بقلم أحمد حباسي
ورد للمتابعين منذ فترة علاقة حركة النهضة بالجماعة الاسلامية المقاتلة الليبية و أميرها المعلن عبد الحكيم بلحاج وفقا لصور شمسية تبرز اجتماع الطرفين ببعضهما مرات عدة ، من بين هذه القيادات سمير ديلو المحامى ووزير حقوق الانسان زمن حكم الترويكا و لو أن هذا الاخير قد نفى معرفته لبلحاج و عدم حضوره هذا اللقاء فى حين لا يمكن للرجل الاستمرار فى النفى لان عبد الحكيم بلحاج قد كان من بين كبار المدعويين فى المؤتمر التاسع لحركة النهضة فى جويلية 2012 و الاستاذ قد كان من بين كبار الحاضرين فى ذلك المؤتمر ، ربما كان سمع الاستاذ ثقيلا بعض الشىء و كان نظره ضعيفا بحيث أنه لم يستمع و لم يشاهد كلمة السيد بلحاج و مع ذلك نصر على التساؤل كيف لم يسمع الاستاذ ببلحاج و هذا الاخير قد تم استقباله كضيف شرف يوم 23 ديسمبر 2012 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة الذى نظمه شباب الحركة ، نذكر هذا لان عبد الحكيم بلحاد معروف بعلاقته بتنظيم انصار الشريعة و بكثير من التنظيمات الارهابية ، نقول هذا لان الجبهة الشعبية قد أصرت الحاحا على ان عبد الحكيم بلحاج مورط من بين اطراف اخرى فى عملية اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد و الحاج محمد البراهمى ، لذلك نتساءل بغباء مفرط لماذا لم ينفذ الاستاذ ديلو تهديده بالالتجاء للقضاء لنفى تهمة علاقته بامير الارهاب الليبى رغم ما يحيط بالرجل من علامات استفهام و ما يتعرض اليه من اتهامات خطيرة.
ما يثير الاستغراب فى سلوك الاستاذ ديلو كغيره من بقية قيادات الحركة هو الاستغفال المفرط و المستمر للشعب التونسى من حيث اكتفاءه دائما بنفى العلم ببعض المعلومات التى يتداولها الاعلام فى كثير من الاتهامات و الملفات الحارقة التى تهم الحركة ، فحالة الانكار المستبدة بقيادات النهضة تدخل فى نطاق سياسة التعتيم على كل ما يخص النشاط الخفى و المشبوه للحركة سواء على مستوى تمويلها الخارجى او علاقتها بالاطراف الاجنبية المختلفة ، فى اكتوبر 2013 وعد الاستاذ ديلو بصفته وزيرا لحقوق الانسان و العدالة الانتقالية بان وزارته ستكشف فى ظرف اسبوع عن ارشيف البوليس السياسى محددا ان ارشيف القضاء و ارشيف الادارة و ارشيف الاعلام سيكون بيدى ايدى الشعب و الراى العام قريبا ، بطبيعة الحال بقى الوعد مجرد وعد لكن المتابعين تساءلوا ماذا بقى فى ارشيف البوليس السياسى خاصة بعد ان عمد نورالدين البحيرى وزير العدل فى 26 ماى 2012 اعفاء مجموعة من القضاة و المنصف المرزوقى الى اصدار الكتاب الاسود الذى استغل فيه كل ارشيف الرئاسة لتشويه كثير من الاشخاص اختارهم الرجل بعناية مكيافيلية حمقاء ، لكن هنا سؤال ملح يقول كيف وصل ارشيف البوليس السياسى الى يد الاستاذ و كيف يمكن الثقة فى الرجل و هو جزء من حزب سياسى خصيم للنظام السابق و كان يستعد قبل اشهر من استلام بن على لتنفيذ انقلاب كان بالامكان أن يؤدى الى حمام دم أو حرب اهلية .
