علّق الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي اليوم الاثنين 12 مارس 2018، على مسالة المطالبة بالمساواة في الميراث، والتي اثارت جدلا كبيرا في صفوف التونسيين.
وقد حذّر الشندرلي من استغلال المراة ومطلب المساواة لبلوغ اهداف سياسية.
وقال الشندرلي : ” لجنة الحريات الفردية والمساواة تثير فتنة كبرى في مجتمعنا التونسي؟
إن الذين أوقدو نار الفتنة في مجتمعنا التونسي بدعوتهم للمساواة في الميراث بين الذكر والأنثى نسأل الله لنا ولهم الهداية.
فالله سبحانه وبالتحديد في سورة “آل عمران يقول هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ [آل عمران: 7].فأطلق المحكم في هذه الآية على واضح الدِّلالة على سبيل الاستعارة؛ لأنَّ في وضوح الدِّلالة منعًا لتطرُّق الاحتمالات الموجبة للتردُّد في المراد،
ولقد اختلفَ رجالُ الأصول في تعريف المحكم والمتشابه، وأحسن تعريف هو: أنَّ المحكم ما له دلالة واضحة، والمتشابه ما له دلالة غير واضحة، وقد عرَّفوا أيضًا المحكم بأنَّه ما لا يحتمل من التَّأويل إلاَّ وجهًا واحدًا، والمتشابه ما احتمل عدَّة أوجه فإنزال هذه الآية ” “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” من لدنه جل وعلا لا اجتهاد في نصها
الشرعي قطعيِّ الدِّلالة ولا الثُّبوت، وإنَّها واضحة الدِّلالة، فهي نصٌّ قطعيٌّ لا مجالَ للاجتهاد فيها بالنَّسخ أو التَّبديل أو التَّحريف أو التَّحوير.
فالآية تُنادي بعدم المساواة في الميراث بين الجنسين، فلا مجال للخوض في أيات الله المحكمات لنضعها موضع تحريف أو مزايدات أو كسب نقاط سياسية فتعالى الله وتعالت أياته علوا كبيرا فمثة من أول هذه الدعوى (ديوان الإفتاء )”بقوله تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” “فهذا التأويل باطل وأخرج عن فهمه الصحيح.ومردود على أئمة البلاط.
إن كتاب الله مقدس لا تبديل لأحكامه ،ولقد كرّم المرأة وأعزّها ورفع مكانتها فهي الأم والبنت والأخت والزوجة والمناضلة والقاضية والدكتورة وعي المبدعة والخلاقة وهي التي تجوب السماء بعلمها وقدرتها فألف تحية لها ولعيدها ولتبقى منارة للخضراء ولا نستعملها ورقة من الأوراق السياسية….!؟
وللتذكير فقد تم مساء السبت 10 مارس 2018، تنظيم مسيرة بالعاصمة للمطالبة بالمساواة في الميراث بين الرجل والمراة، وهو مقترح كان قد اعلن عنه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في 13 اوت 2017.
شارك رأيك