إنطلقت الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية منذ 14 افريل الجاري، حيث شرعت جميع القائمات الحزبية والائتلافية والمستقلة في الاعلان عن بياناتها الانتخابية وشعاراتها للمرحلة القادمة، وذلك بمختلف الجهات.
ويبد ان الحملة الانتخابية ارتكزت اساسا – لدى البعض- على استهداف الفئات الهشة او المهمّشة وذلك من خلال زيارتهم لتقديم البرنامج الانتخابي اضافة الى تقديم المساعدات المادية والتي تتمثل اساسا في مواد غذائية واغطية….
وفي هذا الاطار نشر الرئيس السابق منصف المرزوقي، انطباعاته للحملة الانتخابية قائلا :
“في كل مكان ذهبت إليه لحدّ الآن لم أسمع عن الطرف الآخر وطريقة تعامله مع أولى انتخابات بلدية ديمقراطية تعددية في بلادنا إلا نفس الكلمات المفتاحية: طبال- زكرة- تهريج – مال بلا رادع – وعود بلا حياء – خرفان ولمن لم يستطع إليه سبيلا قفف المقرونة والزيت والطماطم.
يا الله كم هم متخلفون …زمنيا …سياسيا…أخلاقيا!
هم متخلفون زمنيا يعتقدون أنفسهم في الستينيات وحتى ما قبل. من قرأ “يوميات نائب في الأرياف” يتذكر سخرية توفيق الحكيم من نفس التقنيات وكان ذلك في مصر الثلاثينيات.
هم متخلفون سياسيا لم ينتبهوا أن الثورة حصلت وأنها ليست قوسا أُغلق وإنما موجة أولى.
هم متخلفون أخلاقيا يقايضون امتيازاتهم بإهانة الفقراء يشترون أصواتهم بأطعمة يوم ونقود يومين وبالوعود التي يعرفونها باطلة…. وأحيانا بالتهديد، نعم بالتهديد.
المشكلة في البرمجية -logiciel -المتحكمة في أدمغتهم جميعا، منفذين ومخططين لمثل هذه ” الحملات الانتخابية”: إنها بخلاصة احتقار عميق غريزي آت من أعماق الطبقية والتاريخ لفقراء يوصفون بأنهم
” يجمعهم طبل وتفرّقهم عصا”.
لا غرابة في أن يكون الطبل وسيلتهم الظاهرة وهم يسرون في قرارة أنفسهم: اليوم طبل وغدا عصا.
لقائل إن يقول: أما آن الأوان لنكسر نحن الطبل على رؤوسهم والعصا على أضلعهم علّهم يتعلمون احترامنا فهم قوم يخافون ولا يستحون.
نعم، لكن بالقانون وداخل المنظومة الديمقراطية لا بالعنف وتعريفه بالنسبة لي ضعف خائف في حالة تشنج وهستيريا.
تذكروا لمغالبة نفاذ صبركم أنهم شظايا الاستبداد الذي فرقعناه وبقاياه التي سنكنسها ……المساكين ! لم يدركوا لليوم أنهم لم يعودوا أمام شعب من الرعايا تشتريهم بالتهريج والمال والوعود وإنما أمام بدايات شعب من المواطنين لن يحكمهم إلا من يصل بأشرف الوسائل لعقولهم وقلوبهم.”
وللتذكير فان الانتخابات البلدية سيتم تنظيمها يوم 6 ماي القادم.
شارك رأيك