الرئيسية » بعد تدخّل الخارجيّة الجزائريّة…الإفراج عن الجزائري المُتّهم بقتل طفل تونسي (خاصّ)

بعد تدخّل الخارجيّة الجزائريّة…الإفراج عن الجزائري المُتّهم بقتل طفل تونسي (خاصّ)

بقلم عمّـــــــار قـــــــردود

كشفت مصادر أمنية جزائرية وتونسية متطابقة لـــ”أنباء تونس” أن السلطات التونسية أفرجت،في الصباح الباكر ليوم أمس السبت عن الجزائري “فريجات عبد الرحمان”.

وحسب ذات المصدر فان المتهم المذكور أصيل مدينة “وادي العلندة” بولاية الوادي الجزائرية وقد كان نزيل إحدى السجون التونسية لأزيد من شهر حيث تم إعتقاله و اتهامه باقتراف جريمة قتل في حق طفل تونسي داخل التراب التونسي.

و أفاد مصدر أمني جزائري أنه و بأمر من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أجرى السفير الجزائري بتونس عبد القادر حجار إتصالاته الحثيثة و كلف عدد من المحامين التونسيين بمتابعة القضية بشكل إستعجالي و بالتنسيق مع وزارة العدل التونسية و بأمر من رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد تم إصدار أوامر ملزمة بإطلاق سراح الرعية الجزائرية بعد أن تم التأكد من براءته و عدم وجود أي أدلة تثبت تورطه في إقتراف جريمة القتل.

(الطفلة المريضة زهرة)

و قد تابعت “أنباء تونس” القضية بتفاصيلها و كانت ضمن الذين كانوا في إستقبال الجزائري المُفرج عنه من تونس “عبد الرحمان” على مستوى المعبر الحدودي البري بالطالب العربي مع عشرات الجزائريين خاصة سكان مدينة “وادي العلندة”-مسقط رأسه-و قد كانت “أنباء تونس” الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي حضرت عودة عبد الرحمان إلى الجزائر و الذي أدلى لها بتصريح حصري و مقتضب قال فيه:”الحمد لله أنه تم تبرئتي و هذا من فضل الله و أشكر سلطاتنا الجزائرية التي تفاعلت مع قضيتي و أشعرتني أنني فعلاً جزائري و وراءي حكومة تعمل على حماية مواطنيها خاصة خارج الوطن” قبل أن يُصاب بنوبة بكاء هيستيرية حالت دون مواصلته الحديث معنا.

و نشير إلى أن السلطات الجزائرية استقبلت عبد الرحمان بشكل رسمي و قامت مباشرة بتحويله إلى أمن دائرة الطالب العربي،أين تم فتح محضر بالحادثة و الإستماع إلى أقواله قبل أن يتم الإستعانة بطاقم طبي محترف قام بالإطلاع على الوضع الصحي لعبد الرحمان،لكن لم يتم بعد إطلاق سراحه و أكد لنا مصدر أمني جزائري أن عبد الرحمان ليس متهمًا و ليس معتقلاً من طرف الأمن الجزائري و لكن بقاءه داخل مقر الأمن هو إجراء روتيني و سيتم إخلاء سبيله بعد إستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

و الجزائري “عبد الرحمان فريجات” هو متطوع في الجمعية الخيرية “17 أكتوبر” لنقل المرضى للعلاج في تونس و الذي توجه رفقة عائلة الطفلة “زهرة توجة” بغية علاجها بإحدى المشافي التونسية،ليتعرض عبد الرحمان إلى حادث مرور بتونس بعد إنحراف فردي لسيارته بإحدى طرقات تونس دون أن يصيب أي شخص أو يتسبب في أضرار لأملاك عمومية أو خاصة،حسب معاينة الأمن التونسي وبشهادة جميع من كانوا معه في السيارة،ليواصل “عبد الرحمان” ومن معه رحلتهم إلى تونس العاصمة، ليتفاجئ عبد الرحمان أثناء عودته إلى الجزائر عبر المعبر الحدودي البري أنه مطلوب للعدالة التونسية بتهمة تورطه في إرتكاب جريمة قتل،مع السماح لمن كانوا معه يكملون خروجهم من التراب التونسي بشكل عادي فيما تم إعتقال عبد الرحمان على الفور و تحويله نحو سجن سيدي بوزيد،حيث و بحسب والده “بلقاسم فريحات” المقيم بولاية الوادي-جنوب الجزائر-الذي صرح لـــ”أنباء تونس” بأن نجله “عبد الرحمان بريئ و مظلوم” و طالب السلطات الجزائرية العليا بالتدخل العاجل لإنقاذ و إنصاف إبنه لأنه “متأكد أنه بريئ بنسبة 100 بالمائة و أنه في حال تم إثبات إرتكابه لجريمة قتل فهو مستعد بأن يذبحه بيديه و أمام جميع الجزائريين و التونسيين”.

أما أبو بكر توجة-والد الطفلة المريضة زهرة-فقد أكد “أن عبد الرحمان فاعل خير و لم يرتكب أي شيئ مخالف للقانون و أنه رجل طيب و متدين و لهذا إبتلاه الله بهذه الأزمة التي حتمًا سيخرج منها منتصرًا و أكثر إيمانًا بالله عز و جل” و إستطرد قائلاً:”لقد تعرضنا إلى حادث مرور و نجونا من الموت بأعجوبة بقدرة الله الذي أكيد سينجي عبد الرحمان من محنته هذه و سيتم إطلاق سراحه بإذن الله لأنه فاعل خير و طيب و خلوق”.

مرارة الظلم و الإجحاف و سوء المعاملة التي تعرض إليها فاعل الخير الجزائري عبد الرحمان من طرف الأمن التونسي أجبرته على الدخول في إضراب عن الطعام منذ نحو أسبوع و بحسب محمد الجموعي عطا الله-العضو بجمعية 17 أكتوبر الخيرية بولاية الوادي الجزائرية- لــــ”أنباء تونس” فإن”الروح المعنوية لعبد الرحمان تحسنت نسبيًا بعد السماح لوالده بلقاسم بزيارته في السجن و كل ما يريده هو إظهار الحقيقة و محاكمة عادلة كفيلة بإثبات براءته لأنه لا توجد أي قرائن مادية تدينه و يُطالب السلطات الجزائرية بالتدخل الفوري لإنصافه فقط و ليس إخراجه من السجن”.

و بحسب بعض أقارب عبد الرحمان فإن الأمن التونسي كان ينظر بعين الريبة و السخط إلى كل الملتحين و هو ما زاد في التعقيد من وضعية عبد الرحمان الملتحي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.