علق بوجمعة الرميلي احد مؤسسي نداء تونس على الازمة السياسية التي تمر بها تونس في الاونة الاخيرة .
و في هذا السياق نشر بوجمعة الرميلي تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك امس الخميس 18 جانفي الجاري جاءت كالتالي :
” لأول مرة منذ مدة طويلة جدا مؤشر أمل حقيقي يستحق الاهتمام.
اعتزلت العمل السياسي الحزبي بدون رجعة لكن لا يعني أنني اعتزلت المواطنة وفي الأجواء التونسية الغير ملائمة هناك أمل جديد يتمثل في ‘مبادرة العشرة’ فلنساندها لأن نداء تونس حزب خارق للعادة أعطى لتونس شيئا كبيرا سيبقى في التاريخ لكن مهمته انتهت وسي الباجي قائد السبسي وطني متميز لعب دورا محوريا في الانتقال السلمي الناجح لكن مهمته ستنتهي سنة 2019 أي يوم غد ولا يجب أن يكون هناك أي لبس في أن ترشحه من جديد للرئاسة هو عنوان فشل له بالذات لأنه بذلك سيعود بنا إلى نموذج ‘أنا أو لا أحد’ لبورقيبة وبن علي الذين نعرف مصيرهما بعد ذلك وفي خضم الأزمة وانسداد الأفق لا بد للتونسيين أن يعطوا لأنفسهم أملا حتى وإن لم يكن كاملا في البداية للخروج من حالة الخيرة والضياع لكن على ‘مبادرة العشرة’ التي من مزاياها أنها منفتحة على اليسار والدساترة والليبيراليين أي لها مقومات وطنية واجتماعية وتقدمية وديمقراطية وحداثية تونسية أصلية أن تبرهن على أنها ستتوخى قاعدتين كان غيابهما سببا في انهيار نداء تونس هما أولا اعتبار أن الحزب مؤسسة ديمقراطية مقدسة لا يجوز احتكارها من أي كان ومهما كان وثانيا عدم اعتبار الدولة بأنها غنيمة حزبية مما يؤثر سلبا على الحوكمة ويربك الإنجاز التنموي والاصلاحي .
ويؤلب الرأي العام على المشهد السياسي أحزابا وحكومات ويفتح الأمر على المجهول وقد يكون القرار بالانصهار بين أحزاب ‘تونس أولا’ و’البديل’ و’المبادرة’ و’الجمهوري’ و’آفاق تونس’ و’مستقبل تونس’ التي بدون عقد تعتبر نفسها أحزابا وسطية مؤشرا هاما للغاية على تجاوز ثقافة الزعامات المدمرة مع ترك الباب مفتوح ل’المسار’ و’العود’ وغيرهما للتفكير لكن الانصهار ليس شرطا مسبقا وإنما رسالة هامة على أن تونس تستعد حقيقة للدخول في مرحلة جديدة من مسيرتها الرائدة التي قامت بإنجازات عظيمة لكنها اليوم والحق يقال في مأزق لم يعد قابلا للمعالجة إلا بالتجديد الجذري والقاطع مع السائد الذي لم يعد ينفعه أي نوع من أنواع الترقيع وقد تبين عبث البحث عن الحلول للبلاد.
لكن بدون جدوى لأن الأزمة سياسية في العمق وحلها لا يمكن إلا أن يكون إلا بإعادة النظر في العمق للمشهد السياسي التونسي وحتى الندائيين وأبناء حزب مشروع تونس لهم مكانهم في ما يمكن أن تؤِول إليه المبادرة الوطنية الجديدة التي تذكر بمبادرة تأسيس نداء تونس لكن مع استثمارها الكامل لدروس التجربة بايجابياتها وسلبياتها مع التذكير بأنه لا يستقيم أي بناء سياسي سلبيا على أساس معاداة طرف خارج عنه وإنما إيجابيا من أجل أهداف خاصة به يريد من خلالها تسخير نفسه لخدمة البلاد والعباد.”
و.ق
شارك رأيك