من الجزائر عمار قردود
أفادت إحصائيات شرطة الحدود و الجمارك الجزائرية أنه تم تسجيل عبور أزيد من نصف مليون جزائري عبر المعابر الحدودية البرية التسعة نحو تونس و دون إحتساب الجزائريين الذين سافروا إلى تونس عبر الجو أو جاؤوا من بلدان أخرى غير الجزائر كفرنسا و بلجيكا و ألمانيا و إيطاليا و إسبانيا و المغرب جوًا و بحرًا،و أنه هناك توقعات بأن يكون العدد الإجمالي للجزائريين الذين قضوا رأس السنة بتونس حوالي مليون جزائري.
فتونس -بحسب ذات المصادر الرسمية الجزائرية-شهدت توافد حشود كبيرة من الجزائريين عليها في الأسبوع الأخير من السنة المنقضية 2017 ،حيث تم تسجيل دخول 30 ألف جزائري يوم 31 ديسمبر الماضي إلى تونس،فيما تم تسجيل دخول أزيد من 500 ألف جزائري إلى تونس نحو الفنادق و المنتجعات السياحية في الأسبوع الأخير من سنة 2017 عبر المعابر الحدودية البرية.
و هو ما يعني أن حوالي مليون سائح جزائري دعّموا الخزينة التونسية و الإقتصاد التونسي بحوالي 10 ملايين أورو على الأقل،خاصة في ظل التقارير التي تفيد أن السائح الجزائري أكثر السياح كرمًا و أنه يصرف الكثير من الأموال خاصة في مناسبة مثل رأس السنة الميلادية أو الريفيون.
و أوضح ممثل الديوان السياحي التونسي في الجزائر بسام الورتاني لـــ”أنباء تونس” أنه للمرة الأولى يتم تسجيل هذا الرقم-حوالي مليون سائح جزائري-في تونس و الذي إعتبره رقمًا قياسيًا غير مسبوقًا في تاريخ السياحة التونسية و لم يتم تحقيقه إلا خلال فصل الصيف و قال الورتاني أنه في عام 2016، كشفت أرقام رسمية عن زيارة مليون وثمانمائة ألف جزائري إلى تونس،فيما تم إستقبال أكثر من 5.7 ملايين سائح مقابل 5.3 ملايين في 2015، بينهم 1.8 مليون جزائري و623 ألف روسي، كما توقّع ممثل الديوان السياحي التونسي في الجزائر بسام الورتاني، أن يصل عدد السياح الجزائريين في تونس سنة 2017 إلى 3 ملايين سائح و أن الأرقام الجديدة التي ستعلن عنها وزارة السياحة التونسية قريبًا ستؤكد ذلك حتمًا.
وأضاف الورتاني أنّ رهانات بلاده على السيّاح الجزائريين تزداد سنويًا، حيث تستمرُّ تونس في تقديم المزايا التفاضلية المطروحة منذ سنتين، بل تعمل على تدعيمها سنويًا مشيرًا إلى أن تونس لن تنسى فضل الجزائريين في إنقاذ موسم السياحة بتونس بعد أحداث عام 2015.
و يعزو الورتاني تفضيل السائح الجزائري الوجهة التونسية إلى قربها الجغرافي وسهولة التنقل وتشابه العادات والتقاليد بين الشعبين الشقيقين، المعروفين بمتانة العلاقات بينهما، حتى إن الجزائري لا يكاد يشعر بغربته في تونس التي تفتح أبوابها للجزائريين وتقدّم لهم أسعارًا في المتناول، فكراء شقّة مؤثثة قريبة من البحر لا يتجاوز 45 دولارًا لليلة الواحدة، في حين تتفاضل أسعار الفنادق وتتراوح هي الأخرى بين 35 و100 دولار للشخص الواحد.
و أشار الورتاني إلى أن الجزائريين لا ينتظرون حلول فصل الصيف لزيارة تونس، فالسوق الجزائرية تنقسم إلى ثلاث فترات رئيسية تبدأ الأولى بين شهري جانفي ومارس، حيث يقصد الجزائريون في هذه الفترة النزل والمراكز الاستشفائية ومدنًا مثل حمّام بورقيبة، وحمام الزريبة، وجبل الوسط، وقربص، وحامة قابس وغيرها من الوجهات المعروفة بالعلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر التي تجذب عددًا كبيرًا من السيّاح، أما الثانية ففي موسم الصيف المعروف بالتوجّه نحو الشواطئ والمنشآت الترفيهية والمهرجانات الفنيّة والثقافية، فيما تتمثّل الفترة الثالثة في رأس السنة الميلادية الذي يعرف توافد عدد هام من الجزائريين خاصّة الشباب منهم.
مصدر رسمي جزائري:أزيد من مليون و 400 ألف سائح من بينهم 800 ألف جزائري و 600 ألف تونسي و ليبي و من جنسيات مختلفة عبروا نحو تونس عبر المعبر الحدودي الطالب العربي بولاية الوادي في سنة 2017
هذا و أفاد رئيس أمن شرطة الحدود الجزائرية بالمعبر الحدودي الطالب العربي بولاية الوادي-جنوب شرق الجزائر-محافظ شرطة “بلقاسم حوحو” لـــ”أنباء تونس” أن عدد العابرين للمعبر الحدودي الطالب العربي خلال سنة 2017 من السياح الجزائريين نحو تونس بلغ أزيد من مليون و أربعمائة ألف سائح من بينهم 600 ألف سائح تونسي و ليبي و جنسيات أخرى مختلفة عبر معبر “حزوة” التونسي،فيما بلغ عدد الجزائريين ما يربو عن 800 ألف سائح،و أشار محدثنا إلى أنه من تاريخ 23 نوفمبر الماضي إلى 26 ديسمبر الجاري،شهد المعبر الحدودي الطالب العربي دخول 45 ألف مسافر أجنبي و 72 ألف مسافر جزائري،بإرتفاع في نسبة العابرين عبر المعبر مقارنة بنفس الفترة الزمنية من السنة الماضية 2016 بــــ33 بالمائة.
