من الجزائر:عمّــــــــــار قـــــــردود
كشف مصدر مسؤول بوزارة النقل و الأشغال العمومية الجزائرية لـــ”أنباء تونس” أن الحكومة الجزائرية قد قررت “مضطرة” إلى إلغاء قطار خط الجزائر-تونس الذي كان مقرر دخوله حيز التنفيذ في أول ماي 2017 ،ليتم تأجيله إلى شهر أوت ثم توالت سلسلة التأجيلات و لم ير هذا الخط النور بعد و لا يبدو أنه بالإمكان تجسيده ميدانيًا مستقبلاً.
و بحسب ذات المسؤول الجزائري فإن قرار إلغاء قطار الجزائر-تونس جاء من الجانب الجزائري الذي يرى بأن “أسباب أمنية و إقتصادية قاهرة حالت دون إعادة تشغيل هذا القطار الذي سيساهم بشكل كبير في تسهيل تنقلات و سفر مواطني البلدين”،و لكن محدثنا لم يذكر هذه الأسباب التي وقفت حجر عثرة في تجسيد هذا المشروع الحيوي الذي يعتبر حلم لطالما راود الجزائريين و التونسيين على حد سواء.
و أفاد نفس المصدر أن الوزير الأول الجزائري أحمد أويحي قد أبلغ رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بتاريخ 8 فيفري الماضي خلال لقاءهما بمدينة ساقية سيدي يوسف التونسية على الحدود بين البلدين بمناسبة إحياء الذكرى الــ60 لأحداث الساقية بقرار السلطات الجزائرية القاضي بإلغاء قطار الجزائر-تونس بصفة رسمية و شرح له كافة الأسباب التي جعلت الحكومة الجزائرية تغض النظر عن هذا المشروع الحيوي و الإستراتيجي،و أن رئيس الحكومة التونسية أبدا تفهمه الكبير للقرار الجزائري الذي قال عنه أنه “سيّد و دوافعه مفهومة و معقولة”.
و كانت الرئيسة المديرة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية سارة رجب قد كشفت في تصريح لراديو “شمس آف آم”بتاريخ 28 أوت 2017 عن عدم إعادة استغلال قطار خط تونس الجزائر.وقالت “كان سينطلق في العمل بداية من يوم 02 ماي 2017 لكن ليلة 1 ماي في حدود الساعة الثامنة مساء تلقيت اتصال هاتفي من طرف رئيس مدير عام شركة السكك الحديدية وبلغني أن القطار لن يأتي”.وأضافت سارة رجب أن ذات المسؤول أكد “أن التأجيل يأتي لأسباب تقنية، والجانب الجزائري رأى أنه من الافضل تأجيل إعادة استغلال الخط”.
الأشغال التقنية الخاصة بخط الجزائر-تونس متوقفة منذ 2017
و أوضح مصدرنا أن الأشغال التقنية التي حالت دون إطلاق مشروع خط القطار الرابط ما بين الجزائر وتونس قد توقفت بصفة رسمية سنة 2017،رغم أن المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية “ياسين بن جاب الله” أكد في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام الجزائرية،أن إطلاق أولى الرحلات التجريبية للخط الرابط ما بين الجزائر وتونس، مرهونة في الوقت الحالي، باستكمال الأشغال التقنية، موضحًا أنه فور الانتهاء من جميع العراقيل سيعلن عن موعد أولى الرحلات التي ستسمح لما يقارب لمليون جزائري للتنقل إلى تونسو فند هو الآخر وجود أي عراقيل أو أسباب أخرى ما عدا تلك المتعلقة بالجانب التقني، حالت دون إطلاق خط قطار الجزائر و تونس.
وتحدثت بعض المصادر عن مخاوف أمنية بسبب تزايد النشاط الإرهابي في المناطق الحدودية بين تونس والجزائر حالت دون إطلاق خط القطار الرابط بين الجزائر و تونس ، حيث تقوم وزارة النقل والأشغال العمومية الجزائرية بإجراءات تأمين القطارات.وتعاني تونس من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية وخاصة بعد عودة الارهابيين من العراق وسوريا.
