لا تزال معاناة التونسيات في كل مطارات العالم متواصلة بسبب القرار الاماراتي القاضي بمنع التونسيات من السفر الى الامارات او العبور منها.
ومن هؤلاء النسوة مواطنة تونسية مقيمة في الكويت ارادت تمضية عطلة رأس السنة في الامارات صحبة عائلتها وبعد دفعها لكل الرسوم و الامصاريف الضرورية وعند تحولهم الى المطار وقع اعلامهم بأنها و ابنتها ممنوعتين من دخول الامارات.والى حد اليوم لم يقع ارجاع ما دفعوه وهو ما جعلها تتوجه برسالة الى الرأي العام التونسي عبر موقعنا.
وهذه الرسالة كما وصلتنا صحبة كافة المؤيدات
“أنا مواطنة تونسية أمّ لطفلين مقيمة بالكويت منذ 10 سنوات، وكما يعلم الجميع يتزامن شهر ديسمبر مع عطلة الشتاء في نصفه الثاني ورغبة منا في اسعاد طفلينا بدانا بالاستعداد للسفر ووقع اختيارنا على دبي في الإمارات العربية المتحدة وقد فرح الاطفال كثيرا وابتهجوا و بدأوا في التخطيط والاحلام، ومن ثم قدمنا مطالب تأشيرة الدخول للأمارات “فيزا” و دفعنا الرسوم المطلوبة وحصلنا على الموافقة، مما شجعنا على شراء التذاكر و حجر النزل ودفع المعاليم كاملة.
ككل سفر تشهد الليلة السابقة طقوس خاصة من طرف الاولاد من انعدام النوم و حماس وانفعال وعلى هذه المشاعر توجهنا للمطار مع العلم اننا استبقنا الاحداث وقمنا بمراسلة الخطوط الإماراتية هاتفيا ورقميا للتأكد من امكانية السفر وكان الرد بالإيجاب.
في يوم السفر وهو يوم 24 ديسمبر الجاري، وصلنا للمطار أنا وزوجي وابني وابنتي، وتقدمنا لمكتب الإمارتية للتسجيل وقدمنا اوراقنا وجوازاتنا وانتظرنا ولكن من هذه اللحظة ستبدأ متاعبنا ألخصها باضطراب الطاقم الإماراتي بين نعم ولا واستفهام؟ ! ومكالمات ورسائل هاتفية و نصية وارسال صور لجوازي سفري انا و ابنتي لما يقارب الساعة كي يقع اعلامنا في الأخير بمنعنا كتونسيتيْن أنا وابنتي التي تبلغ من العمر أحد عشر سنة من دخول الأراضي الإماراتية وعند إلحاحنا لمعرفة السبب كانت الاجابة كالآتي:” أنتما إناث تونسيات” وهو ما يُعدّ فخرا لي.
حاولت تقبل الأمر على مضض أمام ابني وابنتي بالرغم من المشاعر التي انتابتني وقتها، لكن تمالكت نفسي بالرغم من أنّ الأمر يعدّ تعسّفا و تسلّطا وإهانة، وكان أصعب شيء عندي بل أمرّ شيء هو كيف تعلم طفلة تبلغ 11 سنة من أنها ممنوعة من السفر مع أبيها وأخيها لا لشيء إلاّ لأنها بنت أنثى تونسية وأنّ حتى والدتها منعت أيضا لا لشيء إلاّ لأنّها امرأة أنثى تونسية، ولا أخفي سرّا أنّه من المرهق جدّا أن تتمكّن وقتها من أن تقنع ابن 7 سنوات من الكفّ عن البكاء وهو يصرّ ويلحّ على السفر بل ويعتبر والدته هي المسؤولة على تحطيم مخططاته و أحلامه الصغيرة.
مهما حاولت اختصار الاحداث و المترتبات و المشاعر فالحديث يطول و يطول، مع العلم اننا توجهنا للخطوط الإماراتية بمقرّها الرسمي وتقدمنا بشكوى لاسترجاع مستحقاتنا المادية و تعويضنا ماديا و معنويا و لم نتلق ردّا حتى هذه الساعة، بالرغم من امتلاكنا لكلّ المؤيّدات، لذلك قرّرت أن أعلم الرأي العام التونسي حتى يكون على علم بما جرى لي في مطار الكويت وبأنّ المسألة لا تقتصر على من تمّ تداول مأساتهنّ على وسائل الإعلام التونسية فقط، وإنذي مستعدّة لتمكين من يساعدني على استرجاع كرامتي من كلّ المؤيّدات”.
الإمضاء: هاجر السرايري- امرأة تونسية
شارك رأيك