من الجزائر : عمار قردود
أكد الوزير الأول-رئيس الوزراء- الجزائري أحمد أويحي مجددًا و في ظرف أقل من أسبوع واحد فقط ،اليوم السبت من ولاية تيزي وزو-وسط الجزائر- أن مدبري “الربيع العربي” قد خصصوا مبلغ مالي ضخم قدره 130 مليار دولار لتجسيده،
مشددًا على أن هذا التصريح جاء على لسان رئيس الوزراء القطري، وأضاف أن الجزائر كانت ضمن الدول المستهدفة، مذكرًا بأن حملة ” الزيت والسكر التي أثيرت في الجزائر آنذاك-يقصد جانفي 2011- ليس فيها ” لا زيت ولا سكر” ، بل كانت الجزائر ضمن الدول المستهدفة ” لولا حكمة مصالح الأمن الجزائري التي تعاملت بحكمة مع الأمر وتمكنت من إخماده دون سقوط ضحايا ” .
و سبق للوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى أن فجّر قنبلة من العيار الثقيل من ولاية الشلف-غرب الجزائر-منذ أسبوع، عندما تحدث عن عشرية الارهاب وتساءل :”كيف ستكون الجزائر اليوم لو لم نتخلص من المشاكل ولم ننج من كارثة الربيع العربي”. و إستطرد قائلا:”الفضل يعود للرئيس بوتفليقة الذي قاد الشعب الجزائري إلى المصالحة” حسب المسؤول الجزائري البارز و الذي تأسف لكون “بعض البلدان الشقيقة أنفقت 130 مليار دولار من أجل تدمير ليبيا واليمن وسوريا”.
و رغم أن أويحي الذي يجوب العديد من المدن و المحافظات الجزائرية في إطار حملة الانتخابات المحلية لم يذكر أسماء هذه الدول بسبب واجب التحفظ الذي يمنعه من ذلك إلا أن إتهاماته خطيرة في حق دول وصفها بــــ”الشقيقة” ما يعني أنها دول عربية،كما أن عودته للحديث عن ذات الموضوع-رغم خطورته على الأمن القومي لبلاده-في ظرف زمني وجيز يؤكد أن بحوزة الوزير الأول الجزائري و السلطات الجزائرية معلومات مؤكدة و خطيرة في تورط دول عربية عملت على تدمير دول ما يسمى سابقًا “دول الصمود و التصدي” و تحيلنا إتهاماته بشكل ضمني إلى بعض دول الخليج العربي و على رأسها السعودية و الإمارات التي نفذت المشاريع الامنية الامريكية والبريطانية والفرنسية في ليبيا ٫
حيث تسعى هذه الدول الثلاث لتأمين مصالح شركاتها النفطية في ليبيا الغنية بالنفط والعمل لتدمير سوريا وتقسيمها والتي تشكل أحد مرتكزات محور المقاومة خدمة لأمن إسرائيل ٬ فيما سعت السعودية والامارات لتدمير واحتلال اليمن وتقاسم نفوذ المصالح الاقتصادية فيها بدعم أمريكي وإسرائيلي وبريطاني وفرنسي .
و على الرغم من أن أويحي أدلى بتلك التصريحات اليوم السبت بعد أن تطرق إلى ذات الموضوع منذ نحو أسبوع بصفته الحزبية و ليس الرسمية،على إعتبار أنه أمين عام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي-الحزب الحاكم الثاني في الجزائر-في إطار تنشيط الحملة الإنتخابية لصالح مترشحي حزبه للإنتخابات المحلية المقرر إجراءها الخميس المقبل ما يعني أنها ليست تصريحات رسمية من المسؤولين الجزائريين إلا أن كلام الوزير الأول الجزائري خطير للغاية و يستوجب المزيد من الإيضاحات ، خاصة وسط توترات تشهدها المنطقة وصراعات عنيفة، حيث أعرب عن اعتقاده بأن الدول الإقليمية يجب أن تلجأ لتسوية خلافاتها بالحوار، وليس باللجوء لعمل عسكرى.
