شهدت مدينة عين دراهم من ولاية جندوبة، اليوم الجمعة، إمضاء اتفاقية تعاون بين كل من الجمعية التونسية للسياحة العادلة والمتضامنة بعين دراهم والديوان الفرنسي للهجرة والإدماج تخول لـ20 شابا من أبناء الجهة العائدين والمرحلين من بلدان المهجر على غرار فرنسا، وسويسرا، وألمانيا، وايطاليا، وبعضا ممن لم تتح لهم الفرصة للهجرة، الحصول على منح قيمة الواحدة 15 ألف دينار لبعث مشاريع صغرى تتماشى وخصوصية الجهة ويغلب عليها الطابع البيئي.
وتأتي هذه المبادرة في اطار مشروع “لمّة” (معا من أجل تنقل الاشخاص) الرامي الى تنفيذ بنود الاتفاقية المبرمة بين تونس والاتحاد الاوروبي المتعلقة بدعم جهود الحكومة التونسية في مقاومة الهجرة الغير نظامية والاحاطة بالعائدين طواعية او المرحلين من بلدان اوروبية، وفق ما أكدته الخبيرة في مجال الهجرة المعتمدة لدى الاتحاد الاوروبي، هلان حمودة، في تصريح لمراسل (وات) بالجهة.
وأضافت حمودة أن المشروع يهدف إلى مساعدة الأشخاص المشار إليهم آنفا على بعث مشاريع في قطاعات مختلفة من بينها السياحة والفلاحة والصناعة ومساعدتهم على الاستقرار بجهاتهم وتثمين المبادرات الجماعية لبعث شركات تعاونية تعتمد على الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كضمانة للنجاح .
وأكّدت أنه ستتم متابعة وتأطير جميع المنتفعين بمنح برنامج “لمّة” وفق ما يقتضيه المشروع الفردي او الجماعي المزمع احداثه وستوكل المتابعة الى جانب خبراء المشروع الى الجمعية التونسية للسياحة المتعادلة والمتضامنة بعين دراهم وبقية الشركاء الاجتماعيين والفاعلين المهنيين بالجهة.
من جهته، صرّح، رامي حسناوي، (27 سنة ) وهو أصيل قرية عين الصبح من معتمدية طبرقة و مرحّل في 4 نوفمبر 2017 من سويسرا بعد أن قضى فيها 6 سنوات بعد أن وصل اليها عبر لامبادوزا في رحلة هجرة سرية، أنه اقنع المانحين برغبته في شراء شاحنة سيخصصها لإدارة مشروع صناعة الفحم وترويجه في السوق المحلية.
من ناحيته، اختار، عبد المجيد الطبوعي، (39 سنة) والذي لم يغادر البلاد الى اي بلد اخر بعث مشروع بناءات ايكولوجية تعتمد على مادتي الطين والخشب وتحويله الى مشروع سياحي بيئي ريفي ولكن في اطار شركة تعاونية تتكون من 10 شبان من بينهم محمد رابح (36 سنة) من معتمدية فرنانة والذين حضروا معه، اليوم، للإمضاء على الاتفاقية.
أما، شادي حرزي، (27 سنة ) وهو أصيل مدينة غار الدماء فهو عائد من سويسرا بإرادته بعد ان غادر تونس عبر جرجيس عن طريق احد قوارب “الحرقة”، منذ 11 مارس 2011 والذي تم ترحيله في 4 نوفمبر 2017 ، وقد اختار الاستقرار في جهته بعد ان اقتنع ببرنامج “لمة” ويعمل الان على بعث مشروع يحقق له مصدر عيش ويجنبه المجازفات التي لم تأت اكلها وتمنحه فرصة جديدة للحياة .
وتعهد معتمد عين دراهم، توفيق الجلالي، بتوفير الدعم اللوجستي وتسهيل الاجراءات الادارية لكل المنتفعين، معتبرا ان بعث هذه المشاريع سيساهم في تعزيز الحركية الاقتصادية بالجهة والتخفيف من حدّة البطالة المستفحلة .
و أبرز المكلف بالإحصائيات وتحليل المعطيات بالمرصد الوطني للهجرة ، وليد البوسعيدي، اهمية الفئة المستهدفة من برنامج “لمة” ودور المجتمع المدني في الاستفادة منه لتنمية قدراته ودعم استقرار الشباب وتجنيبه مخاطر الهجرة السرية وخلق فرص عمل تتماشى ومتطلبات السوق المحلية والدولية ، معربا عن أمله في توسيع دائرة المشاركة والانتفاع.
وات
شارك رأيك