خلال حضوره اليوم الثلاثاء على قناة الوطنية الأولى، شدّد المؤرّخ الجامعي خالد عبيد أنّ التاريخ علم قائم الذات وأنّ كلّ ما يروّج هذه الأيّام حول مسألة الاستقلال ومزاعم عدم حصول تونس على استقلالها وبأنّها مازالت مستعمرة فرنسية ليس إلاّ الحرث في البحر لأنّ هذه المسائل محسومة منذ مدّة من طرف المؤرّخين المختصّين.
وعليه لا فائدة في طرح مثل هذه الأسئلة التي لا معنى لها خاصّة وأنّ من يطرحها إنّما في نطاق التجاذبات السياسية وهي تنمّ عن جهل أصحابها بعلم التاريخ فهم ليسوا سوى هواة يروون رواية وفي هذا الإطار، فنّد المؤرّخ خالد عبيد مرّة أخرى مزاعم هيئة الحقيقة والكرامة في ما يخصّ الوثائق التي نشرتها إذ بيّن مدى ضحالتها وخاصّة أنّها حققت عكس ما كانت تهدف إليه الهيئة إذ بيّنت هذه الوثائق عندما يمحّصها المؤرّخ مدى استماتة رموز الدولة الوطنية في الدفاع عن المصالح الوطنية التونسية العليا وأكّد أنّ ما نشرته الهيئة يتضمّن العديد من المغالطات والأخطاء ذكر بعضها في المباشر. وفي الأخير، اعتبر خالد عبيد أن لا خلاص إلاّ من خلال اتّباع “الطريق الثالث ” في قراءة ذاكرتنا الجماعية والذي لا يمكن أن يقوم به إلاّ المختصّين وليس الهواة أو المتطفّلون، لأنّهم سيسيئون إلى كتابة التاريخ بتوهّمهم أنّهم يكتبون في التاريخ بينما ما يقومون به مجرّد رواية أو سرد لا يرتقي إلى العلمية بالمرّة، والطريق الثالث في نظره يقوم على قراءة متوازنة لذاكرتنا تبتعد عن التخوين كما التقديس وترى أنّه هناك تاريخ واحد لكلّ التونسيين بإيجابياته نراكم عليها وبسلبياته نتجنّبها بعد أن نتعظ منها، ولهذا كلّه، فإنّ المؤرّخين يتدخّلون في وسائل الإعلام عندما يلاحظون توظيف التاريخ لضرب هذا التوجّه أو ذاك مثلما هو حاصل الآن.
وإليكم الرابط كاملا لتدخّل المؤرّخ خالد عبيد في برنامج 75 دقيقة على الوطنية الأولى:
https://www.facebook.com/ConVivgam/videos/1593693927346243/
شارك رأيك