يُعرض الشريط الوثائقي الحدث: “تراجيديا دولة الاستقلال: محاولة الانقلاب على بورقيبة 1962” يوم الجمعة 27 أفريل الجاري على الساعة الخامسة مساء بفضاء كرمان Carmen الثقافي.
للتذكير، هذا ليس العرض الاول للوثائقي في فضاءات خاصّة بتونس العاصمة، وهو من إنتاج الشاذلي بن رحومة ومبروكة خذير وسيناريو وتوثيق تاريخي للمؤرّخ الجامعي خالد عبيد والإخراج لفتحية خذير ومبروكة خذير.
اتصل موقع “أنباء تونس” بالمؤرّخ خالد عبيد وسأله عن ماهية هذا الشريط الوثائقي فأكّد أنّ العنوان يحمل أكثر من دلالة والمؤرّخ موجود بقوّة في هذا الشريط إضافة لكلّ فريق العمل من أجل تجسيم فكرة “الطريق الثالث” في قراءة تاريخنا الوطني وذاكرتنا الجماعية بعيدا عن روح الحقد التي حامت خاصّة هذه الأيّام وبعيدا أكثر عن روح التقديس التي لاصقتنا عقودا، فالرسالة التي يريد أن يبثها هذا الفيلم لكلّ التونسيين هي أنّه لا توجد إلاّ سردية واحدة لكلّ التونسيين، وواهمٌ من يعتقد من هذا الطرف أو ذاك أنّه بإمكانه أن يصنع تاريخًا موازيًا أو بديلا.
الشريط الوثائقي يحتوي على وثائق مصوّرة ومكتوبة وشهادات تبث لأوّل مرّة، حِبْكته السينمائية عالية والسيناريو قيّم، ولكن الفكرة هي الاستثناء في هذا الشريط الوثائقي، فكرة تراجيديا دولة الاستقلال وكيفية تجسيمها فعليا في هذا الوثائقي، وهو ما نجح فيه هذا العمل وهنا تكمن قيمة هذا الفيلم الذي أكّد لنا أكثر من طرف شاهده أنّه لا يملك نفسه على مشاهدته أكثر من مرّة ومن التأثر ببعض مشاهده.
والسؤال الذي يبقى مطروحا: متى ستقبل التلفزات التونسية عرض هذا الشريط الوثائقي؟ خاصّة وأنّنا توجّهنا بالسؤال ذاته إلى المؤرّخ خالد عبيد فكانت إجابته كالتالي: بودّي لو تطرحين هذا السؤال إلى هذه التلفزات التي اتصلنا بالعديد منها لكن دون جدوى، ربّما هي تنتظر عرضه خارج تونس كي تكتشفه وقتها”، إجابة تُغني عن أيّ تعليق على واقع الثقافة في تونس وكيفية التعامل مع الأعمال الجادّة والهادفة والتي تحمل قضيّة والتزاما… !
هذا الوثائقي هو محاولة لتقديم قراءة تاريخية وموضوعية للمحاولة الانقلابية التي قام بها مدنيون وعسكريون ضد الزعيم الحبيب بورقيبة في ديسمبر من سنة 1962، مع توضيح حقيقة التداخلات الاقليمية في محاولة قلب نظام الحكم عسكريا في تونس
وللتذكير فقد تم عرض الفيلم في مناسبتين سابقتين بفضاء لاغورا بالمرسى ومرة ثالثة، كما عُرض مرة أخرى في فضاء التياترو بالمشتل.
شارك رأيك