و معلوم أن الجزائر إتخذت على خلاف باقي معظم الدول العربية مواقف قوية و مشرفة في عدد من الأزمات التي تعرضت لها بعض الدول العربية كليبيا و اليمن و سوريا و هي المواقف التي كلفت الكثير على المستوى السياسي و حتى الإقتصادي.
إسرائيل وراء تدمير دول جبهة الصمود و التصدي
و بحسب المراقبين لــــ”أنباء تونس” فإن هناك حرب متعمدة شملت الدول العربية المشكلة لجبهة الصمود و التصدي تهدف إلى تدميرها إنتقامًا منها و من مواقف المناوئة للتطبيع مع إسرائيل و ليس من الصدفة أن تتعرض دول كليبيا و اليمن و سوريا و قبلها العراق-خاصة بإعدام الرئيس الراحل صدام حسين سنة 2006- و مستقبلاً الجزائر إلى هذا التدمير و التخريب و بتواطؤ من دول عربية شقيقة. و قبل كل هذه الدول فلسطين و خاصة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة زعيمها الروحي الراحل ياسر عرفات الذي تم التخلّص منه بإستعمال السم سنة 2004 لأن الجميع كان يدرك أن الخطر يمثله عرفات و بإغتياله ضاعت القضية الفلسطينية و معها ضاعت فلسطين و القدس أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين
هذا و نشير إلى أن جبهة الصمود والتصدي هي جبهة أو حلف ضم كل من ليبيا، وسوريا، والعراق، والجزائر، ومنظمة التحرير الفلسطينية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.و قد أُسست في نوفمبر 1977 بناء على دعوة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للوقوف ضد المخططات الإسرائيلية في المنطقة، في أعقاب إعلان الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في 9 نوفمبر 1977 أمام مجلس الشعب المصري استعداده للتوجه إلى إسرائيل.
و عقدت جبهة الصمود والتصدي أوّل قمة لها في طرابلس الغرب-ليبيا- في الفترة الواقعة ما بين 2–5 ديسمبر 1977. قررت جبهة الصمود والتصدي في أوّل قمة لها تجميد العلاقات الدبلوماسيّة مع مصر. واستطاع معمّر القذّافي تحويل جبهة الصمود والتصدي إلى كيان سياسي يهدف لملاحقة مصر وعزلها عن عالمها العربيّ. وتمكنت جبهة الصمود والتصدي من أخذ موافقة أعضاء جامعة الدول العربية على قرار ينص على طرد مصر من جامعة الدّول العربيّة ونقل مقرها من القاهرة إلى العاصمة التونسيّة. وعقدت بعد القمة العربية في بغداد عام 1978. وهي القمة التي رفضت نهج السادات واعتبرت اتفاقية كامب ديفيد عملية استسلام من قبل النظام المصري للعدو الصهيوني، وضربة للتضامن العربي والنضال الفلسطيني. وفي قمتها الثالثة في دمشق أعلنت رفضها في دمشق اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل في 17 سبتمبر 1978.
غير أن هذه الجبهة لم تدم طويلاً، وبالتالي لم تصمد ولم تتصدّ، لأنها ما لبثت أن انهارت عقب اندلاع الثورة الإسلامية في إيران وقرار الرئيس العراقي صدام حسين شن الحرب عليها في 22 سبتمبر 1980. ولأن إسرائيل أرادت، ضمن ما أرادت، إثبات أن جبهة الصمود والتصدي “أضعف من أن تصمد أو تتصدى، فقد تعمدت اللجوء إلى التصعيد العسكري من جانب واحد وأقدمت، في 7 يونيو 1981، على ضرب المفاعل النووي العراقي تموز لإحراج العراق، ثم راحت تضغط عسكريًا على جنوب لبنان لإحراج سوريا.
شارك رأيك