اعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ، ناجي البغوري ، أن إصلاح الإعلام العمومي يمر حتما عبر اتخاذ إجراءات ملموسة، من ذلك، بالخصوص،انتخاب مجلس إدارة مستقل في كل وسيلة إعلامية على حدة، وضبط استراتيجية واضحة على مستوى التسيير”.
وأوضح البغوري خلال المؤتمر الختامي لبرنامج Medmedia الذي ينظم في تونس يومي 8 و 9 ماي الجاري حول موضوع ” التعاون وتعزيز خدمة الإعلام العمومي في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تسهر، بالتعاون مع شركائها الوطنيين والدوليين، على وضع إطار تشريعي يحمي حرية الصحافة ويضمن استقلالية وسائل الإعلام العامة المطالبة بأن تبقى على مسافة واحدة من جميع الفاعلين السياسيين.
ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني ، أن الحكومة التونسية تعمل، من جهتها، على وضع إطار تشريعي يمكن من حماية المشهد الإعلامي التونسي والنهوض به، قائلا “إن حرية الصحافة والتعبير مكسب للثورة التونسية لا رجعة فيه “.
وأفاد بأن الحكومة اختارت نهجا تشاركيا في إصلاح قطاع الاعلام وتولت تشريك الهياكل النقابية في هذا الجهد من أجل النهوض بوسائل الإعلام العمومية”.
وقال “لقد تمت تسوية وضعية العديد من المتعاقدين في الاعلام العمومي، وانخرطت الحكومة بجدية في تدريب المديرين والمسؤولين في وسائل الإعلام العمومية حتى يتمكنوا من امتلاك الادوات والمهارات اللازمة التي تؤهلهم لمنافسة وسائل الإعلام الخاصة”.
وتابع قائلا: “اننا ندرك تماما مسؤولية وسائل الاعلام العمومية في مشهد تسيطر عليه وسائل الاعلام الخاصة التي تحاول بطريقة أو بأخرى توجيه الرأي العام”، مؤكدا بأن “الناس بحاجة إلى إعلام عمومي مستقل يكون خطه التحريري واضحًا ولا يخضع إلى أي ضغوط سياسية ومالية”.
كما أكد على أن الاعلام العمومي يلعب دورا مهما أيضا، في مكافحة الارهاب والأيديلوجيات المتطرفة، من خلال اعتماد خطاب توعوي موجه بالأساس نحو الشباب.
ومن ناحيته، اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي في تونس ، باتريس برغيميني ، أن سلطة وسائل الإعلام مهمة للغاية وأساسية في ديمقراطية ناشئة مثل تونس”.
وأضاف بأن الديمقراطية تحتاج بشكل خاص إلى وسائل إعلام قادرة على التصرف بطريقة مسؤولة. ولهذا السبب يجب على الجسم الصحفي أن يلعب دوره في “الدعوة إلى التعقل” في مواجهة السلطات والسلطة التنفيذية، على حد قوله.
وقال يونس مجاهد ، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: “في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط ??، لا تكفي الهيئات المستقلة لضمان حرية الصحافة”.
ويرى مجاهد أنه “من الحتمي مراقبة طريقة تعيين المسؤولين ومطابقة المحتوى الاعلامي للواقع”، مشيرا إلى أن سائل الاعلام العمومية لا تخضع، خلافا لوسائل الاعلام الخاصة، الى ضغوط مالية وسياسية.
يذكر أن برنامج Medmedia الذي تم إطلاقه سنة 2014، ممول من الاتحاد الأوروبي، ويهدف الى دعم المؤسسات والأشخاص الملتزمين باصلاح قطاع الاعلام في منطقة جنوب المتوسط .
وحضر هذا اللقاء ممثلون لمختلف وسائل الاعلام العمومي التونسي والاجنبي، إضافة إلى خبراء من عدد من البلدان منها المغرب والجزائر وتونس وليبيا، ومصر والاردن ولبنان وفلسطين.
وات
شارك رأيك