لم يكن ترتيب الأحزاب في نتائج الانتخابات البلدية مفاجئا، بقدر ما كان تصدر المترشحين المستقلين مفاجئة الموسم السياسي وكان بمثابة الرجة التي أذهلت زعماء الأحزاب وقياداتها.
وكشفت النتائج الأولية للانتخابات البلدية التصحر الشعبي وفقدانهم الثقة في الأحزاب السياسية مقابل منحهم الثقة للشخصيات المستقلة لتحقيق مطالبهم التي عجزت الأحزاب السياسية عن تنفيذها.
كل هذه النتائج كشفت تطورات جديدة في المشهد السياسي وكلها ناتجة عن عدم تحقيق الوعود الانتخابية السابقة التي طرحتها قادة الأحزاب وسيما الأحزاب الكبرى.
ومعلوم أن جل الأحزاب السياسية، سيما المتأخرة في نتائج الانتخابات، ستجري مراجعات كبيرة في خطابها السياسي وبرامجها الانتخابية ومدى قدرتها على الاستجابة لمطالب التونسيين قبل حلول الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
وستلقي هذه النتائج بظلالها على التحالفات السياسية وستفرض على كل الأحزاب تجديد تحالفاتها الانتخابية فيما بينها وخاصة بين الائتلافات الانتخابية التي لم تحقق نجاحا في هذا الاستحقاق الانتخابي.
وستكون كذلك نسبة عزوف التونسيين عن المشاركة في عمليات الاقتراع درسا جديدا للطبقة السياسية كونها لم تعد محل ثقة لدى فئة واسعة من التونسيين الذين منحوهم الثقة اثر الثورة وشاركوا بكثرة في أول الانتخابات التي أعقبت سنة 2011.
شارك رأيك