بقلم لطفي الشندرلي:
“إلى كل من انتخب النهضة في السابق وقرر أنه لن ينتخبها مجددا فكأنه قرر الخروج من الإسلام …إياكم وإياكم لعلكم تهتدون….!؟”
هكذا تربوا على ثقافة التطرف شباب ضائع في بحر الجهل لا يعرفون من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، لهم صكوك الغفران والجنة والنار، فهم أول المتطرفين يعني التطرف ينتهي بالإنسان من مرحلة إلى مرحلة إلى أن يصل إلى التكفير وليس هناك شيء فوق التكفير.
تكفير الشخص يصل به في النهاية الشخص الى أنه لم يعد في هذه الحالة بينه وبين مجتمعه أي صلة، انقطعت صلته بمجتمعه، انقطعت صلته بأولاده، انقطعت صلته بزوجته، لم يعد له في هذا المجتمع أي نصيب فهذا نوع من التطرف.
التطرف يعني أن الشخص يتطرف في الأفعال يتطرف الأقوال يتطرّف في العبادات، شخص يكثف في الصلاة أكثر مما ينبغي، يكثف في الصوم أكثر مما ينبغي، يشدّد على الناس في أشياء فيها متسّع يعني فهذا نعتبره متطرفاً، هناك متطرف وهناك متسيّب وهناك متطرّف غلا وهناك ضده اللي يتطرّف إلى تحت وهو ما نسميه تسيّب وهو الانفراط أو البعد عن الالتزام.
والإسلام يرفض هذين الأمرين يرفض الغلو والتقصير لا إفراط ولا تفريط {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} إنّ الله يعني يحبّ من المؤمن أن يكون متوسطاً في أموره كلها توسطاً إيجابياً يعني ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يعني حرّم التطفيف في الميزان {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ* أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}فلا طغيان في الميزان ولا إكثار في الميزان هذه الوسطية التي ندعو إليها.
أما التطرف فهو أن تخرج بالأشياء أكثر مما يريد بها الإسلام، الإسلام يريد الناس دائماً في المنزلة الوسطى التي لا تخرج عن الطاقة العادية للإنسان العادي البشري فمن يخرج منا عن هذه الطاقة يعني نسميه متطرف أو مغالي، الشرع بسميه الغلو، “إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم” الغلو في الدين كما قال ابن عباس سيدنا عباس عبد الله بن مسعود يقول: “هلك المتنطعون” الرسول يعني يحكي عن الرسول “هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون” المتنطعون هم المتعمقون في أمر الدين ويبالغون فيه والمخرجون الناس من الدين؟
شارك رأيك