اكد رجل الدين العراقي علي القرة داغي الذي يشغل منصب أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين رجل الدين المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي إنّ الاتحاد مستقل، وغير خاضع “لرغبات حاكم ولا يسير في ركب دولة معينة”.
وجاء كلام داغي متحدّثا في ندوة صحافية من العاصمة القطرية الدوحة ضمن محاولات الاتحاد تجاوز تداعيات تصنيفه تنظيما إرهابيا من قبل الدول الأربع المقاطعة لقطر.
وجعل ذلك التصنيف-وفق اما اوردته جريدة العرب اللندنية- أعضاء الاتحاد المنتمين لعدد من البلدان العربية والإسلامية في ورطة ممزقين بين الإصرار على البقاء ضمنه وتحمّل الحرج الناجم عن ذلك والذي قد يتجاوز أشخاصهم ليطال البلد الأصلي لكلّ منهم أو الانسلاخ عنه، ما يعني إقرارا بأنّه كيان إرهابي.
وتتداول أوساط سياسية سيناريو إعلان قطر التبرّؤ من الاتحاد، وترحيل أعضائه المقيمين على أراضيها من غير الحاملين لجنسيتها نحو تركيا في إطار مناوراتها للخروج من عزلتها بطرح حلول جزئية أمام البلدان المقاطعة لها والتي لطالما تمسّكت بتطبيق كلّ المطالب الضرورية لفك ارتباطها عن الجماعات الإرهابية والعدول عن السياسات المهدّدة لاستقرار المنطقة.
ولم يخل كلام القرة داغي من ملامح توطئة لهذا السيناريو، من خلال محاولته الإيحاء باستقلال الاتحاد عن قطر، وهو أمر من الصعب الدفاع عنه إذ من المعروف أنّ هذا الهيكل المتشابك إلى حدّ بعيد مع جماعة الإخوان المسلمين مدين للدوحة بتمويله واحتضان أعضائه وفتح المنابر الإعلامية لهم لإصدار مواقف سياسية في غالبها متماهية مع التوجهات القطرية والإخوانية.
وقال داغي خلال الندوة الصحافية إنّ “الاتحاد ولد من رحم الأمة الإسلامية التي عانت بما فيه الكفاية من التيارات المتشددة التي تحاول خطف الإسلام دين السلام”، وإنّه “يعمل على نشر أسس الحرية والعدل والسلام، في ظل عالم يعج بالمشاكل والأزمات”.
ويقول منتقدو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن مجرّد اختلاط نشاطه بنشاط جماعة الإخوان المصنّفة إرهابية من قبل عدد من الدول، ووجود يوسف القرضاوي على رأسه كافيان لإثبات صلته بالإرهاب.
وتابع أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “أؤكد لكم أن الأمّة الإسلامية قد ضاقت ذرعا بالتيارات المتشددة؛ لقد ضقنا ذرعا بأولئك الذين يتعالون على الناس وضقنا ذرعا بعلماء السلطان الذين يسيرون في ركبهم إفراطا وتفريطا وتشددا وتساهلا”.
وأضاف أن “الاتحاد علمائي عالمي، شعاره الآية الكريمة: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلاّ الله وكفى بالله حسيبا”.
ولوّح داغي بورقة الاعتدال قائلا إنّ “الاتحاد قام بأعمال جليلة في مجال محاربة التطرف والإرهاب، وفي مجال الإصلاح بين الشعوب المتصارعة. وقام أيضا بعدة مؤتمرات لإصلاح النظام التعليمي الديني الحالي ليكون نظاما وبرنامجا لتكوين العلماء المعتدلين على مستوى العالم”.
وكانت الدول الأربع المقاطعة لقطر قد أعلنت في نوفمبر الماضي إضافة كيانين و11 فردا إلى قوائم الإرهاب. والكيانان هما المجلس الإسلامي العالمي الذي مقرّه الدوحة، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
شارك رأيك