من الجزائر:عمّــــــار قـــــردود
أعلن مصدر مسؤول بشركة الخطوط الجوية الجزائرية لـــــ”أنباء تونس” أن شركة الطيران الجزائرية الحكومية “إير ألجيري” قررت رسميًا إطلاق خط جوي مباشر لكنه غير منتظم يربط بين الجزائر و جزيرة جربة بولاية مدنين التونسية بداية من العام المقبل 2019،و أن أول تجريب للرحلة الجوية سيكون أواخر العام الجاري.
و عن سبب عدم إنتظام الخط،أفاد ذات المصدر بأن ذلك يعود إلى أسباب تجارية و إقتصادية محضة،حيث أن السائح الجزائري لم يتعود بعد على السفر إلى “جزيرة الأحلام” التونسية إلا خلال السنتين الأخيرتين،كما أن تلك الجزيرة تلقى توافدًا كبيرًا خاصة خلال فصل الصيف و متى شهد الخط فعالية تجارية و إقبال كبير من طرف الزبائن سيتم تنظيمه و ترسيمه بشكل نهائي بعد ذلك بالتنسيق مع السلطات التونسية.
و قد أكد بلقاسم عوينة ممثل الخطوط التونسية للطيران لـــــ”أنباء تونس” إطلاق الخط الجوي المباشر بين جربة و الجزائر مشيرًا إلى أن هناك رحلات جوية بين الجزائر و جربة لكنها غير منتظمة و أنه يأمل في أن يكون هناك خط جوي مباشر و منتظم بين الجزائر و جربة قريبًا في إنتظار الحصول على التراخيص اللازمة من السلطات الجزائرية و التونسية المعنية على حد سواء.و أفاد عوينة أنه تم تنظيم السنة الماضية 2016 رحلات جوية بين الجزائر و جربة لكنها لم تكن مباشرة و غير منتظمة.
و أعلن عوينة عن تخفيضات بـــ30 بالمائة في أسعار الرحلات الجوية بين الجزائر و جربة لتشجيع السياح الجزائريين على السفر إلى جزيرة الأحلام التونسية و إيجاد وجهة سياحية جديدة غير تلك الوجهات السياحية التقليدية المعروفة لدى الجزائريين كالحمامات و سوسة و تونس العاصمة و بنزرت.
هذا و كان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قد تعهد في مارس 2017 بمضاعفة الرحلات الجوية بين تونس وجربة مع إمكانية فتح خط جربة – الجزائر قريبًا،حيث تعهد الشاهد بمضاعفة الرحلات الجوية بين جزيرة جربة وتونس العاصمة لتسهيل تنقل الأهالي من أجل قضاء شؤونهم وذلك إثر تشكيات عدد من أهالي المنطقة خلال زيارته لولاية مدنين آنذاك.
كما أفاد يوسف الشاهد إن لجنة مشتركة تونسية جزائرية ستنعقد لاحقًا-و هو ما تم بالفعل- للنظر في إمكانية إحداث خط يربط بين جزيرة جربة والجزائر، وفق قوله.
جربة…جزيرة الأحلام “الواقعية” في تونس
جربة هي جزيرة الأحلام” التونسية، تُعتبر أكبر جزيرة موجودة في الشمال الإفريقي (125 كيلومترًا)، وتقع في خليج قابس. تمتد بينها وبين البرّ التونسي طريق طولها 7 كيلومترات، وهي طريق أنجزها الرومان وتؤدي إلى مدينة جرجيس. ومن شاطئ قرية مزراية تبدأ شبه جزيرة رأس الرمل، وهي من الأماكن السياحية البارزة في الجزيرة.
توالت الثقافات والحضارات على هذه الجزيرة المتميزة والفريدة منذ آلاف السنين، بدءًا بالفينيقيين والرومانيين والبيزنطيين وانتهاء بالفتح الإسلامي ثم العثمانيين ثم الاستعمار الفرنسي.
يتميز مناخ جربة باعتداله، كما تتميز أراضيها بالخصوبة والإنتاج الزراعي. أكبر مدنها هي حومة سوق، ويصل عدد السكان فيها إلى قرابة 70,000 نسمة. وتشكل جربة مكانًا سياحيًا كبيرًا وبارزًا وشعبيًا، خصوصًا بين الفرنسيين والألمان والإيطاليين، وهي مشهور بشواطئها الجميلة ومشاهد غروب الشمس المذهلة. كما تجدون في جربة مكانًا شبه أخير لوجود اللغة البربرية في تونس.
