الرئيسية » مسلسل هابط إسمه “مجلس نواب الشعب”

مسلسل هابط إسمه “مجلس نواب الشعب”

بقلم أحمد الحباسى

كان رد فعل الشعب و المواقع الاجتماعية على ما حدث فى مجلس نواب الشعب من سخط و لغط و تشابك و سب و شتم يتأرجح بين الاندهاش و الاعجاب و القرف.

ربما فهم المتابع الكريم لماذا الاندهاش و القرف و لكنه لم يتفهم كيف اوردنا الاعجاب و لذلك نقول أن حالة الاعجاب التى نتحدث عنها قد حدثت فعلا لان هناك من كتب فى هذا الامر مطالبا محطات التلفزيون باستبدال مسلسلات رمضان و بصفة عامة كل البرامج الفكاهية التى فيها من يتم شراءه بالعملة الصعبة فى زمن عجزت فيه ميزانية الدولة عجزا طال جرايات تقاعد المسنين فى سابقة تثير الغثيان بما تبثه الوطنية الثانية من ” وصلات ” السادة نواب الشعب المحترمين ، بطبيعة الحال حصل “فيلم ” النائب عمار عمروسية الذى تضمن مشهد تقطيع علم اسرائيل على التانيت الذهبى و على أعلى نسب المشاهدة و سيكون بثه على أية قناة جالبا كبيرا للاعلانات و ما تدره الاعلانات من مليارات ، فى المرتبة الثانية يحل “مسلسل” النائبة سامية عبو و التى تستهدف فيه الوزراء و رئيس المجلس و بعضا من زملائها النواب لما تضمنه من شطح و ردح ومشاهد قبيحة تحتاج من التلفزيون وضع علامة تحت السبعين سنة من باب تحذير المتابع الغير المنتبه بسبب ما تأتيه هذه المرأة من دعارة لفظية بعيدة تماما عن حمرة الخجل النسوية .

فى المرتبة الثالثة يأتى “فيلم ” النائب عماد الدايمى و هو فيلم من نوع افلام الحركة على طريقة افلام سيلفستر ستالونى و ارنولد شوارزينيقر ، فى هذا الفيلم هناك مشاهد عنيفة جدا و محرمة على اصحاب القلوب الضعيفة خاصة عندما يرتدى ” البطل عماد الدايمى ” حزاما ناسفا لنسف مجلس نواب الشعب و ما ينتج عن ذلك المشهد من صراخ و انهيارات نفسية و عصبية و تبلل ثياب البعض من فرط الانحباس البولى طيلة الثوانى القصيرة التى شاهد فيها الملايين الحزام الناسف للبطل ، لعل انقطاع البث التلفزيونى من المصدر قد ترك المتابعين فى التسلل و فى انتظار معرفة ما حصل و هو ما سيعطى للقناة الحاصلة على حقوق بث هذا المسلسل فى رمضان فرصة نادرة لرفع نسبة المشاهدة الكاسدة لديها اضافة لما ستجنيه من عوائد مالية من اكتساح سوق الاشهار ، فى المرتبة الرابعة يأتى “فيلم ” مدام بن سدرين ” رحلة البحث عن التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة ” الذى استحقت عنه جائزة افضل ممثلة فى ادوار الشر و أحسن حبكة درامية لنهب اموال الشعب و أحسن دور فى اللؤم السياسى و خدمة الاجندات الخارجية المشبوهة ، بطبيعة الحال هذا الفيلم هابط تماما و مثير للغثيان و لكن مثل هذه الافلام لها ” جمهورها ” مثل السيد نورالدين البحيرى المعروف بعشقه المفرط لكل الادوار التى تعتمد على براعة الممثل فى فن اخفاء الباطن فى انتظار فرص التمكين .

ربما هناك مشكل فى شهر رمضان و هو تحديد الزمن المناسب لبث هذه المسلسات لان حصص ربح المليارات ربما قد تتفوق على رغبة الصائم التونسى فى رغبته متابعة هذه الافلام الهزلية التى بلغت من الرداءة و البلادة الشىء الكثير ، يقال أن الحر ينتبه الى خطأه من مجرد اشارة او تلميح لكن من الواضح ان اغلبية نواب الشعب لا يملكون حمرة الخجل المطلوبة و يتصرفون بهمجية و اسفاف و قبح لفظى فات الحد و المعقول ليعبروا عن حالة نفسية معقدة لديهم و ربما من حقنا اليوم ان نطالب بعرض السيدة سامية عبو أو السيد عمار عمروسية أو السيد المنجى الرحوى أو تلك النائبة ” عيشة راجل ” التى زعمت اسفافا انها ” أرجل ” من رئيس مجلس النواب هكذا دون ذرة خجل أو قدر من احترام المشاهدين المتابعين لهذا السيرك القذر ، قلت نطالب بعرض حالتهم على اطباء النفس و الصحة العقلية من باب الوقاية خير من العلاج ، للأسف و منذ جانفى 2011 ونحن نعيش في واقع سياسي متردي اعتمد فيه الفاعلون على خطاب سياسي في اغلبه تميز بالانحطاط والسب والشتم وتبادل الاتهامات الشيء الذي لم يترك المجال للبرامج والتصورات لمستقبل البلاد حتى أصبحنا مع هذه الممارسات نعيش للأسف زمن الرداءة السياسية بامتياز ، لقد اصبح مجلس نواب الشعب مثارا للسخرية من عامة الشعب و هناك من يرى فيه مكانا للفرجة على مدى ما وصلت اليه الطبقة السياسية من سقوط اخلاقى ينعكس سلبا على رأى المواطن فى الانتخابات و فى مجلس الشعب ذاته و لعل نسبة المشاركة المتدنية جدا التى ستشهدها الانتخابات البلدية بعد ساعات قليلة ستعطى الدليل القاطع على ان مجلس الشعب قد كان من بين الاسباب التى ادت الى هذا العزوف الجماهيرى رغم اهمية الحدث على المسار الديمقراطى فى علاقة بدور البلديات و ما أتت به مجلة البلديات من تصورات مهمة للعمل البلدى فى السنوات القادمة .

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.