الرئيسية » الفلاحة الحافظة في تونس مشروع نموذجي رائد ينتظر دعم الدولة

الفلاحة الحافظة في تونس مشروع نموذجي رائد ينتظر دعم الدولة

في إطار حملة توعوية حول الفلاحة الحافظة، واكبت “أنباء تونس” عملية مسح بمنطقة “طبابة” من جهة نفزة التابعة لولاية باجة، شملت المزارعة هدى البوغديري.وتندرج عملية المسح هذه والتي واكبتها “أنباء تونس” في إطار المشروع النموذجي “الفلاحة الحافظة المطرية” الذي يشرف عليه الأستاذ منصف بنحمودة من المدرسة العليا للفلاحة بالكاف بشراكة مع المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم.
تهدف عملية المسح إلى تقييم تطوّر مكتسبات المزارعين المنخرطين في المشروع النموذجي وذلك لإبراز نجاعة التمشي والآليات المعتمدة.
ويندرج هذا المشروع النموذجي ضمن مشروع تشرف على إنجازه مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي تحت عنوان “تثمين نتائج البحث في مجال المياه” يهدف إلى تجربة وإحداث منهجية جديدة لنقل نتائج الأبحاث. يدعم تنفيذ هذا المشروع برنامج “دعم السياسات العامة في مجال المياه” المموّل من الإتحاد الأوروبي.
والفلاحة الحافظة هي بديل للفلاحة التقليدية، وتعتمد البذر المباشر دون حرث الأرض.
ويهدف المشروع النموذجي، الذي تم إنجازه في ولايتي باجة والكاف، إلى جانب تطبيق منهج جديد لنقل نتائج الأبحاث في المجال، إلى تدريب المنتمين إلى هياكل التنمية من فنيين و مهندسين وكذلك المزارعين، على التقنيات الجديدة التي تم تطويرها، والتي من شأنها أن تساهم في تحسين إدارة الموارد المائية المُتاحة.
هذا وقد تم اختيار وتأطير المزارعين المعنيّين بهذا المشروع النموذجي على أساس مسح علمي وباعتماد مقاييس و مؤشرات محدّدة مسبقا.
هدى البوغديري، مزارعة بجهة “طبابة” من منطقة نفزة التابعة لولاية باجة، انتفعت بمشروع الفلاحة الحافظة في جهتها، أفادت لنا بأنها سعيدة بهذه التجربة.
وأكدت هدى أنها ستواصل تجربتها في الفلاحة الحافظة، لاسيّما وأن هذه التجربة حقّقت منافع لأرضها، من ذلك وفرة الإنتاج والمحافظة على جودة التربة والغطاء النباتي.
في المقابل، أشارت هدى إلى وجود بعض الإشكاليات التي تعترضها في الغرض، من بينها غياب التأطير من مصالح الإرشاد الفلاحي بالجهة.
يشار إلى أن المشروع في مراحله النهائية حاليا، حيث من المنتظر أن ينتهي مع موفّى شهر جوان 2018، ويشمل في الواقع أربعة مزارعين من ولاية باجة و 4 آخرين في ولاية الكاف.
وفي هذا الإطار، بيّن منصف بنحمودة، الأستاذ الجامعي بالمدرسة العليا للفلاحة بالكاف والمدير المشرف على المشروع النموذجي، أن الفلاحة الحافظة ترتكز بالأساس على عدم حرث الأرض والمحافظة على غطاء نباتي مستمرّ يكون جافّا أو أخضر وأفاد بأن الفلاحة الحافظة تعتبر من أهم تقنيات التعامل مع التغيّرات المناخية.
كما أوضح بنحمودة أن الفلاحة الحافظة تعني ببساطة الفلاحة السانحة، أي إنتاج محاصيل مستمرّة طيلة فصول السنة ضمن آلية التداول الزراعي.
وعن المعوقات التي تعرقل اعتماد الفلاحة الحافظة في بلادنا, قال بنحمودة إن الإشكال يكمن في عدم وجود إستراتيجية وطنية في هذا الخصوص، بالإضافة إلى ضعف التكوين العلمي والأكاديمي في تقنيات التعامل مع المناخ.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.