ينطلق عرض فيلم “شرش” للمخرج وليد مطار، المتحصل على جائزة التانيت الذهبي الطاهر شريعة لأفضل أول عمل وجائزة أفضل سيناريو في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية، بداية من يوم 10 جانفي 2018.
ويعد فيلم “شرش” أول الأفلام الروائية لوليد مطار وهو بطولة عبير البناني ومحمد امين حمزاوي، وقد اختار مطار في عمله هذا، التنقل بين ضفتي المتوسط مُسلطاً الضوء على واقع الهشاشة الاقتصاديّة من خلال شخصيّة عاملين، أحدهما فرنسيّ والآخر تونسيي مبرزا تقاطعات وانفصالات عالمي الشمال والجنوب، وهو ما يحيل على عنوان الفيلم “شرش” وهو في مصطلح البحارة في تونس الرياح القادمة من الشمال التي يتعذر بوجودها الخروج إلى الصيد، حسب ما نقلته وكالة تونس افريقيا للانباء.
وتنطلق أحداث الفيلم من فرنسا حيث تُقرّر شركة مختصة في صناعة المنتجات الجلديّة إقفال معملها لتنقله إلى أحد بلدان الجنوب، ففي “الجنوب” تقلّ كلفة الإنتاج والضمانات الاجتماعيّة تجاه العمال، يبدأ “هرفي” (فيليب ريبو)، وهو الشخصيّة المحوريّة في الجزء الفرنسي من الفيلم، الذي عمل لثلاثة عقود ونصف في المعمل، رحلته مع العمل الهشّ.يستقر المعمل في تونس، ويستهلّ داخله فؤاد (محمد أمين الحمزاوي)، الشاب الباحث عن معنى لحياته، مسيرته المهنيّة. هنا تبدأ تقاطعات وانفصالات ضفتي المتوسط في التكشّف. يمارس فؤاد في المعمل دور “هرفي” السابق، لكنه ينال في المقابل راتبا لا يتجاوز عُشر الدخل الأدنى المضمون في فرنسا، إضافة إلى غياب الحقوق النقابيّة والتغطية الاجتماعيّة.
من جانبها قالت بطلة الفيلم عبير البناني في تصريح لاذاعة موزاييك اليوم السبت 6 جانفي 2018، أنّ السيناريو كُتب لها تحديدا ولم تعرف بذلك إلا بعد إمضاء العقد، متابعة ”اردت دائما العمل مع وليد المطّار وقد سبق واخبرته بذلك فحقق لي حلمي، كنت معجبة بأفلامه القصيرة التي اخرجها وأنا أرى فيه ”شيغيفارا” لانه آمن بالثورة في اعماله قبل 14 جانفي.
وبيّنت أنها كانت تتمنى وقوف حمزاوي إلى جانبها عند تتويج الفيلم قائلة ”حمزاوي قام بكسر يدي عند التصوير فقد عاش الدور بعقله وروحه”.
شارك رأيك