من الجزائر عمار قردود
تم الاتفاق امس الثلاثاء بالعاصمة التونسية على انطلاق أشغال تزويد مدينة ساقية سيدي يوسف التاريخية بالغاز الطبيعي وذلك خلال اشغال اللجنة الوزارية الثنائية للطاقة الجزائرية التونسية, التي ترأسها وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني ونظيره التونسي خالد قدور, حسبما افاده بيان لوزارة الطاقة الجزائرية.
وأبرز الوزير الجزائري للطاقة مصطفى قيطوني خلال هذا الاجتماع “الأهمية الرمزية ” لقرار تموين منطقة ساقية سيدي يوسف بالغاز الطبيعي انطلاقًا من الشبكات الجزائرية, موضحًا أنه “يأتي بناء على تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية-الجزائرية- عبد العزيز بوتفليقة في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف التاريخية التي سقط خلالها شهداء جزائريين وتونسيين في ميدان الشرف”, حسب نفس المصدر.
وقال نظيره التونسي خالد قدور إنه لا مجال للحديث عن الأسعار في رده على إمكانية وجود أسعار تفاضلية مضيفا أن العلاقات بين تونس والجزائر استثنائية وتاريخية.وتستورد تونس الغاز الطبيعي من الجزائر التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا لأوروبا أيضا.
وينتظر أن يتجسد هذا المشروع الطاقوي الهام ميدانيًا قبل نهاية السنة الجارية 2018, حسب ذات المصدر.كما اتفق الطرفان على مواصلة المناقشات حول تجديد عقد تزويد تونس بالغاز الطبيعي وهذا الى ما بعد عام 2019، و كذا إمداد تونس بغاز البوتان ورفع حجم التموين بغاز البترول المميع.
وتمحورت المحادثات أيضا حول العقود والمشاريع المتعلقة باستكشاف وإنتاج المحروقات والحاجة إلى رفع وتيرة العمل على مستوى كتل الاستكشاف لشركة “نومهيدي” وهي شركة مختلطة جزائرية تونسية (إيتاب و سوناطراك) الواقعة جنوب الحدود الجزائرية التونسية.
وفيما يتعلق بالكهرباء، قرر الوزيران مواصلة الجهود لتطوير طاقات الربط وهذا لتعزيز نظام الطاقة الكهربائية الإقليمي وتسهيل التبادلات التجارية والإغاثة في حالة وقوع حوادث كبيرة، حسب نفس البيان.
ومن جهة اخرى ناقش الوزيران إمكانية استحداث توأمة بين الوكالتين الجزائرية والتونسية للنجاعة الطاقوية (أبرو و أن آم أو) و كذا تعزيز جانب التكوين فضلاً عن تبادل الخبرات بين البلدين.
وقد وقع الطرفان على محضر اجتماع اللجنة الثنائية، بحضور سفير الجزائر لدى تونس السيد عبد القادر حجار.
وكان الاجتماع فرصة للطرفين لتقييم الاشغال التي انعقدت عقب الاجتماع الأخير للجنة الثنائية الذي جرى يوم 7 فبراير 2017 في الجزائر .
واعتبر الوزيران العلاقات التي تربط البلدين بأنها “استثنائية ” ، لا سيما تحت قيادة الرئيس بوتفليقة و نظيره التونسي محمد باجي قائد السبسي.
هذا و كان الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، قد كشف بتاريخ 8 فيفري الجاري، بساقية سيدي يوسف (تونس)، أنه سيتم “عما قريب” تزويد تونس بالغاز الطبيعي الجزائري.
و في ندوة صحفية عقب إشرافه مناصفة مع نظيره التونسي، يوسف الشاهد على مراسم إحياء الذكرى الـــــ60 للقصف الاستعماري لساقية سيدي يوسف، أوضح أويحيى أن الغاز الطبيعي الجزائري قد يصل إلى 4 مناطق حدودية تونسية، بما في ذلك ساقية سيدي يوسف وقد يكون ذلك في نهاية 2018.
بعد إشارته إلى أن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين وصل إلى 2 مليار دولار من السلع سنويًا, اعتبر أويحيى أنه يتعين انتظار مزيد من الوقت لتكون ورشات التعاون بين البلدين في شتى المجالات “جادة أكثر وفي مستوى تطلعات الشعبين”.
واردات الغاز المسال من الجزائر إرتفع من 150 ألف إلى 300 ألف بداية من 2009 ثم إلى 500 ألف طن
و ضاعفت تونس من واردات الغاز من الجزائر و زادت العائدات المتأتية من نقل الغاز على أراضيها من خط أنابيب الغاز الذي ينقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا ، وقال مصدر طاقوي جزائري لـــ”أنباء تونس”أن واردات الغاز المسال من الجزائر إرتفع من150 ألف إلى 300 ألف طن في سنة 2009 بعد التوقيع على اتفاق أنذاك بين البلدين. وقد أبرم اتفاق بين شركة سوناطراك و ايتاب التونسية ارتفعت بموجبه عائدات الغاز في تونس من 6 إلى 7 مليارات متر مكعب في السنة. و هو الاتفاق الذي سيمكن تونس من تغطية احتياجاتها من الغاز ، إضافة إلى تصدير جزء منه إلى أوروبا.
شارك رأيك