نشر القيادي في حركة مشروع تونس الصحبي بن فرج اليوم السبت 24 مارس تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك حول الوضع الذي تعيشه تونس في الوقت الراهن .
و جاءت تدوينته كالتالي :
“أتمنى الا نندم قريبا على تفريطنا في فاصل الحرية و الديمقراطية الذي منحنا إياه الشعب التونسي في لحظة تاريخية قد لا تتكرر
أخشى فعلا أنهم نجحوا(أو نجحنا) في أن يصل الشعب التونسي الى نقطة الندم على خروجه يوما مطالبا بالشغل والحرية والكرامة الوطنية،
نهلْنا من الحرية الى حد الفوضى واللامسؤولية وتركنا ثقافة العمل وأهملنا الشغل وتجاهلنا الكرامة الوطنية وصرنا نقترض رواتبنا من وراء البحار، ونبدّد مقدراتنا وطاقاتنا وندير الدولة بعقلية القرن الماضي وندير معاركنا بعقلية التذاكي والتحايل والتنافق وندير خلافاتنا بمنطق عليَّ وعلى أعدائي……..هدمٌ هدمٌ هدمٌ بدون بناء
مشهد يحيلنا على تاريخ طويل من سقوط دول وانهيار عروش وتعطل ديموقراطيات
المصيبة أنه كانت (ولا تزال) لدينا كل أسباب النجاح والرقي والتقدم: بلد صغير، موقع استراتيجي في قلب العالم، شعب متعلم ومتحضر، نخبة ممتازة، يد عاملة رخيصة وكفئة و راسمالية وطنية متنورة ونقابات وطنية عريقة
بعد سبع سنوات عجاف، ماذا نرى؟
رئيس دولة يتحكم في البلد بالتوافق، يفاوض، يناور، يجتمع، يخطب…..يتحكم في خيوط اللعبة ولكنه لا يحكم
رئيس حكومة أسيرٌ لدى الاحزاب والمنظمات والتيارات والدستور والبرلمان…..مضافٌ اليهم وثيقة قرطاج، وممنوع عليه أن يحكم
برلمان يجتمع وينقد ويشرّع، ويجتمع وايضا لا يحكم
وزراء يعيشون أيامهم على إيقاع تغيير الحكومات، يمثلون أحزابهم أو أحبابهم أو أنفسهم ولا يقررون شيئا
نقابات العمال والاعراف تتصرف وكأنها هي الدولة
إدارة معطلة ، نخبة ضائعة ،شعب لا يعمل وإعلام منفلت
سياسة الارض المحروقة بعضها ممنهج مبرمج وموجه وبعضها عفوي غرائزي انتحاري ……الكلّ ضد الكل، المعلمين ضد الأولياء والمواطنون ضد القضاة ، والقضاة ضد الامن والأمن ضد الاعلام واالاطباء الشبان ضد الاطباء الأساتذة والجميع ضد السياسيين والسياسيين ضد بعضهم البعض الخ الخ
المستشفيات متوقفة،المدارس متعطلة،المؤسسات العمومية مفلسة، الصناديق الاجتماعية فارغة ، المالية العمومية في غرفة الانعاش ……ولا أحد مستعدّ لتحمل المسؤولية ولا حتى تحديد المسؤول عن الكارثة
هل نحن شعب لا يستحق الديموقراطية؟ أم نحن نخبة غير مؤهلة لممارسة الديموقراطية؟
هل أن كل ما يقع مجرد صدفة؟”
شارك رأيك