من الجزائر : عمار قردود
كشفت مصادر أمنية و قضائية جزائرية متطابقة لـــ”أنباء تونس” أن محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة الجزائرية قد فتحت ،الإثنين الماضي،ملفًا جنائيّا يخص 5 فتيات تونسيات، كنّ ينشطن ضمن عصابة دولية لتهريب “الكوكايين” الخام من دول أمريكا الجنوبية نحو أوروبا ثم الجزائر والمغرب،حيث عملت إمرأة من جنسية مغربية تدعى”سارة” على إستغلال تونسيات تتراوح أعمارهن ما بين 25 و 45 سنة للنشاط ضمن جماعة إجرامية خطيرة و منظمة.
و ذلك لتهريب المخدرات الصلبة من نوع “الكوكايين”، يتم دسّها داخل ملابسهن الداخلية خاصة في المناطق الحساسة من أجسادهن من أمريكا الجنوبية و بالتحديد من البرازيل عبر مطاري هواري بومدين الدولي بالجزائر ومطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية.
و بحسب ذات المصادر فقد نجحت مصالح الجمارك بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر في 17 نوفمبر 2015، من توقيف رعية تونسية تبلغ من العمر 43 سنة، تدعى”أ،نزيهة” وهي بصدد تهريب كمية من المخدرات، داخل ملابسها الداخلية في إحدى الرحلات من البرازيل إلى الجزائر،حيث وبعد مرورها على نقطة التفتيش انتابت مصالح الجمارك الجزائرية شكوك حول اللباس المثير، فطلبت من المتهمة نزعه بعد إخضاع حقيبتها اليدوية إلى التفتيش.
لكن المرأة التونسية المشكوك في أمرها بدا عليها الإرتباك الشديد في تلك اللحظة، وتم إقتيادها من طرف جمركية جزائرية مباشرة إلى دورة المياه لأجل نزع اللباس الداخلي والتخلّص منه.وفي تلك الأثناء داهمتها الشرطيات الجزائريات، وحجزت اللباس المشبوه، الذي تبيّن بعد تمريره في جهاز “سكانير” أنه يحتوي على كمية من المخدرات الصلبة من نوع “الكوكايين”.وعليه تمّ توقيف المشتبه فيها التونسية وإحالتها على التحقيق.
وأسفر التحقيق مع الموقوفة باعترافاتها أنها تنشط ضمن جماعة إجرامية دولية تترأسها فتاة مغربية تدعى “سارة”.كانت تمنحها 200 أورو عن كل عملية، كما أنها تشغّل نسوة تونسيات أخريات لتهريب “الكوكايين” من البرازيل إلى المغرب تحت غطاء استيراد مواد التجميل، مرورًا بمطار هواري بومدين، ويتعلق الأمر بكل من ” ب، مروة” و “ع، نزيهة”، “ي، ثريا” المتواجدات حاليًا في حالة فرار.
و أشارت التونسية الموقوفة ” نزيهة” أن ممولّها في البرازيل يسمى “جورج” الذي كان يلتقيها في كل مرة في فندف لتسليمها المخدرات.أما باقي الفتيات التونسيات فكنّ يقتسمن الأدوار، في تهريب المخدرات بملابسهن الداخلية، وسبق وأن التقتهن بفنادق بقلب الجزائر العاصمة والبرازيل.
هذه الوقائع الأولية اعترفت بها “نزيهة” خلال مثولها للمحاكمة شهر فيفري الماضي أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة.فيما أنكرت علمها بأن المادة المحظورة التي كانت تمررها هي “مخدرات”، قبل أن تواجهها القاضية بالرسائل المتبادلة بينها وبين رئيستها “سارة” المغربية عبر تقنية أو تطبيق “الفيبر” لاتخاذ الحيطة اللاّزمة في رحلات التهريب التي قدّرتها مصالح المطار بأكثر من 3 رحلات شهريًا.هذا و قد إلتمست النيابة العامةتسليط عقوبة قاسية على “نزيهة” التونسية” بــ 20 سنة سجنًا نافذًا وغرامة قدرها 5 ملايين دينار جزائري.
و كانت مصالح الأمن الجزائرية قد رصدت تحركات مشبوهة لعدد من النساء التونسيات، ثم الإطاحة بهن على مستوى الضواحي الشرقية للعاصمة ومحيط المطار الدولي، حيث أسفرت عن حجز كميات معتبرة من المخدرات الصلبة “كوكايين” بوزن إجمالي فاق 5 كيلوغرامات، بلغت قيمتها المالية 12 مليار سنتيم جزائري، واتضح تورط نساء تونسيات استغلين فرصة تحررهن من المراقبة لدى دخولهن الجزائر لجعلها منطقة عبور، وترويج أجود أنواع “الكوكايين”، الذي يتم جلبه من “ساوباولو” بالبرازيل وتحويله لأوروبا من أجل إعادة تصنيعه، عن طريق مزجه بمواد أخرى لمضاعفة الكمية.
واستكمالاً للتحريات التي باشرتها فرقة مكافحة المخدرات بالجزائر واستجواب المتهمات، تبين وجود شبكة دولية خطيرة وراء ذلك، استغلت فقرهن وحاجتهن الماسة للمال، ثم تقديم عروض للعمل في مجال المتاجرة في الألماس والمعادن النفيسة كإغراء لهن بجني أموالاً طائلة، ليتضح لاحقا أن الحقائب التي كانت تجهّز بطريقة محكمة وتصنع لذات الغرض، لم تتمكن حتى مصالح المراقبة من كشفها على مستوى الحدود بالدول التي تمر بها المتهمات، إذ كانت تعبأ بأكياس وصفائح بلاستيكية من المخدرات، وهو ما اعترفت به جميع المتهمات يوم الإثنين الماضي، و قد طالب النائب العام بتسليط عقوبة المؤبد في حقهن، فيما أصدرت هيئة المحكمة عقوبات نافذة تراوحت ما بين 10 و15 سنة سجنًا نافذًا في حقهن.
شارك رأيك