الرئيسية » الذكرى 80 لعيد الشهداء : تونس إلى أين؟

الذكرى 80 لعيد الشهداء : تونس إلى أين؟

بقلم لطفي الشندرلي 

تحتفل تونس اليوم 9 أفريل بذكرى عيد الشهداء، ذكرى من سبقوا مضحّين بأرواحهم في سبيل استقلال الوطن، ذكرى من توّجوا نضالهم بتاج الشهادة حين رووا تراب الوطن بدمهم الغالي.

فقد شكلت ذكرى 9 أقريل 1938، منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني فكان هذا اليوم تكريما لهم بإحياء ذكرهم وشكرهم والصلاة على أرواحهم الطاهرة ساكنات جنّان الخلد في عليّين بجوار الأنبياء والصدّيقين، قال تعالى: « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

نحيي ذكرى شهداء 9 أفريل 1938 لنستذكر قيم الشهادة والتضحية والفداء وحبّ الوطن ففي هذا اليوم تجلّت وطنيّة المناضلين وإنسانيّتهم وثوريّتهم للدفاع عن وطنهم وطرد المستعمر وصدّ كل عدوان، فقدّموا أرواحهم فداءً له وحفاظا عليه فكانوا هم الأحق بالتكريم وذكر سيرهم تقديراً واحتراماً وإجلالاً لأرواحهم الطاهرة حتى يقتدي بهم أبناء البلاد الأحرار.
نعيش هذا العيد وتونس منهكة إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وقد تغلغل فيها الإسلام السياسي الذي سار بنا اإلى الفقرو البطالة وتأزم الأوضاع و تفشي الفكر المتطرف .
تعويضات بدعوى مناضلين قبعوا في السجون وتغلغل في مفاصل الدولة وقصور فاخرة وسيارات فخمة وتمويلات خارجية (قطر تركيا) …… ؟ والشعب المسكين يئن أنينا ؟
مزايدات سياسية وحملات إنتخابيّة وتكتيتات أفعوية لضمان البقاء والخلود …..
لزاما علينا اليوم أن نقف في هذا العيد على عبر كبيرة وأن نذكر الأجيال الصاعدة بتاريخهم والتعرّف على القيادات التاريخية التي سطّرت ملحمة الاستقلال
الاحتفال بعيد الشهداء يجب أن يكون عيدا لتجميع القوى السياسية في البلاد من أجل توحيد أبنائه وتذكيرهم بمعاني الشهادة وفداء الوطن وبذل النفيس من أجله دونما تفكير في غنيمة أو مصلحة أو مزايدة عليه كما هو حال تونس اليوم فإلى أين نحن ذاهبون بهذا البلد الأمين …؟

*لطفي الشندرلي هو رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.