
لا شك ان الازمة الخانقة التي تعيشها تونس في سنة 2018 هي ليست وليدة اللحظة بل هي امتداد لحالة سابقة و اخطاء كارثية ارتكبتها جكومات سابقة كان المنصف المرزوقي طرفا فيه حينما كان رئيسا للجمهورية.
ففقر اليوم ليس مستحدثا و البطالة ليست مستجدة اما الجديد هون ان يتفطن المرزوقي لذلك بعد خروجه من القصر بثلاث سنوات حيث رسم في تدوينة له على الفيس بوك امس صورة قاتمة لتونس من بنزرت الى بن قردان.
وجاء فيها:
في كل مكان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال …مرورا بصفاقس والساحل ….دوما نفس شعبي البشوش ، الطيّب ، البسيط …المبتسم وظلالة الدمع في عينيه.
في سيدي علي بن عون مع المعتصمين منذ شهور في المعتمدية تحت شعار ضاع العمر : عمري 49 سنة ولم أشتغل يوما . مع ضياع عمر هذا الرجل الوطن كله هو الذي ضاع
في جربة امرأة تهمس في أذني : الناس تأكل من الزبلة.
في غنوش بائع الأسماك أمام أربع سمكات تنتظر مشتر منذ الصباح : لا تتصور كم كان بحرنا كريما قبل كارثة التلوث.
في القلعة : عن أي انتخابات نزيهة تتحدث سيدي ، الذبائح وقصاع الكسكسي والمكينات تشتغل ليلا نهارا بالتقنيات التي ظننناها وقفا على التجمع ؟
في توزر : صاحب مكتبة لا يدخلها إلا قلة يرفض أن يشكو. له عدد كبير من المؤلفات عن تاريخ المدينة وعلمائها ، لكن وزارة الثقافة لا تهتمّ بأمثال خالد بن عبد الرحيم.
زاد الرجل من الغمّ والهمّ وأنا خارج للتوّ من سوق ثلاثة أرباعها مغلقة …أنا الذي أحب الأسواق منذ طفولتي .
في صفاقس : أمهات تتدافعن حولي : لا مكان لنتنفس نحن وأطفالنا إلا في هذه الحديقة الوحيدة في كل صفاقس. أنظر قذارتها .
في الوردانيين: شواهد مقبرة الشهداء انمحت منها أسماء الشهداء
اليوم في بولاريجيا : مدينة أثرية متروكة وفيها روائع فنية كان من الممكن أن تقف أمامها باصات السواح الصينيين واليابانيين طوال السنة وشاب يقول لي ماذا يهمني من الثقافة وأنا بطال
رحلة الألم والأمل …الألم من هذه النظرات التي خبا منها كل بريق …الأمل في قدرتنا وفي عزيمتنا الفولاذية على وضع بلادنا مجددا على السكة.
ولا بدّ للقوس أن ينغلق
ولا بدّ لليل أن ينجلي
أحبك يا شعب ….المواطنين”


شارك رأيك