة بها إلى مصالح العدالة وفقا لما ينص عليه القانون، و يتعلق الأمر بحجز 58 طردا، بداية شهر ديسبمر 2016 على مستوى أحد المستودعات العمومية الواقعة تحت مراقبة مصالح الجمارك خارج الميناء، تحتوي على 5815 لباسا رياضيا للأطفال مستوردة من الصين، مكتوب عليها عبارة «مصنوع في إسرائيل». كما تم خلال شهر جانفي 2017 حجز بضاعة أخرى من نفس النوع، تتمثل في 515 مصفاة للسيارات (مصفاة بنزين، زيت، هواء) كانت محملة في حاوية بميناء عنابة قادمة من الصين أيضا.
كما تجدر الإشارة، إلى أن مصالح الجمارك قامت بالعديد من العمليات النوعية التي أفضت إلى حجز أنواع مختلفة و كميات معتبرة من المواد المحظورة، منها حبوب مهلوسة، وأجهزة حساسة (كاميرات مراقبة – طائرات بدون طيار – أجهزة اتصال لاسلكي – أجهزة تشويش – خراطيش – مفرقعات من مختلف الأنواع – مناشير تحريضية). و تدخل هذه الحجوزات في إطار المجهودات الدائمة التي تبذلها مختلف فرق الجمارك، من أجل محاربة كل أشكال الغش و التهريب.
“مقام الشهيد” أحد معالم الجزائر….بنته شركة إسرائيلية
العلاقات غير المباشرة مع إسرائيل استمرت تحت نار هادئة عبر شركات إسرائيلية في كندا و أمريكا و أوروبا و قبرص و اليونان وتركيا. خلال هذه الفترة، كان الإسرائيليون يدخلون إلى الجزائر و يقيمون فيها بجوازات أ وروبية و أمريكية، حتى أن الشركة الكندية التي بنت مقام الشهيد في العاصمة هي في ملك اسرائليين و كنديين.
إن الوزير الأول في مقاطعة كبيك في السبعينات و الصحافي أثناء الثورة روني ليفسك”René Lévesque ” كان الوسيط بين اليهود الكنديين و الإسرائيليين من جهة و الجزائر من جهة أخرى. حقبة الرئيس الشاذلي بن جديد عرفت أول لقاءات سرية جزائرية إسرائيلية بوساطة فرنسية وأمريكية في أوروبا و أمريكا اللاتينية، لقاءات خصصت لميدان التعاون الاقتصادي، فإسرائيل باتت تبيع للجزائر الطماطم و البطاطس و القمح و الدواء و البذور عبر شركات إسرائيلية مقراتها في أوروبا.
بعد الإطاحة بالشاذلي بن جديد من طرف المؤسسة العسكرية يوم 11 يناير/أيار 1992، و ما تبعها من حصار غربي للجزائر آنذاك، ورفض أغلبية الدول بما في ذلك دول المعسكر الشرقي بيعهم أسلحة متطورة لمجابهة الإرهاب – إرهاب الجماعة المسلحة الجزائرية و جماعة الدعوة و القتال-، تحول مسؤولو الجزائر إلى شراء الأسلحة من إسرائيل لكن ليس بشكل مباشر و إنما عن طريق البوابات التركية و الجنوب الإفريقية و من خلال السوق السوداء التي يسيطر عليها العملاء الإسرائيليون التابعون للموساد و هو ما تم الكشف عنه بتواجد كميات هائلة من الأسلحة الإسرائيلية بالجزائر خاصة رشاش “عوزي” الإسرائيلي.
الجزائر تستهلك أكتر من 5 مليار دولار سنويًا من المنتوجات الصناعية و الفلاحية و الطبية الإسرائيلية
كما أن العلاقات التجارية تواصلت دون انقطاع بين الجزائر و إسرائيل عبر شركات أروبية يملكها إسرائيليون إلى درجة أصبحت الجزائر تستهلك أكتر من 5 مليار دولار سنويًا من المنتوجات الصناعية و الفلاحية و الطبية الإسرائيلية حسب تقارير إقتصادية و تجارية أجنبية موثقة و دقيقة.
و تتعامل الجزائر مع إسرائيل “بالوكالة”، من خلال عمليات غير مباشرة لتصدير الغاز الطبيعي لمصر، ومن خلالها إلى إسرائيل بأسعار تفضيلية و رغم علم السلطات الجزائرية بذلك لا تزال ماضية في تصدير كميات إضافية من الغاز الطبيعي إلى أسرائيل،عفوًا إلى مصر.
شارك رأيك