كما كان موقع “أنباء تونس” أول وسيلة إعلامية يكشف عن قرار محتمل لإلغاء قطار خط الجزائر-تونس لأسباب أمنية محضة لكن في جانبين مختلفين الأول بسبب الإرهاب خاصة و أن مسار قطار خط الجزائر-تونس يمر على عدة مدن جزائرية و تونسية و مناطق غابية خطيرة و بالتالي لا يمكن تعريض أرواح المسافرين للخطر و المغامرة بحياتهم و الجانب الثاني تسجيل عدة حالات رجم و قذف للقطار قبل سنة 2006 تسببت في إلحاق إصابات خطيرة للركاب و خسائر مادية لحقت بالقطارات العابرة ،ناهيك عن عدم جدواها الإقتصادية خاصة بالنسبة للجزائر التي تعتقد أن قطار خط الجزائر -تونس سيكون ناجع إقتصاديًا بالنسبة لتونس أكثر من الجزائر و ذلك بسبب أن عدد السياح الجزائريين الذين يتوافدون على تونس هو أكبر من السياح التونسيين الذين يتوافدون على الجزائر،حيث أنه في سنة 2017 سجلت تونس توافد 2.5 مليون جزائري.
لكن-بحسب مصدرنا-فإن الحكومة الجزائرية تعهدت بإيجاد بدائل أخرى لقطار الجزائر-تونس من خلال العمل على تنظيم رحلات بحرية و أخرى جوية بين الجزائر و تونس خاصة و أن حركة السفر بين البلدين هي الأكبر من نوعها على مستوى المغرب العربي و شمال إفريقيا.
المشروع كان مقررًا سنة 2016 لكنه تأجل لأسباب تقنية
و كانت الشركة التونسية للسكك الحديدية قد أعلنت شهر أوت 2016 عن انطلاق الخط الرابط بين مدينتي عنابة وتونس حيّز الاستغلال، تزامنًا مع الحركة غير العادية التي تشهدها المعابر الحدودية يوميًا بدخول العشراتمن السيارات إلى تونس طلبًا للسياحة.
وحسب بيان الشركة التونسية، فإن خط السكك الحديدية الذي يبلغ من 150 إلى 200 كلم سيكون مشغولاً بسفرية واحدة ذهابا وإيابا، بين مدينتي عنابة وتونس مرورًا بمدينة سوق أهراس، وسيكون سعر التذكرة 2000 دينار جزائري أي ما يقارب 40 ديناراً تونسيًا.لكن تأجلت العملية إلى غاية السنة الجارية لأسباب تقنية بحتة.
و أكد المسؤول الجزائري عن الأهمية الاقتصادية التي يكتسبها هذا المشروع من خلال تقليص مدة السفر بين الجزائر و تونس،مشددًا أن هذا المشروع سيكون له دور مهم في تجسيد مشروع المغرب العربي الكبير، باستعمال سكان المنطقة لهذا القطار للتنقل من الجزائر نحو تونس و العكس صحيح.
وكان وزير الأشغال العمومية والنقل الجزائري السابق بوجمعة طلعي قد أعلن في وقت سابق عن استعداد الجزائر لإعادة بعث خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر وتونس، وأن مصالحه قامت بمعالجة جميع المشاكل التقنية والنقاط السوداء الموجودة على مستوى الخط القديم، خاصة أن عدد الطلبات على هذا الخط تعرف ارتفاعا كبيرا خاصة في العطلة السنوية.
كما أعلن سفير تونس السابق في الجزائر عبد المجيد الفرشيشي في وقت سابق أنه “يوجد هنالك مشروع لتطوير النقل بالسكك الحديدية، الإخوة في الجزائر يعملون على تطوير هذا النقل من عنابة إلى المناطق الحدودية، هنالك تفكير جدي، خاصة وأن الخط كان يشتغل، وهنالك نية لعودة الخط إلى العاصمة تونس”.
وحسب متتبعين لشؤون النقل في الجزائر فإن الحكومة الجزائرية مجبرة أكثر من أي وقت مضى على تطوير سكك الحديد، لتفادي أخطار ناجمة عن تدهور وضعية الطرق ومحدودية شبكة النقل البري وعيوب الطريق السيّار، في وقت دقت فيه وزارة النقل ناقوس الخطر بسبب تصاعد عدد السيارات المهول، بعد أن تجاوز ال 08 ملايين مركبة، 4 ملايين سيارة منها في الجزائر العاصمة وحدها، وفي وقت تشير فيه توقعات إلى الوصول لـــــ20 مليون سيارة في الحظيرة الوطنية في أفق 2025.
