أحييت الفنانة التونسية، سيرين بن موسى، يوم 21 ماي 2018 بالمسرح البلدي بالعاصمة، سهرة مهرجان المدينة ضمن دورته الـ36 وذلك بعرضها “درر مغاربية”.
“فاض الوحش عليا” هي المقطوعة الموسيقية، التي افتتحت سهرة “درر مغاربية” ،خيار عبّر عن شوق المطربة التونسية لجمهور مهرجان المدينة الذي غابت عنه لسبع سنوات لم تكن إلا للعمل والعودة بالجديد والمختلف من الأعمال، حيثت غازلت سيرين بن موسى في هذا العرضإيقاعات المغرب العربي فكانت البداية مع الإيقاع الجزائري ثم مجموعة من أشهر الأغاني التونسية الأصيلة : “أقبل البدر في الصباح” ،” يا ناس جرتلي غرايب”، “الكون إلى جمالكم” و”الخلاعة تعحبني”.. موسيقى تتقنها “ابنة تستور” وتدرك خباياها ومكنوناتها بفضل دراسات معمقة وتجربة تحمل الكثير من البحث والتجديد في الموسيقى الأندلسية.
وعرض “درر مغاربية” لأول مرة يقدم بهذه المضامين المجددة من قبل فنان مغاربي، إذ صاغت سيرين بن موسى مع الموزع الجزائري “زينو قندور” قراءة إيقاعية و لحنية جديدة ومعاصرة لوصلات المالوف وموسيقى الجزائر والمغرب التقليدية على غرار إعادة تلحينها لمقطوعة المالوف “بعد الديار” في مقام آخر و”تونسة” وإعادة كتابة وتوزيع قصائد وأزجال من المغرب والجزائر، نذكر في هذا السياق “الغزال فاطمة” و “القلب بات سالي” التي مزجت بين قدمت”المجرد” التونسي و”المسامعي” الجزائري فيما رددت سيرين بن موسى “يا مقواني” المعروفة بصوت “صليحة” وكذلك الفنانة “نعمة” بطريقة معاصرة ومتجددة.
ويـعد الربط بين مختلف هذه الوصلات وإعادة كتابتها وصياغتها من أصعب المراحل، التي مر بها مشروع “درر مغاربية” قبل أن يقترح على جمهور المسرح البلدي ومهرجان المدينة سهرة فنية مغاربية متماهية في موسيقاها.
سيرين بن موسى أمتعت محبي المالوف بأدائها وألحانها وجديدها على غرار أغنية “الوردة”، التي كتبها الشاعر الشاذلي قرشاوي وأغنية “الحمامة” كلمات ليلى ملايكي ، التي تعاونت في تلحينها مع الموزع الجزائري “زينو قندور” ولم تكتفي بالغناء فرددت من كلماتها “الدمعة” و” يا تونس” وختمت السهرة بمقطوعات تونسية ومغربية منها “تحت الياسمين”، “حبك القمر”، طفلة أندلسية” و”سمراء يا سمراء”.
سيرين بن موسى لم تحقق أمنية جديدة من أمانيها الفنية في عرض “درر مغاربية” فحسب وإنمّا شاركت أطفال كورال “طوق الياسمين” أمانيهم وغنت معهم “أمنيتي” من كلمات سيرين الشكيلي وألحان ماهر المالكي دعما لجمعية “أمنيتي”، التي تعمل على تحقيق أحلام الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة والسرطان.
سهرة سيرين بن موسى عرفت حضورا نوعيا لعشاق الفن الأصيل ومحبي المالوف والإيقاع الأندلسي ومن بين الحضور عدد من الدبلوماسيين المغاربين والعرب وسفير فرنسا بتونس ومجموعة من الموسيقيين والفنانين نذكر منهم السينمائية سلمى بكار والفنان رؤوف بن عمر.
شارك رأيك