علّق النائب عن كتلة الحرة الصحبي بن فرج، على نجاح الجيش العربي في تحرير الغوطة، وتواتر الحديث عن استعمال الاسلحة الكيمياوية ضدّ المدنيين.
وقال بن فرج في تدوينة له على صفحته الرسمية فيسبوك: “الجيش العربي السوري يحرر الغوطة خلال أسابيع، ويتأهب لتحرير آلاف المخطوفين المحتجزين في دوما قبل انسحاب إرهابيي جيش الاسلام
فجأة يتعطل تطبيق الاتفاق ، وتُطلق قذائف على دمشق ويندفع الجيش لتحرير دوما بالقوة وتنتشر فيديوهات عن هجوم كيمياوي على المدنيين في دوما
في الوقت التي كانت فيه دوما على وشك السقوط نهائيا، والمخطوفين السوريون في طريقهم للحرية والمسلحون مسلّمون بحتمية ركوب الباصات البيضاء،
ما مصلحة دمشق في استعمال الكيماوي؟
ما مصلحتها في إعطاء ذرائع التدخل العسكري الامريكي والغربي الذي قد يعطّل نصرها وربما يحوله الى حرب شاملة غير مضمونة النتائج؟
ما مصلحتها في تشويه نصرها وإحراج حلفائها بجريمة نكراء مجانية؟…استعجال الحسم مثلاً ؟ وقد كان الحسم يتسارع أمامها.
هل هو الانتقام؟ وقد تسنى لها الانتقام في عشرات المناسبات بعد تحريرها لعشرات المناطق ولم تفعل
الجنون والهَبل والغباء؟ وكل مسار الحرب يدل على ذكاء تكتيكي ودهاء استراتيجي في قيادة وإدارة حرب دولية معقّدة
في مراحل مفصلية من الحرب السورية، راهن شقّ من أطراف العدوان على سوريا على الدفع بامريكا والعالم الى حرب شاملة تغيّر مسار المعركة وتطيح بالدولة السورية أو بالحد الأدنى تفرض أمرا واقعا مستداما: التقسيم الفعلي لسوريا الى مناطق نفوذ متعددة ومنع عودة الدولة السورية الموحدة وكانت الذريعة دائما مجازر يرتكبها”النظام” بحق المدنيين
وكان السيناريو الجاهز هو نفس سيناريو إنقاذ ليبيا وبنغازي، الذي نفذه الرئيس المرتشي وقاتل العقيد القذافي نيكولا ساركوزي
راجعوا تصريح باراك أوباما حول نجاحه في تفادي هذا الاستدراج
تكرّر ذلك بمناسبة “قصف بابا عمر” 2012 ،ومسرحية الكيماوي الاولى بالغوطة(2013) ، ثمإسقاط تركيا للطائرة الروسية ، ومعركة تحرير حلب، ومسرحية الكيماوي بخان شيخون …..وأخيرا اليوم بمناسبة تحرير الغوطة
وفي كل مرة كانت أمريكا تتراجع عن الذهاب في طريق الحرب(وهي الوحيدة التي تمتلك مقدّرات الحرب)
في هذه الحلقة أيضا، أعتقد أنه لن يكون هنالك ردّ أمريكي كاسح، ولا حرب شاملة ولا تغيير جذري في مسار الحرب تماما كما وقع في الحلقات السابقة: تصعيد كلامي، حرب اعلامية ، تهديد،اجتماع لمجلس الامن وفي الحد الأقصى بضعة صواريخ تعترضها المضادات الروسية
لماذا؟ ببساطة لأن أمريكا قررت منذ سنوات أنها لن تدخل في حرب شاملة من أجل الشرق الأوسط
وهي تعلم جيّدًا أن المحور المقابل لن يقبل التراجع والتنازل عن نصره الاستراتيجي ومكاسبه العظيمة حتى وإن كان ثمن ذلك حرب شاملة
ستيفان ديميستورا(الذي لا ينطق عن الهوى) يدعو الى ضبط النفس،والى تحقيق دولي مستقل في مزاعم الحادث الكيماوي ويقر بأن الامم المتحدة لا يمكنها التأكد مما نشر عن حادث دوما
والمندوب البريطاني يعتبر العرض الروسي بزيارة لجنة تحقيق الى دوما …….مقبولا”
شارك رأيك