الرئيسية » حرية الصحافة: تونس الـ 97 عالميًا والثانية عربيًا

حرية الصحافة: تونس الـ 97 عالميًا والثانية عربيًا

بقلم عمّـــــــار قـــــردود

ظلّت تونس مستقرة في المركز الـــ97 في آخر تقرير أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية حول حرية الصحافة، الذي يشمل 180 دولة من أنحاء العالم بنتيجة 30.91، وهو المركز نفسه الذي كانت تحتلّه في تصنيف السنة الماضية.

و حلّت تونس في المركز الثاني عربيًا ومغاربيًا وراء موريتانيا التي تصدرت المنطقة العربية و المغاربية و جاءت في المركز 72 عالميًا.

وحسب تقرير المنظمة، فإن التحول الديمقراطي في تونس ما يزال جاريًا، مضيفة أنها “لم تصل بعد إلى حرية كاملة للصحافة”.

و أشار ذات التقرير إلى ما عبرت عنه منظمات المجتمع المدني في تونس، والمنظمات غير الحكومية الدولية، عن القلق إزاء “البطء في صياغة تشريعات جديدة تهم الإعلام”.

وتقول المنظمة، إن الصحافيين “ما زالوا يتعرضون لمضايقات وأحيانًا للاعتقال”، لافتة إلى تعرض مراسلي بعض وسائل الإعلام الدولية “للاعتقال لفترة قصيرة خلال موجة من الاحتجاجات شهدتها البلاد أواخر العام الماضي”.

وجاء في الجزء الخاص بتونس من التقرير”تقدم ملحوظ :بعد خمس سنوات من ثورة يناير 2011 ، تتمتع تونس بمناخ جديد ملائم لظهور وتعزيز حرية واستقلال الإعلام.لم يكن هناك أي اعتداء جسدي في الآونة الأخيرة ، أو اعتقال أو محاكمة للصحفيين.”.

فيما تراجعت الجزائر بمركزين لتصل الى المرتبة 136 من بين 180 دولة في الترتيب الأخير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” التي نشرت تقريرها أمس الأربعاء 25 أفريل.و إحتلت المركز الرابع على الصعيد المغاربي.

وقالت المنظمة إنه “منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة-2014-، لا تزال حرية المعلومة في الجزائر مهددة” وأضافت “تواصل السلطات غلق المشهد الإعلامي من خلال الخنق المالي على الإعلام. تحت ضغط اقتصادي وقضائي، ويكافح الصحفيون والإعلاميون لإنجاز مهمتهم”.

وقالت المنظمة غير الحكومية والتي تدافع عن حرية الصحافة أنه “خلال سنة 2017 ، اعتقلت الشرطة المدون مرزوق التواتي في بجاية ، بمنطقة القبائل ، بعد إجراء مقابلة مع دبلوماسي أجنبي. واعتقلت الشرطة الصحفي سعيد شيتور في جوان للاشتباه بتهمة التجسس وبيع وثائق سرية لدبلوماسيين أجانب. وحولت القضية إلى المحكمة الجنائية في نوفمبر”.

كما فقد المغرب أيضا مركزين ليحتل المرتبة 135، و تذيلت ليبيا مؤخرة ترتيب المنطقة المغاربية و جاءت في تهديدات أمنية غير مسبوقة ضد الصحافيين التونسيين

المركز 162 على الصعيد العالمي، و لكن ومع ذلك فقد حققت تقدمًا برتبة واحدة مقارنة بالعام الماضي.
وبصفة عامة وتعليقًا على تقرير هذه السنة، تقول المنظمة إن نسخة 2018، من التصنيف، تُظهر “تصاعد الكراهية ضد الصحافيين”، مضيفة أن “العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام، الذي يشجعه المسؤولون السياسيون، وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة يمثل تهديدا للديمقراطيات”.

يشار إلى أن النرويج تصدرت تقرير هذه السنة لحرية الصحافة، تلتها السويد، ثم هولندا في المرتبة الثالثة.ثم فنلندا،بعدها سويسرا،فجاميكا،ثم بلجيكا،تليها نيوزيلندا،فالدانمارك ثم كوستاريكا.