هذا و أجمع جزائريون و تونسيون لـــ”أنباء تونس” على أن إعادة فتح هذا الخط من جديد سيساعد العائلات الجزائرية التي تفضل قضاء عطلاتها في تونس زيارتها بكل أريحية، كما ستشجع السياحة التونسية أكثر على حساب السياحة الداخلية في الجزائر، في وقت الذي تعتزم فيه وزارة السياحة الجزائرية استرجاع سواحها الذين اختاروا الوجهة التونسية لقضاء عطلهم السنوية، من أجل إنعاش الخزينة العمومية بعد تراجع عائداتها جرّاء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية.
عودة حافلات النقل البري بين الجزائر وتونس سنة 2016 بعد انقطاع لسنوات
هذا و بعد انقطاع دام سنوات، انطلقت أول حافلة للنقل البري من العاصمة تونس باتجاه محطة المسافرين بمدينة عنابة شرق الجزائر، كما انطلقت أول حافلة للنقل البري للمسافرين بين العاصمة تونس والعاصمة الجزائرية في الاتجاهين في أوت 2016.
وانطلقت الحافلة من محطة باب عليوة وسط العاصمة تونس متوجهة إلى مدينة عنابة شرق الجزائر، وبأسعار أقل من الأسعار التي تفرضها سيارات النقل التي تعمل بشكل غير قانوني بين تونس وعنابة وقسنطينة شرقي الجزائر.
وحظي انطلاق أول حافلة من تونس إلى عنابة باحتفاء رسمي من قبل مسؤولي شركة النقل بين المدن في تونس، وتأتي هذه الخطوة تنفيذًا لتوصيات الدورة الـ20 للجنة الكبرى المشتركة الجزائرية التونسية في أكتوبر 2015، بالجزائر، والتي كان قد تم خلالها التوقيع على اتفاق بين شركة خاصة لنقل المسافرين والشركة التونسية للنقل بين المدن في ديسمبر 2015، لاستغلال خط نقل عمومي دولي.
ويتوقع أن يتم توسيع خطوط النقل البري عبر خطين جديدين الأول بين ولاية الوادي وولاية قفصة التونسية، والثاني من ولاية تبسة إلى ولاية القصرين، إلى جانب تمديدهما حسب المعطيات العملية، وإضافة خطوط أخرى كلما اقتضت الحاجة.وتضاف هذه البرامج إلى مشروع فتح خط للنقل البحري بين ميناء بنزرت وسط تونس ومدينة عنابة-شرق الجزائر- ووهران -غرب الجزائر-.
فتح خط جوي مباشر بين المنستير و وهران هذه الصائفة
كما كشف فؤاد الواد، المدير المركزي بالديوان الوطني للسياحة التونسية أن المفاوضات جارية لفتح خط جوي بين مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري ومدينة المنستير التونسية عبر خط مباشر لاكتشاف سواح الغرب الجزائري لباقي المدن التونسية لقربها من مدينة سوسة والمهدية، مقابل العمل على تفعيل اتفاقية التوأمة بين مدينة سوسة ووهران التي لم تفعّل بعد. و من المرتقب أن يكون ذلك بداية من هذه الصائفة.
و أشار المسؤول التونسي أن وزيرة السياحة التونسية أعطت تعليمات لتحسين الخدمة السياحية بالنسبة للسائح الجزائري، بعد الهبة التضامنية للشعب الجزائري بعد أحداث الأعمال الإرهابية لسنة 2015، ويبقى الهدف هو بلوغ 2.7 مليون سائح جزائري، بعدما تم توافد 2.5 مليون السنة المنصرمة على تونس من أصل 7 ملايين سائح أجنبي زار تونس، مقابل تنويع المنتوج السياحي كالسياحة الثقافية والرياضية والحموية.
و كان جلول عاشور الرئيس المدير العام لمؤسسة ميناء بجاية الجزائري قد كشف لــــ”أنباء تونس” أنه “من المقرر أن يدخل خط تونس – بجاية البحري حيز الخدمة خلال الموسم الصيفي المقبل” مشيرًا إلى ان هذه الخطوة من شأنها انعاش قطاع السياحة المحلية في ولاية بجاية الجزائرية وكذا تعزيز المبادلات التجارية.كما أوضح أن هذا الخط البحري سيساهم في زيادة عدد السياح الجزائريين الوافدين على تونس و الرفع كذلك من عدد السياح التونسيين الراغبين في زيارة الجزائر في المقابل.
كما أعلن ذات المسؤول الجزائري عن إطلاق أربعة خطوط بحرية جديدة إنطلاقًا من ميناء بجاية نحو أوروبا، شهر جوان المقبل،وقال المصدر أن الخطوط الجديدة تشمل كلا من قبرص و إيطاليا وكرواتيا، إضافة إلى برمجة خط بحري جديد بين بجاية والعاصمة التونسية.