والكثيرون من محبي أفلام “حرب النجوم” يحبون ارتيادها حيث صُورت فيها مشاهد من أول فيلم في السلسة عام 1977 في بلدة أجيم.
وتتمتع هذه الجزيرة بفعاليات ومهرجانات غير قليلة وجذابة، منها: مهرجان أوليس ومهرجان فرحات يامون للمسرح والفنون الركحية ومهرجان الفلم الأسطوري وملتقى البشير التليلي. ويمكنكم العبور من مدينة أجيم إلى الجّرف في الجزيرة عبر العبّارة (البطّاح).
أزيد من ربع مليون سائح جزائري زارو تونس منذ بداية 2018
و من جهة أخرى،كشف مدير الديوان التونسي للسياحة بالجزائر “فؤاد الواد” خلال ندوة صحفية عقدت بفندق الجزائر،أمس الأحد، أن عدد الجزائريين الذين توافدوا على تونس للسياحة، منذ بداية السنة الحالية 2018 بلغ 300 ألف سائح، و أشار الواد أن عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تونس السنة الماضية 2017 قد بلغ 2.5 مليون سائح، بنسبة ارتفاع تقدر بـ25 بالمائة، وسط توقعات بوصول العدد إلى 3 ملايين سائح جزائري هذه السنة بحسب ما أفادت بذلك وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي منذ أسبوع.
وأشار المسؤول التونسي في المؤتمر الصحفي الذي تناول التحضيرات الجارية للطبعة الثانية للقاءات الثنائية بين المستثمرين السياحيين الخواص الجزائريين والتونسيين المنتظرة من 18 إلى 20 افريل المقبل في المنستير بتونس، إلى أن الهدف من هذه اللقاءات هو توقيع اتفاقيات بين المتعاملين الخواص في مجال السياحة العلاجية من أجل إقامة مشاريع سواء في الجزائر أو في تونس، مؤكدًا أن الطبعة الثانية جاءت بعد نجاح الطبعة الأولى المنظمة السنة الماضية والتي كللت بتوقيع عدة اتفاقيات.
20 بالمائة من زبائن عمليات التجميل في تونس جزائريات
و أشارت مديرة شركة “ليا كوم افنتس” التونسية “أسيا بلعيد” لــــ”أنباء تونس” أن 20 بالمائة من عمليات التجميل التي تُجرى في المصحات و العيادات المختصة التونسية تستفيد منها النساء الجزائريات،و لكنها رفضت تقدير قيمة الفوائد المالية و لكنها قالت أنها “معتبرة”
وأضاف الواد، أن تونس تسعى لأن يكون الموسم السياحي متواصلاً طوال السنة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تنويع مجالات السياحة، وعلى رأسها السياحة العلاجية، حيث إن تونس تحتل المرتبة الثانية بعد فرنسا في هذا المجال.
و أوضحت آسيا بلعيد أن الهدف من هذه اللقاءات هو الخروج باتفاقيات شراكة واستثمار في مجال السياحة العلاجية، وتمكين الجزائريين مستقبلاً من العلاج هنا في الجزائر وليس في الخارج، مشيرة إلى أن شريكها التونسي “أ. أش. كونساي” نظم الطبعة الأولى العام الماضي.
هذا و تنتشر العشرات من المراكز الاستشفائية في تونس التي توفر للزوار كل احتياجاتهم وتتيح لهم الابتعاد أكثر عن ضغوط الحياة،حيث توجد المئات من منابع المياه الجوفية المنتشرة في كامل تونس حيث العيون الحارة والمياه المعدنية، التي باتت عصب المراكز العلاجية وبات الآلاف من الزوار يفضلون الاستمتاع في المنتجعات المقامة حولها.
و إلى جانب السياحة العامة،باتت تونس كذلك وجهة سياحية علاجية للجزائريين أيضا حيث توفر المراكز كافة احتياجاتهم تحت إشراف طبي متكامل من المختصين في هذا المجال، ولتكون بديلا لهم عن الوجهات الأوروبية التي قد يواجهون فيها صعوبات تتعلق بالبرامج العلاجية.
وتتوفر مختلف المدن التونسية منذ القدم على حمامات شعبية، ومع مرور الزمن بدأت تظهر المراكز العلاجية المتطورة مدفوعة بدراسات أعدها مختصون في العلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر والمياه الحارة التي اشتهرت بفوائدها العلاجية.
