بقلم أحمد الحباسي
هل تحولت قناة ” التاسعة ” إلى قناة تديرها أموال مشبوهة كما تتحدث بذلك عديد الأطراف ؟ من يقف وراء هذه القناة و من أين يتم تمويلها ؟ ما حقيقة الخط التحريري للقناة و لماذا لا تقدر الهايكا على مد انفها في عش الدبابير ؟
ماذا تعلم الهيئة العليا ” المستقلة ” للاتصال السمعي و البصري عن قناة ” التاسعة ” و ما هو مصير التحقيق الذي أجرته الهيئة أو وعدت به في خصوص علاقة القناة بالصحفي الصهيوني الذي نقل أحداث اغتيال الشهيد محمد الزوارى من شارع بورقيبة بتغطية تقنية خاصة من القناة التي يقال أن لها علاقات تحت الطاولة مع جهات أجنبية صهيونية ؟
ما علاقة برنامج الكاميرا الخفية ” شالوم ” الذي كانت ستبثه قناة التاسعة و امتنعت عن ذلك منعته تاركة الأمر الى قناة تونسنا التي تربطها بها علاقة وطيدة قديمة بالاحتفالية الأمريكية بنقل سفاراتها إلى القدس و بما يحدث في فلسطين من مظاهرات شعبية عارمة و سقوط شهداء بالعشرات ؟
هل تعمدت القناة بث هذه الحلقات التي تتحدث عن محاولة إغراء شخصيات تونسية من كل الفئات بالأموال مقابل مساندتها للكيان الصهيوني في هذا التوقيت للفت الأنظار عما يحدث في فلسطين ؟ من هم الأشخاص المورطون في هذه الحلقات و من ورطهم و لماذا و كيف تنازل البعض عن ضمائرهم مقابل بعض الأموال , كما يقال ؟
هذه بعض الأفكار و الأسئلة على الحساب لأنه من الواضح أن قناة ” التاسعة ” تستدعى من المتابع و من السلطات على وجه التحديد التدقيق و البحث و المراقبة لما تمثله هذه المحطة من خطر على الثوابت الوجدانية التونسية التي تضع القضية الفلسطينية في أول سلم أولوياتها الإنسانية باعتبارها قضية شعب مضطهد يتعرض إلى شتى أنواع الاستبداد و التنكيل و الغطرسة على مرأى و مسمع من الضمير العالمي المنحاز كليا إلى الكيان الصهيوني الغاصب.
بطبيعة الحال ، القناة تقدم مادة إعلامية تطرح كثيرا من الأسئلة خاصة إذا راجعنا تلك الضجة الإعلامية المبتذلة و المنافقة التي أقامتها بعلة ما سمته بتدخلات الرئاسة لمنع بث مقابلة مع السيد محمد المرزوقي الرئيس المؤقت السابق و المشتبه في علاقته بالمخابرات القطرية في إشارة إلى صمته المريب عن كل تحركات الجواسيس القطريين داخل التراب التونسي و بالذات بالجنوب التونسي و هي فضائح مدوية كشفتها صحيفة ” الثورة نيوز ” بالوثائق و الأدلة دون أن يكلف الرئيس و هو القائد العام للمؤسسة العسكرية المخابرات العسكرية بتحري الأمر و متابعته و اتخاذ المواقف السياسية المناسبة ، أيضا موقف القناة من موضوع صحفي القناة العاشرة الصهيونية لا يزال يسيل كثيرا من الحبر و يطرح كما هائلا من الأسئلة المعلقة .
ما علاقة إذاعة شمس أف بقناة ” التاسعة ” ؟ لماذا حاولت هذه الإذاعة بث الاشاعات حول حقيقة ما حصل داخل كواليس الحلقات الممنوعة من البث ؟ لماذا تصر قناة ” تونسنا ” على بث الحلقات رغم خطورة الموقف ؟ لماذا تم تضخيم الحدث و توزيع الأدوار بين إذاعة شمس و قناتي ” التاسعة ” و ” تونسنا ” ؟ من دبر فكرة منع قناة ” التاسعة ” من البث ؟ لماذا صمتت الهايكا عن الكلام المباح في موضوع بمثل هذه الخطورة و من دفع هذه المؤسسة التي يطرح الجميع حولها كثيرا من الأسئلة .و يشار إليها بكثير من الاتهامات خاصة بعد صمتها المريب حول حادثة الصحفي الصهيوني إلى هذا الصمت المنكر ؟
ماذا تعرفه المخابرات التونسية حول هذا الموضوع بالذات و لماذا طال انتظار موقف نقابة الصحفيين و هي التي عودتنا على سرعة إبداء المواقف في أكثر من موضوع تافه في حين أن الموضوع يتعلق هذه المرة بمس مزعج من قدسية العمل الصحفي في علاقة بدور الإعلامي في عدم تبييض التطبيع مع العدو بأي شكل من الأشكال ؟
هل يكون صمت نقابة الصحفيين نتيجة لحسابات سياسية أو خضوعا لبعض ضغوط من الأحزاب التي قد تكون عبرت خلال الكاميرا الخفية عن قبولها للرشوة ثم و هذا الأهم هل يأتي عدم البث استجابة إلى ضغوط أحزاب معينة تبين أنها قد باعت ضمائرها منذ زمن بعيد إلى عبدة الشيطان الأكبر إسرائيل و عرابتها الولايات المتحدة الأمريكية ؟
لماذا صمتت دكاكين المجتمع المدني و نواب الشعب و جماعة قراءة الفنجان السياسي الذين يؤثثون منابر الإعلام ؟ لماذا تثار كل هذه الزوابع الخطابية و الإعلامية حول برامج قناة الحوار التونسي تحت عنوان مقاومة الابتذال و يتم تعميم الصمت على كل الأفواه في خصوص موضوع يتعلق بتبييض الإرهاب و التطبيع مع العدو الصهيوني في لحظة يتم فيها اغتيال الضمير العالمي في فلسطين المحتلة….
تؤكد إذاعة شمس اف م ان من بين الشخصيات التي قبلت العرض الصهيوني المثير للغثيان المحامى و الناشط السياسي المعروف عبد الرؤف العيادى الذي طالما أقام الدنيا و لم يقعدها حول علاقة بن على بالموساد و معارضته لدور هذا الجهاز حتى بعد حصول الثورة ،
بطبيعة الحال السياسة مواقف و من لا يبدل مواقفه في السياسة غبي و ستين غبي خاصة و أن عرض ” أبناء العم ” سخي يسيل اللعاب و قادر على محو عداء الأستاذ المناكف للصهيونية و الموساد من مخيلته بصفة نهائية ، موقف المختار التليلى منتظر من رجل نقل البندقية طيلة حياته من هذا الكتف إلى ذاك الكتف فضلا عن كونه لم يعلن عداءه للكيان الصهيوني في إحدى تصريحاته التلفزيونية التي أثارت عواصف شعبية من السخط و هو نفس ” الخط التحريري ” للنائب محمد بن سالم على سبيل الذكر ،
بالنهاية رب ضارة نافعة لان كشف مستور و خبايا بعض شخصيات البلاد في كل الميادين مطلوب لنفهم ” هوية ” هذه الآفات الاجتماعية التي تتصرف في شؤوننا و تملى علينا دروس الوطنية و لكن من حقنا أن نتساءل إلى متى سيتحمل الشعب و هل أن حكومة الحرب المفلسة قادرة على تعديل كثير من الأوتار ؟
شارك رأيك