وبهذا الخصوص قال عاشور جلول، الرئيس المدير العام لمؤسسة ميناء بجاية أنه تم استحداث خط بحري جديد لأول مرة بين بجاية نحو كرواتيا، للوصول إلى دول البلقان.ويذكر أن ميناء بيجاية يحتل المرتبة الثانية وطنيا من حيث المبادلات التجارية.
و كان وزير النقل والأشغال العمومیة الجزائري عبد الغني زعلان، قد كشف في 4 جويلية 2017، عن مشروع مرتقب لفتح خط بحري جديد يربط بین الجزائر وتونس.وقال الوزيرالجزائري، خلال زيارة قادته إلى میناء الجزائر، أن مصالح وزارته تحضّر لافتتاح الخط البحري الجديد بین الجزائر وتونس دون أن يقدم تفاصیل أخرى حول المشروع.
1 مليار دولار فقط حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتونس سنة 2017
على الرغم من العلاقات السياسية الوطيدة و الممتازة التي تجمع الجزائر بتونس، إلا أن حجم المبادلات التجارية لسنة 2017، لم تتجاوز 1 مليار دولار، فالنشاط عبر الحدود المفتوحة لم يشفع لتحسين مردود حركية الصادرات والواردات بين البلدين، وذلك بسبب القوانين الجزائرية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد أخر تبقى الحكومة الجزائرية تصفها بـ”الإصلاحات الإقتصادية والمالية”، الأمر الذي صعّب من مهمة المستثمرين التونسيين الذين حلّوا بولاية وهران في إطار الصالون الدولي للسياحة لبحث أفاق شراكة في مجال الفندقة والسياحة والتجهيز.
وقال رفيق منصوري ممثل وزارة التجارة التونسية، منظم اللقاءات المهنية الثنائية، أن الهدف من عقد لقاءات مهنية ثنائية بين الشركات الجزائرية والتونسية، هو سعي الشركات التونسية المختصة في التجهيزات الفندقية في ظل عدد المشاريع التي فتحت على الاستثمار السياحي بوهران التي تستعد لاحتضان العاب البحر الأبيض المتوسط، معلقا على أرقام التبادل التجاري بـ” الأرقام المحتشمة، رغم وجود اتفاقيتي إطار بين البلدين الأولى اتفاقية ثنائية والثانية اتفاقية البلدان العربية، وتبقى أرقام دون المطلوب،بسبب القوانيين الجزائرية “، وكشف المتحدث أن “اللجنة العليا المشتركة بين البلدين طلبت رسميًا من الجزائر تحيين بعض القوانيين للسماح برفع مستوى قيمة المبادلات..”.
قطار الجزائر-تونس لن ينطلق و أمل الشعبين تبخّر
بعد توقف ما يربو عن 10 سنوات، و بعد أن إستعدّ التونسيون والجزائريون، العام الماضي 2017، لعودة نشاط خطّ القطار الرابط بين تونس و الجزائر والذي يمتدّ على طول 1200 كم من الجزائر العاصمة و حتى تونس العاصمة-فيما تصل الطريق البرية بين تونس العاصمة و مدينة عنابة الجزائرية إلى 324 كيلومترًا-، لكن للأسف هذا القطار الحلم لن ينطلق لا اليوم و لا غدًا لعدة أسباب منها الأمنية و الإقتصادية و التقنية لكن أهم من كل تلك هو عدم وجود إرادة سياسية لتجسيد ذلك على أرض الواقع.
إن إنطلاق قطار الجزائر-تونس الذي توقف سنة 2006 لأسباب مجهولة هو بمثابة حياة جديدة للجزائريين و التونسيين،مع انتعاش حركة سياحية وتجارية بين البلدين بكل ما ترتب عن ذلك من تبادلات إنسانية وثقافية و اجتماعية.و إلغاءه بصفة رسمية من الجانب الجزائري لتبريرات غير مقبولة و حجج واهية سيتسبب في إنتكاسة و سيخلف تذمرًا شعبيًا كبيرًا خاصة بعد أن تم الإعلان عن إعادة تشغيله قبل التراجع و الإعلان عن إلغاءه نهائيًا،إذًا قطار الجزائر-تونس لن ينطلق و بذلك يتبخر أمل الشعبين الجزائري و التونسي و يبقى عزاءهما الوحيد في البدائل الأخرى للسفر كالحافلات و الطائرات و البواخر.
شارك رأيك