و عن الإجراءات الجديدة التي تم إتخاذها من طرف السلطات الجزائرية في ظل هذا الإرتفاع الكبير و غير المسبوق في عدد العابرين إلى تونس عبر المعبر الحدودي البري الطالب العربي بولاية وادي سوف أوضح محدثنا أنها تتمثل في تحسين الخدمات المقدمة للسياح،حيث توفر الخدمات الجديدة المستحدثة المقدمة من طرف مصالح المعبر الحدودي تسريع الإجراءات للسائح الواحد في ظرف أقل من 5 ثواني فقط الخاصة بجواز السفر-مع الإشارة إلى أن معظم الجزائريين باتت لديهم جوازات سفر بيوميترية-،و هي إجراءات إتخذتها مصالح شرطة الحدود الجزائرية بالتنسيق مع مصالح الجمارك الجزائرية للتكفل الأمثل بالمسافرين المقدّر عددهم يوميًا بآلاف العابرين للمعبر الحدودي البري الطالب العربي،حيث يتكفل أعوان الشرطة و الجمارك بتقديم خدمة مميزة للعابرين يوميًا و هذا في ظل العدد الكبير من المواطنين الذين يقصدون هذا البلد الشقيق و الجار.
و يشهد المعبر الحدودي الطالب العربي توافدًا كبيرًا للسياح الذين يشكلون طابورًا طويلاً من السيارات التي تصل إلى غاية وسط مدينة الطالب العربي. وتزداد معاناة المسافرين خاصة خلال فصل الصيف و رأس السنة من كل عام.
“أنباء تونس” إلتقت بعدد من الجزائريين و التونسيين و الليبيين و بعض الجنسيات الأخرى كالمغاربة و حتى المصريين و أجمعوا على أن كافة التسهيلات قد قدمت لهم في المعبر الحدودي البري بالطالب العربي و هي لا تضاهيها-في نوعية الخدمات- إلا تلك الموجودة في الدول الأوروبية من حيث السرعة و الدقة سواء من طرف أعوان الشرطة أو أعوان الجمارك الذين تعاملوا مع الأعداد الهائلة من المسافرين بكل سلاسة و يسر،ناهيك عن وقوف مسؤولي شرطة الحدود و الجمارك على كل عمليات الخروج و الدخول يوميًا من و إلى تونس.
محدثنا أكد لنا أن مصالح شرطة الحدود الجزائرية و مع مرور الوقت أصبحت تعرف كيف تتعامل مع العدد الهائل من المسافرين مع نهاية كل سنة و الذي يقدر يوميًا بالآلاف و الخاص بعمليات الصرف و خروج المرضى إلى الجارة تونس.
يذكر أن المعبر الحدودي بالطالب العربي الذي يعد تاسع بوابة برية بين تونس والجزائر، كان من المقرر أن يزوره وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين بدوي، خلال حلوله بولاية الوادي العام الماضي غير أنه تم إلغاء الزيارة في آخر لحظة لأسباب مجهولة.
بعد تعافي قطاع السياحة…تونس تخطط لاستقطاب نحو 10 ملايين سائح في أفق سنة 2020
يحدث هذا بالتزامن مع ما كشفت عنه الحكومة التونسية التي تحدثت عن تحسن مؤشرات قطاع السياحة، الذي يعتمد عليه اقتصاد تونس عبر مساهمته بـ7 في المئة من الناتج المحلي الخام، وتشغيل حوالي 15 في المئة من اليد العاملة بشكل غير مباشر.
فقد تم تسجيل ارتفاعا ملحوظا للأرقام المتعلقة بالقطاع السياحي في الأشهر الماضية، إذ فاقت مداخيل القطاع مليارين ونصف مليار دينار تونسي -أي ما يعادل أزيد من مليار دولار- إلى غاية نهاية نوفمبر الماضي.وحققت الإيرادات السياحية رقمها الأفضل في شهر أوت الماضي، إذ وصلت العائدات إلى 674 مليون دينار تونسي، مقابل 469 مليون دينار تونسي خلال الفترة نفسها من سنة 2016.
وفاق عدد السياح الوافدين على تونس 6 ملايين و400 ألف سائح، كما زاد مجموع ليالي مبيت السياح في فنادق ونزل تونسية عن 21 مليون ليلة، بارتفاع قدر بنحو 22.3 في المئة.
ويتصدر السياح المغاربيون الأرقام الخاصة بهذا القطاع، إذ شهدت الفنادق التونسية وفود أكثر من 3 ملايين سائح مغاربي، بينهم مليونين و100 ألف جزائري، أي ما يعادل 34 في المئة من مجموع السياح.
وتصدرت منطقة جربة جرجيس، في محافظة مدنين، جنوب شرق البلاد، الأرقام المتعلقة بهذا القطاع، إذ ارتفع عدد ليالي المبيت في نزل هذه المنطقة بنحو 14.4 في المئة، لتفوق 4 ملايين و600 ألف ليلة.وتخطط وزارة السياحة التونسية لاستقطاب نحو 10 ملايين سائح في أفق سنة 2020.
شارك رأيك