فتحي التليلي
لاحديث هذه الايام سوى عما يفعله الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي حينما اصرّ ان يجعل من التلاميذ حطبا لاشعال حرب الاساتذة مع وزارة التربية.
فالكل متفقون على ان قرار حجب الاعداد قرار خاطئ فيه اعتداء على الطفولة و الكل دعوا طرفي النزاع الى التفاهم بعيدا عن المس من حق التلاميذ واوليائهم المشروع في جني ثمار مجهوداتهم من خلال منحهم بطاقات اعدادهم.
لسعد اليعقوبي هو بالتأكيد فرد في صيغة الجمع و جمع الاساتذة الذين يمثلهم منخرطون معه في نفس الحرب -هم يعتبرونها كذلك- مستعملين في ذلك الحق النقابي الذي تحوّل في هذه البلاد الى غول يهدد بالتهام كل من يعارضه. واصبح الحديث يدور همسا و علنا عن ديكتاتورية اتحاد الشغل مقابل ديمقراطية الدولة وهو ما جعل الموازين تقلب رأسا على عقب سياسيا و اجتماعيا ..وتلك حكاية اخرى.
يذكرني اليعقوبي بالملقّب بـ «تأبّط شرا » وهو أحد الشعراء الصعاليك في الجاهلية يدعى ثابت بن جابر و قد حكي عنه أنه وجد الغول في الصحراء في هيأة خروف، فوضعه تحت إبطه ودخل على أهله، فلما رأوه وعرفوا أنه الغول قالوا: يا ثابت تأبطت شراً، فألقى به، فلقّب تأبط شراً .و قيل في رواية أخرى عن ذات التسمية أن أمه قالت له « كل إخوتك يأتونني بشيء إذا راح غيرك فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه فلما راح أتى بها في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً. وقيل لقب بتأبط شرا لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت أبطه فقالت أمه مرة: تأبط شرا، فلقب بهذا اللقب».
لسعد اليعقوبي و الاساتذة يخوضون حربا بمفهومهم وهي ليست كذلك ووزارة التربية ربما لم تحسن التفاوض ولم تحسن الاستماع لمشاغل هؤلاء و التجأت الى الحلول السهلة(الحرمان من المرتب مقابل حجب الاعداد) وكسب التعاطف الشعبي .غير ان الطرفين فشلا في تسويق خطاب اعلامي واضح يجعلنا نفهم حقيقة الصراع و مسار التفاوض لاني اجزم ان اكثرنا غير فاهم لما يحدث بين الوزارة و الجامعة العامة للتعليم الثانوي.
شارك رأيك