بقلم عمار قردود
أعلنت الجزائر حالة طوارئ قصوى عبر كافة معابرها الحدودية البرية مع تونس و سارعت إلى تزويدها بالتلقيحات الضرورية المضادة لفيروس إنفلونزا الخنازير”إتش1 ، إن1″.
وr$ ألزمت المديرية العامة للجمارك الجزائرية و المديرية العامة للأمن الوطني منتسبيها بضرورة اجبارية التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير بعد أن طلبتا من وزارة الصحة الجزائرية تزويدهما بكميات معتبرة من هذا اللقاح، مع العلم أن هذا النوع من الأنفلونزا لهذا الموسم أصبح فيروسًا عاديًا يدخل في إطار الإنفلونزا الموسمية، إلا أن هذه الإصابة قد تتسبب في أعراض خطيرة تستلزم العلاج المكثف على مستوى المستشفيات.
كما تقرر إخضاع معظم الوافدين من تونس نحو الجزائر إلى الكشف الطبي الإجباري من خلال أجهزة تكنولوجية حديثة تم تزويد جميع المعابر الحدودية البرية الجزائرية الشرقية بها و تم إعطاء تعليمات صارمة بوضع كل الحالات التي يتم التأكد من إصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير تحت الحجر الصحي بالنسبة للرعايا الجزائريين أو منع عبورها نحو الجزائر بالنسبة للرعايا غير الجزائريين.
يأتي ذلك بعد أن تم تسجيل وفاة شخصان في تونس بعد إصابتهما بفيروس “إتش1 ، إن1” أو ما يعرف بأنفلونزا الخنازير وفق ما أعلنه مصدر طبّي بتونس الأربعاء. وأوضحت المديرة العامة للصحة بتونس, نبيهة البورصالي، أنه “منذ انطلاق موجة البرد تم تسجيل حالتا وفاة لحد الآن وهما امرأة حامل وشيخ ” ،مبرزة أن هذا الفيروس يعود كل سنتين ويتميز بسرعة انتقاله من شخص لآخر.
ونقلت وكالة تونس افريقيا للانباء عن المديرة، أن لهذا الفيروس انعكاسات خطيرة بالنسبة لكبار السن والنساء الحوامل على وجه الخصوص، نظرًا لضعف المناعة لديهم، ويمكن أن يؤدي بالمريض إلى مرحلة الالتهاب الرئوي الشامل وذكرت بأن وزارة الصحة التونسية حرصت على توفير 300 ألف لقاح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير لفائدة الراغبين في التلقيح، مشيرة إلى أن الوزارة مستعدة لتوفير الكميات اللازمة من هذا التلقيح في حال نفاده.
و كشف مصدر طبي جزائري لـــ”أنباء تونس”أن المصاب بأنفلونزا الخنازير “إتش1 ، إن1” قد لا تكون إصابته خطيرة أو مميتة في حال كانت موسمية وعادية، وفق ما اعتمدته منظمة الصحة العالمية منذ سنة 2014، حيث أصبح هذا الفيروس يدخل في تركيبة اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية في رزنامة التلقيح السنوي التي يتم إخضاع الجزائريين إليها كل سنة في شهر أكتوبر.
هذا و نشير أنه في سنة 2009 سجلت الجزائر وفاة 7 أشخاص بفيروس أنفلونزا الخنازير و تقدمت بطلب شراء 65 مليون حقنة لدى المخابر الدوليةالمختصة في تصنيع اللقاح المضاد لوباء انفلونزا الخنازير،و إرتفع عدد القتلى بسبب نفس الداء سنة 2010 إلى 57 حالة من بينها 14 حالة وفاة لنساء حوامل فيما بلغ عدد الإصابات 916 حالة لهذا سارعت السلطات الجزائرية إلى إعلان حالة الإستنفار القصوى على حدودها التونسية منعًا لإنتقال عدوى هذا الفيروس إلى الجزائر.
ما هو مرض إنفلونزا الخنازير؟
رغم أن إنفلونزا الخنازير مرض معروف منذ عشرات السنين، إلا أن الإصابات البشرية كانت قليلة جدًا، وكان قد عثر عليها فقط بين الأشخاص الذين يعملون أو لهم اتصال مباشر مع الخنازير، بينما يلاحظ أن المرض المنتشر حاليًا، والذي بدأنا نراه منذ عام 2009 تقريبًا، مختلف عن السابق؛ إذ إنه يمكن أن ينتقل من شخص لآخر دون وجود أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الخنازير.
و يعتبر انفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد، فيروسي، شديد العدوى، يصيب الخنازير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، ويسببه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A، إلا أن أكثرها انتشارًا هو النوع الفرعي H1N1. ويتسم هذا المرض، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1-4%).
تصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة، كما تنتقل الفيروسات من الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق استنشاق الرذاذ المنتشر عند التنفس والسعال والعطاس، أو عند لمس الفم أو الأنف بعد لمس مناطق ملوثة بهذا الرذاذ، مثل الطاولات أو مقابض الأبواب. علمًا أن المصاب يكون قادرًا على نقل العدوى ابتداء من يوم واحد قبل شعوره بأعراض المرض وحتى سبعة أيام من ظهورها.
والجدير بالذكر أنه من غير الممكن الإصابة بعدوى إنفلونزا الخنازير عن طريق أكل لحم الخنزير أو مشتقاته.
تتراوح مدة الحضانة بين ثلاثة إلى سبعة أيام، وتشبه الأعراض أعراض الإنفلونزا الموسمية العادية، إلا أنها تتطور بشكل مفاجئ وسريع خلال ثلاث إلى ست ساعات، ومن بين هذه الأعراض: ارتفاع الحرارة لثلاثة أو أربعة أيام، آلام شديدة في أنحاء الجسم، احتقان بالأنف، قشعريرة، إرهاق شديد، صداع شديد، سعال وأعراض صدرية شديدة.
إلا أنه غالبًا لا يوجد ألم في الحلق عند الإصابة بإنفلونزا الخنازير، كما قد يعاني البعض من آلام شديدة في البطن وغثيان وإقياء وإسهال.
وفي أغلب الحالات لا يعتبر مرض إنفلونزا الخنازير مرضًا خطيرًا، لكنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب رئوي، وقد يسبب الموت أحيانًا.
عند الشك بالإصابة يتم تأكيد التشخيص عن طريق أخذ مسحة من الأنف لفحصها مخبريًا والتحقق من وجود الفيروس أو عدمه. ويتم إجراء هذا الفحص بعد أربعة أو خمسة أيام من بدء الإصابة بالإنفلونزا.
رغم أن أعراض إنفلونزا الخنازير تكون أشد، إلا أنه لا يمكن التفريق بين الإنفلونزا الشائعة وبين إنفلونزا الخنازير إلا عن طريق فحص مخبري يحدد نوع الفيروس.
حتى الآن لا يوجد علاج لإنفلونزا الخنازير، ولكن الأدوية المضادة للفيروسات (الأمانتادين، الريمانتادين، أوسيلتامفير المشهور باسم تاميفلو، زانامفير) تخفف أعراض هذا المرض وتساعد على الشفاء بشكل أسرع، إلا أنه يجب البدء باستخدام هذه العلاجات خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض، وتستخدم لمدة خمسة أيام.
كما تتم المعالجة العرضية كأي إصابة بالإنفلونزا، فينبغي التزام الراحة في البيت وعدم الذهاب الى المدرسة أو الى العمل، الإكثار من شرب السوائل، تخفيض الحرارة بالكمادات أو خافضات الحرارة كالباراسيتامول.
شارك رأيك