ما علاقة الاستاذ ديلو بالارهابى نجم العشراوى أحد الانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريس و هجمات مطار بروكسال لاحقا ؟ ما علاقة العشراوى بملف تسفير الارهابين الى سوريا و ما هو الخيط بين عبد الكريم العابدى مدير امن مطار تونس قرطاج السابق المحال على القطب القضائى للارهاب و الاستاذ سمير ديلو و الارهابى نجم العشراوى ؟ ما هو الدور الذى لعبه الاستاذ فى رحلة هذا الارهابى و تخفيه داخل التراب التونسى ؟ ما حقيقة دور العشراوى فى اغتيال الشهيدين بلعيد و البراهمى ؟ ما هو الخيط الرابط بين زيارة شقيق العشراوى الى اسرائيل و اغتيال الشهيد محمد الزوارى و وجود الصحافى الصهيونى بشارع بورقيبة ؟ لماذا توجه العبيدى رفقة العشراوى لملاقاة الاستاذ ديلو بمدينة رأس الجبل و اين تم اللقاء و من حضره و لماذا لم تتفطن المخابرات التونسية لهذا الامر أو لماذا تم التعتيم على هذه الزيارة ؟ من هو الشخص الفلسطينى الذى التقى بهذه الاطراف و ما علاقته بما كشفه عضو المكتب التنفيذى لنقابة الامن الجمهورى محمد الهبايلى عن تورط 4 اشخاص من اصل فلسطينى فى حفر نفق بمنطقة الحفصية يؤدى الى مقر السفارة الفرنسية بتونس العاصمة بحفر الانفاق التى تم اكتشافها فى الجنوب ؟ هل ساعد وجود العشراوى بسوريا على التعرف على هؤلاء الفلسطينين و ادخالهم الى تونس للقيام بهذه الحفريات التى يقال أنه تم القيام بمثلها فى مدينة القصير السورية لمساعدة الارهابيين لففاجأة و ضرب الجيش السورى ؟ كلها اسئلة مترابطة و لكنها تحتاج الى تصفيف لنفهم بعض الحقائق …
من حقنا اليوم ان نسأل و نتسائل و هؤلاء القوم يتمددون أفقيا و عموديا بيننا دون أن نعرف عن كثير من خفاياهم و مخططاتهم و اهدافهم شيئا ” نفس السؤال ” على رأى الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة ماذا يحدث ؟ لماذا لا نقتنع ؟ لماذا كل هذه الشكوك ؟ و هل هناك ما يستدعى القلق فعلا ؟ كيف نحمى بلادنا من خطر لا نلم بكل تفاصيله و خفاياه ؟ من زرع هذا الفيروس القاتل و هذا الشك المهيمن على العقول ؟ هل هناك ما يدعو فعلا للحيطة عندما نتوصل الى خيط يجمع بين ” الاستاذ ” و بين الارهابى و بين رجل أمن خائن للوطن ؟ ماذا تخفى وداعة و سحنات وجه و قلب الاستاذ سمير ديلو ؟ يقال أن الشك طريق اليقين كما يقال أيضا ليس هناك دخان بلا نار و عندما نتذكر أيام الجمر التى نعيشها منذ عرفنا هذا التنظيم الذى وصفه النائب السابق بالمجلس التاسيسى محمود البارودى بالورم الخبيث الذى يجب استئصاله حتى تعرف تونس شيئا من النقاهة المفقودة من حقنا أن نفقد الامل فى هذا التنظيم الموالى للاخوان المسلمين الذين نرى ماذا يرتكبون من جرائم مرعبة فى مصر دون واعز ضمير أو رغبة فى الاقلاع و الاعتذار… لذلك نتسائل مجددا ماذا تخفى النظرات الوديعة للسيد سمير ديلو و هل من حقنا أن نقول ياما تحت السواهى من دواهى كما يأتى على لسان اخواننا فى مصر ؟
شارك رأيك