ذكّر النائب الصحبي بن فرج بملف الغابات وثروانها الضائعة وقال “كتبت منذ عام تقريبا عن الغابات وثرواتها الضائعة وسوئ إستثمارها(أو إهدارها) والمافيات النافذة…..والواصلة”
واضف بن فرج في تدوينة له على الفيس بوك: منذ شهرين تقريبا، أصدر سمير بالطيب مرسوما تاريخيا بسحب جزأ من الغابات من البتّة العمومية ووضعها على ذمة أهالي المناطق الغابية (عملة واصحاب شهادات عليا) المنتظمين في مجامع تنمية فلاحية
وأعلن بالمناسبة إطلاق برنامج عملاق بتمويل من البنك الدولي (290 مليون دينار) يهم 25 منطقة غابية في 8 ولايات
البرنامج يقوم على استثمار المنتوج الغابي في إطار شراكة بين الدولة (وزارة الفلاحة) ومجاميع التنمية الفلاحية(الاهالي) والفاعلين الاقتصاديين (المستثمرين الخواص) تؤدي الى :
•خلق وتمويل عشرات آلاف مواطن الشغل لاصحاب الشهادات العليا
•نقل مئات آلاف المواطنين من العمل المهمش والهش( في الnoir) الى العمل المنظم والقانوني
•تثبيت الاهالي في مناطقهم عبر خلق مصادر الثروة والرزق (مكافحة الارهاب بالتنمية++++)
•تطوير المنظومات الانتاجية(développement de filières) مثلا: الإكليل، الريحان، الخفّاف، الخشب، الفحم، الحلفاء الخ الخ الخ
في البرنامج أيضا استثمارات تكنولوجية وصناعية وبحثية صغرى ومتوسطة وكبرى لاستخراج القيمة المُضافة العالية من منتوجاتنا الغابية عوض تصديرها في شكل مادة خام أو الاقتصار على الزيوت النباتية
البرنامج يُعتبر ثورة حقيقية في ميدان الفلاحة و الغابات وثورة قانونية في تعاطي وزارة الفلاحة مع القطاع، للامانة لم يجرأ عليها أي مسؤول أو وزير منذ عقود
إليكم بعض الارقام لتفهموا حجم النقلة النوعية والكمية لقطاع الغابات :
•الدولة تصرف 160 مليار على الغابات وتربح أقل من 50 مليار سنويا(مداخيل مباشرة)
•مداخيل الغابات تمثل أقل من 0,1 ٪ من الناتج الوطني الخام (في المغرب يمثل منتوج الغابة 3٪من الPIB أي 3 مليار دولار)
•رقم المعاملات العالمي من النباتات الطبية والعطرية (plantes aromatiques et médicinales)يقارب الستين مليار يورو حاليا وسيصل الى 500 مليار دولار في سنة 2050
يطمح البرنامج لجعل تونس تفتكّ من 1 الى 5٪ من السوق العالمية (أعملو الحساب)
التحدي الذي أعلن عنه وزير الفلاحة مؤخرا هو تركيز ثلاث مشاريع نموذجية هذه السنة: القيروان، فرنانة وسجنان وهو ما يُعتبر معجزة إدارية وإجرائية حقيقية
لذلك، سأقتصر اليوم على توصيف أهمية المشروع حتى نبقى إيجابيين ولكن…..
تفهمون جيّدًا أن مصالح عديدة قد وقع ضربها بهذا المشروع وخطوط حمراء عديدة تم تجاوزها ومناطق محرّمة تم إقتحامها وأنتظر شخصيًّا أن يتكاتف أصحاب “النوايا الطيبة” من أبناء الحلال لإفشال البرنامج.
شخصيًّا سأعتبر ذلك خيانة وطنية وتآمرًا موصوفا علي الدولة وأمنها وعلى الشعب وثرواته، وسيكون الرأي العام شاهدا على ما سيحدث.
أعتبر أن هذا البرنامج حلما وطنيًّا بامتياز ونجاحه وحمايته أولوية قصوى تتطلّب إلتفافا والتزاما كبيرا من الجميع : إعلاميا وسياسيّا وشعبيا
شارك رأيك