تونس تتوفر على 60 مركزًا للعلاج بمياه البحر و40 مركزًا للعلاج بالعيون الطبيعية الحارة
والمنتجعات العلاجية بالمياه المعدنية الحارة والطبيعية بفضل العيون والينابيع التي تجمع خصائص استشفائية مميزة مثل التنحيف وآلام الظهر والمفاصل والأمراض المتعلقة بالعين والأنف والحنجرة.
أما العلاج بمياه البحر، الذي يشكل في الوقت الحالي حلاً فريدًا للكثير من المشاكل الصحية مثل مخلفات الحمل والولادة والتوتر النفسي، فإن نجاح التجربة مضمون بفضل الإمكانيات التي توفرها تلك المنتجعات،حيث تنتشر على كامل التراب التونسي أماكن استشفائية كثيرة من بينها 60 مركزًا للعلاج بمياه البحر و40 مركزًا للعلاج بالعيون الطبيعية الحارة.
ومن أبرز المنتجعات العلاجية العيون الحارة الموجودة بمدينة قربص التابعة لولاية نابل وعيون في حمام بورقيبة التابعة لولاية جندوبة وأخرى في مدينة جبل الوسط بولاية زغوان، فضلاً عن المركز الاستشفائي في مدينة جربة التابعة لولاية مدنين.
وتستغل تلك المراكز الأربعة 50 مركز علاج بالمياه الطبيعية و30 حمامًا تقليديًا وأكثر من 50 مركزًا للمعالجة بمياه البحر و18 نبعًا جوفيًا حارًا، فضلاً على ما يزيد عن 50 مركزًا للنقاهة.
وقربص المدينة الجبلية الصغيرة التي تبعد عن العاصمة تونس نحو 65 كلم شمالاً، وتطل على البحر المتوسط، شهيرة بعيونها المائية إذ تتدفق فيها مياه حارة مليئة بالأملاح المعدنية والكبريت، وينصح بها الأطباء لمعالجة أمراض عضوية كثيرة.
وتتيح المدينة للسياح السباحة حتى في فصل الشتاء بفضل عيون المياه الطبيعية التي تتدفق بدرجة حرارة تقارب الـ75 درجة مئوية وتصب مباشرة في البحر، وهو ما يسمح للزوار بالسباحة والاستمتاع بدفء المياه الممتزجة بملوحة البحر.
ووسط تلك المناظر الطبيعية الجذابة والخدمات العلاجية المميزة يستمتع زوار المدينة الجبلية بخدمات سكانها الذين احترفوا عدة مهن تقليدية كالنقش والزخرفة وإعداد القلادات والتحف، علاوة على تقديم أطيب أنواع الأطعمة والمشروبات.
أما المرادي بحمام بورقيبة فيعتبر الوجهة الأمثل لعلاج أمراض العظام والمفاصل عبر الجمع بين فضائل المياه المعدنية العلاجية المتمثلة في المياه الكبريتية والطحالب المعدنية ومزايا المناخ الطبيعي الملائم من شمس وهواء نقي وجاف.
أما جزيرة جربة بالجنوب التونسي و التي اختيرت في عام 2014 عاصمة متوسطية للعلاج بمياه البحر،فهناك مركز للاستشفاء بالمياه المعدنية بمواصفات عالية، حيث يعتمد أساسًا على تقنيات متطورة تجعله يصنف كأحد أبرز المراكز الاستشفائية في حوض المتوسط والأكبر في القارة الأفريقية حيث بإمكانه استقطاب ألفي زائر يوميًا.ويوفر المركز علاجًا للزوار المصابين بأمراض الجلد والضغط النفسي والروماتيزم والأنف والحنجرة والأمراض الصدرية وتقويم الأعضاء والسمنة.
حوالي 3 ملايين و نصف المليون تونسي يزورون الحمامات المعدنية
ومن أهم الحمامات بالمياه المعدنية في تونس، حامة قابس والزريبة (زغوان) وحمام بنت الجديدي (نابل) وحمام بورقيبة والصالحين (جندوبة) وحمام ملاڤ (الكاف) وعدّة حمامات بقبلي،مع العلم أن عدد التونسيين الذين يزورون حمامات المياه المعدنية يبلغ 3 ملايين و300 ألف تونسي منها مليون تونسي يتجهون نحو حامة قابس.
شارك رأيك