كعادته كل عام يضع مؤسس “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، تحدياً لنفسه و يبدو أن هدفه لهذا العام مختلف عمّا سبق.ففي عام 2018 ينوي زوكربيرغ منع سوء استخدام منصة “فيسبوك” بطريقة قد تؤذي مليارات المستخدمين ومجتمعات بأكملها في بعض الأحيان.
وقال زوكربيرغ في تعليق عبر حسابه الرسمي بفيسبوك يوم الخميس الفارط : “العالم يشعر بالقلق والانقسام، و”فيسبوك” تملك الكثير لتنجزه، سواءٌ كان ذلك بحماية مجتمعنا من الاستغلال والكره أو الدفاع من تدخل الدول الأجنبية، أو التأكد من أن صرف وقت في “فيسبوك” يعود على المستخدمين بشكل جيد.”
وأضاف قائلا: “التحدي الشخصي الذي سأفرضه على نفسي لعام 2018 هو التركيز على إصلاح هذه القضايا المهمة، لن نتمكن من منع كافة الأخطاء أو الاستغلال بمنصتنا، لكننا نرتكب حالياً العديد من الأخطاء بطريقة فرضنا للسياسات أو بالطرق التي نمنع بها إساءة الاستخدام لأدواتنا، إن تمكنّا من النجاح هذا العام، سننهي عام 2018 بمسار أفضل بكثير.”
وكتب في ذات التدوينة :
“كل عام اخذ تحديا شخصيا لمعرفة شيء جديد. لقد قمت بزيارة كل الولايات المتحدة, و تشغيل 365 ميل, و بنيت منظمة الذكاء الاصطناعي للمنزل, و قرات 25 كتابا, وتعلمت اللغة الصينية.
لقد بدات في القيام بهذه التحديات في عام 2009. في السنة الاولى التي كان فيها الاقتصاد في حالة ركود عميق, ولم يكن فيسبوك حتى الان مربحة. نحن بحاجة الى الحصول على جدية حول ضمان ان يكون لدى فيسبوك نموذج تجاري مستدام. لقد كانت سنة خطيرة, وارتديت ربطة عنق كل يوم على سبيل التذكير.
اليوم يشعر كثيرا مثل تلك السنة الاولى. يشعر العالم بالقلق وال تقسيم, وعلى فيسبوك الكثير من العمل للقيام به — سواء كان يحمي المجتمع من الاساءة والكراهية, والدفاع ضد التدخل من قبل الدول القومية, او التاكد من ان الوقت الذي ينفق على فيسبوك هو الوقت المناسب تماما.
و بلدي الشخصي في عام 2018 هو التركيز على اصلاح هذه القضايا الهامة. نحن لن نمنع كل الاخطاء او الاساءة, لكننا في الوقت الحالي نقوم بالكثير من الاخطاء في تنفيذ سياساتنا ومنع اساءة استخدام ادواتنا. اذا نحن الناجحة هذا العام ثم نحن سننتهي 2018 على a مسار افضل بكثير.
وقد لا يبدو هذا تحديا شخصيا على وجهه, ولكنني اعتقد انني سوف اتعلم المزيد عن طريق التركيز بشكل مكثف على هذه القضايا اكثر مما اود القيام به بفعل شيء منفصل تماما. و تلمس هذه القضايا على مسائل التاريخ والتربية الوطنية وال الفلسفة السياسية ووسائط الاعلام والحكومة والتكنولوجيا بالطبع. انني اتطلع الى جمع مجموعات من الخبراء معا لمناقشة ومساعدة العمل من خلال هذه المواضيع.
وعلى سبيل المثال, فان احد اكثر الاسئلة اثارة للاهتمام في مجال التكنولوجيا الان هو التركيز على المركزية مقابل اللامركزية. الكثير منا دخل في التكنولوجيا لاننا نعتقد انها يمكن ان تكون قوة لامركزية التي تضع المزيد من القوة في ايدي الناس. (اول اربع كلمات من مهمة فيسبوك كانت دائما “تعطي الناس القوة”.) العودة في 1990 كان معظم الناس يعتقدون ان التكنولوجيا ستكون قوة لامركزية.
ولكن اليوم, فقد الكثير من الناس ايمانهم بذلك الوعد. ومع ارتفاع عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبيرة والحكومات التي تستخدم التكنولوجيا لمشاهدة مواطنيها, فان العديد من الناس يعتقدون الان ان التكنولوجيا لا مركزية الا من حيث القوة بدلا من انركزيها.
هناك اتجاهات مضادة هامة لهذا — مثل التشفير و cryptocurrency — الذي ياخذ الطاقة من الانظمة المركزية ووضعها مرة اخرى في ايدي الناس. ولكنها تاتي مع خطر ان تكون اكثر صعوبة للسيطرة عليها. انا مهتم بالذهاب اعمق ودراسة الجوانب الايجابية وال السلبية لهذه التكنولوجيات, وكيف افضل لاستخدامها في خدماتنا.
هذه ستكون سنة جدية من التحسين الذاتي وانا اتطلع الى التعلم من العمل لحل مش المسائل معا.”
شارك رأيك