“معبد المياه” بزغوان كنز أثري أسسه الإمبراطور هادريان في القرن الثاني بعد الميلاد وتعاقبت عليه الحضارات المختلفة التي عرفتها تونس، احتفى مساء الاثنين بعرائسه خلال حفل بهيج أمنته فرقة “حضرة رجال القيروان” تخليدا لعادات وطقوس قديمة تجسدها منحوتات فنية لإثنتي عشرة حورية من حوريات الماء.
هذه التظاهرة السنوية التي تحرص على تنظيمها جمعية أحباء المكتبة والكتاب بزغوان، ” تتزامن مع شهر التراث في كافة أنحاء البلاد (18 أفريل-18 ماي من كل سنة)و ترمي إلى إحياء التراث المادي واللامادي في زغوان عموما وفي معبد المياه بصفة خاصة باعتباره موقعا ومعلما يختزل العديد من الحقبات التاريخية “، وفق رئيسة الجمعية، وئام الشريف.
وشددت على ضرورة إدراج زغوان التي كانت مقرا لأباطرة الرومان،ضمن الخارطة السياحية للبلاد التونسية لأنها تعد وجهة ثقافية وسياحية وبيئية بحاجة إلى التثمين والدعم.
وتخلل السهرة حفل من الموروث الصوفي أثثته فرقة “المدحة” لتقدم للحضور ومضة من التراث الموسيقي الخصب الذي ينبع من تونس باختلافاته المتعددة بحسب الجهات والنفس الفني لأصحاب هذه التوليفات الموسيقية سواء البدوية أو الروحانية أو الصحراوية وغيرها.
وواكب زوار معبد المياه، خلال هذه الأمسية الثقافية لوحات فنية إبداعية أمنتها طاقات صوتية مختصة في الإنشاد الصوفي.
واختتمت السهرة الفنية بتتويج “جميلة المعبد”، الشابة ملكة شعبان (20 سنة) وهي طالبة بالمعهد العالي لفنون الملتيميديا بمنوبة التي أعربت عن سعادتها بهذا اللقب “حامية المعبد” مؤكدة أنها لن تدخر جهدا في السعي الى تحقيق إشعاع جهة زغوان والتعريف بها في مختلف التظاهرات التي تأمل أن تشارك فيها وأن تتم دعوتها لتمثيل مسقط رأسها، مضيفة أن الجمال الحقيقي لعروس المعبد يكمن في ثراء فكرها وقدرتها على تبليغ صوت أهاليها ورغبتهم في أن تنال جهتهم العناية التي تستحق، على حد تعبيرها.
شارك رأيك