هذا و كان عدد من الصحافيين التونسيين قد نظموا بتاريخ 2 فيفري الماضي “يوم غضب” بدعوة من نقابتهم، للتنديد بالتهديدات والتجاوزات الأمنية إثر سلسلة حوادث سجلت مؤخرًا.

وقال نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، إن “الحرية التي كنا نفخر بها باتت مهددة سيما حينما تقول وزارة الداخلية إننا نتنصت ونرصد المكالمات فهذا تهديد صريح”.

كما استغرب صمت وزير العدل رئيس النيابة العمومية عن الممارسات الخارقة للقانون التي انتهجها بعض قادة النقابات الأمنية، وتراخيه في متابعة المعتدين والمهددين للصحافيين بالاغتصاب والتعذيب.

وتجمع أمام مقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين نحو مئة صحافي وضع معظمهم شارة حمراء تعبيرًا عن الغضب والاحتجاج.

وجاءت هذه الاحتجاجات إثر سلسلة توقيفات لصحافيين تونسيين وأجانب، وإثر تهديدات بالاغتصاب نشرها عبر فيسبوك عضو نقابة أمنية إضافة إلى تصريحات لوزير الداخلية التونسي لطفي براهم تحدث فيها عن “رصد” لمراسل ما أثار مخاوف من وجود عمليات تنصت على الهواتف.

وتطرّقت العديد من افتتاحيات الصحف التونسية آنذاك إلى “غضب” الصحافيين كما وضع مقدمو الأخبار في القناة العامة “الوطنية1” ظهًرا شريطًا أحمر على الذراع. ولوح متظاهرون برسم كاريكاتوري لوزير الداخلية وهو ممسك بهاتف.

وقال نقيب الصحافيين إنه لوحظ في الآونة الأخيرة ولأول مرة منذ ثورة 2011 أنه حين يكون صحافيون في الميدان يقومون بعملهم يأتي إليهم شرطي ليطلب الاطلاع على التسجيلات واعتبر ذلك “رقابة”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” دعت في بيان لها الحكومة التونسية إلى “وقف الهجمات على حرية التعبير”.من جهتها عبرت الفدرالية التونسية لمديري الصحف عن أسفها لعودة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى انتقاد الصحافة الدولية وغيرها. وقال طيب الزهار رئيس الفدرالية “هذا يذكرنا بفترة كنا نظنها ولّت إلى غير رجعة”.

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي انتقد في منتصف جانفي المنصرم تغطية الصحافة الأجنبية للاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها عدة مدن تونسية آنذاك.

ونددت حينها منظمة “مراسلون بلا حدود” بالضغوط على الصحافيين فيما عبر نادي “المراسلين الأجانب في شمال أفريقيا” عن “القلق” إزاء “تزايد الضغط” وذلك إثر توقيف مراسلين لفترات قصيرة.

دورة تدريبية في السلامة الرقمية للصحفيين التونسيين بالشمال الغربي

نظمت منظمة “مراسلون بلا حدود” دورة تدريبية في تقنيات الامن و السلامة الرقمية موجهة للصحفيين التونسيين بالشمال الغربي لمدة 3 أيام من 19 الى 21 أفريل 2018 بمدينة الكاف.

و تعتبر السلامة الرقمية اختصاصًا جديدًا و التدرب عليها حاجة أساسية نشأت منذ اندلاع الثورة سنة 2011 و انتشار استعمال وسائل التواصل الاجتماعي و الرقمي لتناقل و تبادل المعلومات من طرف الصحفيين
والهدف من هذه الدورة هو تكوين مجموعة من الصحفيين و تزويدهم بالمهارات اللازمة في الامن و السلامة الرقمية .وتندرج هذه الدورة التكوينية في إطار مشروع حماية حرية المعلومات في تونس بدعم و تمويل من السفارة الهولندية بتونس.

 

رابط للتقرير باللغة الإنجليزية

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.