بقلم فتحي الهمامي
هل هذا هو مآل مسار العدالة الانتقالية التونسية؟ هل هذه هي نتيجة مسيرته التي امتدت لأربع سنوات؟ سباب ، شتم ، تعدي على أعراض الناس، مزايدات ، خصومات لا تنتهي ، تجاذبات سياسية، صراعات شخصية ، انقسامات، عداوات، شحن للعواطف ، تشكيك ، عراك بالأيدي، تهجمات مجانية، خطب رعناء… كل ذلك في أجواء مملوءة بروح التشفي و الكراهية !
و السؤال هنا ، أليس من أهداف مسار العدالة الانتقالية تبريد جراح الماضي و طي صفحته الأليمة وتجنب روح الانتقام للوصول إلى الوئام و المصالحة ؟ أليس من غاياته انقاذ ضحايا الاستبداد من التوظيف و الاستعمال السياسوي ؟ أليس من مراميه أخذ العبرة من انتهاكات الماضي و الاتعاض من تجاوزاته حتى لا تتكرر و التي منها التنكيل بالخصوم السياسيين؟
لكن للأسف تتربص علامات الفشل بهذا المسار و تهدده بالانهيار ! فلقد أوقعت و/ أو أوقعوا هيئة الحقيقة و الكرامة – نفسها – في مطب التجاذب السياسي منذ نشأتها (التسميات على أساس المحاصصة) و في مسار أعمالها (أنظر جلسة ضحايا الرش) و في منطوق خطابها (سياسي و غير حقوقي – حاد و غير توفيقي)، زاده الادارة الغير موفقة لرئاستها !
كما لم تستطع أن تسمو بأعمالها خارج التوظيف السياسي و أن يستوعب مسار العدالة الانتقالية خصومه المتربصين به و يقنعهم بأنه قائم على انصاف الضحايا بأقل كلفة من التشفي بل على العفو و ليس على الانتقام.
فأين هم عقلاء هذا الوطن للقيام بمبادرة تنقذ مسار العدالة الانتقالية لاستكماله في أجواء هادئة و بناءة ؟ لأن ذلك من ضرورات الانتقال الديمقراطي .
فهل يفكر خصوم هيئة الحقيقة و الكرامة في أن مواصلة مسار هذه العدالة الخصوصية أهم من رصد أخطاء الهيئة و رئيستها؟ و هل يفكر أعضاء هيئة الحقيقة و الكرامة و خصوصا رئيستها في انقاذ مسار العدالة الانقالية من مآل الفشل و لو على حساب ذواتهم و مواقعهم ؟
*فتحي الهمامي هو ناشط حقوقي
شارك رأيك