من الجزائر : عمار قردود
في جانفي 2012 و في ختام زيارته الرسمية إلى الجزائر،إلتقى الرئيس التونسي آنذاك محمد منصف المرزوقي مع رجل الأعمال الجزائري والرئيس المدير العام لمجمع سيفتال، اسعد ربراب، حيث قدم الرئيس التونسي عرضًا صريحًا لهذا الأخير لتوسيع استثماراته حتى تشمل تونس.
محمد منصف المرزوقي الذي تنوعت رزنامة زيارته الرسمية إلى الجزائر آنذاك وشملت لقاءات طلبها شخصيًا وضمنتها مصالح الرئاسة التونسية، ضمن برنامج زيارته، كان لقاءه برجل الأعمال الجزائري اسعد ربراب آخر نقطة في رزنامته، حيث كشفت مصادر إعلامية جزائرية أن الرئيس التونسي قدم عرضًا صريًحا لرجل الأعمال الجزائري، في مقابل تسهيلات وامتيازات توفرها الحكومة التونسية، هذا اللقاء الذي تم في حضور رجال الأعمال الذين ضمهم الوفد التونسي.
و في 16 ماي الجاري التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي برئيس مجلس إدارة مجمع “كوندور” الجزائري عبد الرحمن بن حمادي و قال بن حمادي في تصريحات إعلامية حديثة له عن ذلك الإستقبال:”استقبلت بحفاوة من طرف الرئيس التونسي، تحدث بشكل عام عن الصداقة بين شعبينا وصداقته مع رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة الذي يعتبره رجلاً عظيماً وفرصة للجزائر”. و أضاف بن حمادي قائلاً “تحدثنا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكيفية تطويرها بشكل أكبر. وتحدث عن المساعدة القيمة التي قدمتها الجزائر لتونس في الحرب ضد الإرهاب وطلب مني أن أنقل تحياته إلى الشعب الجزائري”.
هذا ما دار في لقاء بن حمادي بالرئيس قايد السبسي في 45 دقيقة
و كان الرئيس التونسي، باجي قايد السبسي،قد إستقبل الأربعاء الماضي رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجمع “كوندور” الجزائري عبد الرحمن بن حمادي، بقصر قرطاج الرئاسي.وحسب بيان لمجع “كوندور”، فإن المقابلة التي إستمرت لأكثر من 45 دقيقة، تمحورت حول استثمارات الشركة الجزائرية في تونس، خاصة في ولاية باجة التي ستشهد تشييد مصنع لانتاج وتركيب تلفزيونات “كوندور”.وكان عبد الرحمن بن حمادي، قد أعلن خلال زيارة سابقة إلى تونس أن الهدف من هذه الوحدة هو إنتاج أكثر من 300 ألف جهاز تلفزيون سنوياً. بالإضافة إلى نية الشركة في توسيع دائرة الاستثمار لتشمل إقامة وحدات إنتاجية و مصنعين آخرين للمكيفات الهوائية والأجهزة الكهرومنزلية، سيتم توجيه منتوجها للتصدير خلال السنوات القادمة. تجدر الإشارة إلى توجه شركة “كوندور” إلى فتح آفاقها على الاستثمار الخارجي والتصدير، حيث افتتحت مركزا دوليا لتوزيع منتجاتها قبل أزيد من عام على مستوى المنطقة الصناعية “المغيرة” بولاية بن عروس المجاورة للعاصمة التونسية.
و كشف مصدر مسؤول بمجمع “كوندور إلكترونيكس” الجزائري لـــــ”أنباء تونس”أن “كوندور إلكترونيكس اختارت تونس كمركز لنشاطها نحو العديد من بلدان المنطقة، بما في ذلك ليبيا وتشاد ومصر و تعمل على توسيع استثماراتها بهذا البلد الجار و الشقيق. و أضاف قائلاً:”لقد وفر كوندور صالة عرض ثانية في وسط العاصمة التونسية، واثنان في صفاقس وسوسة، مع خلق أكثر من 150 نقطة من خدمة العملاء. و هناك مشروع مصنع لتجميع المنتج للتصدير أيضا على جدول أعمال “كوندور تونس” قريبًا”.
و أفاد ذات المصدر أن شركة “كوندور”ستستثمر مبلغ 1 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة من أجل تطوير أعمالها نحو الأسواق الدّوليّة،و أن تونس ستستفيد من مبلغ مالي قدره 500 مليون دولار على أن يرتفع المبلغ خلال 5 سنوات ليبلغ أزيد من 1 مليار دولار.
أما عن تاريخ إطلاق مصنع انتاج وتركيب تلفزيونات “كوندور” بباجة، فيؤكد مصدرنا أنه سيتم الانطلاق في الانتاج خلال سنة 2019، ويهدف المصنع إلى تصدير المنتج إلى البلدان الأفريقية، بنسبة 70 بالمئة، في حين البقية توجه للسوق المحلية التونسية.
ويعزو مصدرنا أسباب لجوء “كوندور” لإطلاق مصنع في تونس، إلى الضرلئب الكبيرة التي تفرضها تونس على الواردات من أجهزة التلفاز وكذا إجراءات التصدير المعقدة، مع أن تونس تتجه نحو تطوير الانتاج المحلي، وهو ما خلق فرصة للمجمع لإطلاق مصنع له في تونس.
تنافس محموم بين “كوندور” و “برانت” في تونس بقيمة 3.5 مليار دولار
و عن سؤال عمّا إذا كان هناك تنافس محموم بين شركتي “كوندور” لرجل الأعمال الجزائري عبد الرحمن بن حمادي و “برانت” لرجل الأعمال الجزائري إسعد ربراب للإستثمار في تونس رد محدثنا موضحًا” نعم،كل المؤشرات و المعطيات تؤكد ذلك بلا ريب،و لكن في الأخير الجودة و النوعية هي من ستقول كلمتها و التنافس الإقتصادي و التجاري أمر مرغوب و في جميع الأحوال و الحالات المنتصر و المستفيد الكبير هو تونس”.
و أعلن رئيس مجمع”سيفيتال” الجزائري للإستثمارات أسعد ربراب عن استعداد شركته لاستثمار 2.5 مليار دولار في تونس في مجال تصنيع الأجهزة الكهربائية و الإلكترونية،كما أبدى رغبته الملحة في إقتحام مجال المواد الغذائية الأولية بعد التسهيلات التي قررت سلطات هذا البلد منحها للمجمع الصناعي الجزائري العملاق من خلال وزير التجارة التونسي.
وقال ربراب في حديث مقتضب لـــ”أنباء تونس” إنه اختار تونس لأن هذا البلد “جار و قريب جغرافيًا من الجزائر و قريب من قلبه و يتوفر على فرص كبيرة للإستثمار”،و تعهد ربراب بالرفع من قيمة إستثماراته في تونس لتبلغ 5 مليارات دولار في آفاق 2030 و هو ما من شأنه أن يوفر حوالي 20 ألف منصب شغل للتونسيين.
بالنّسبة لقطاع الهواتف الذّكيّة, أطلقت علامة Condor أوّل إصداراتها في جوان 2013, و هو هاتف Condor C-1 . و حسب تصنيف حديث قامت به مجلّة Jeune Afrique منذ أقلّ من عامين, تحتلّ علامة Condor المركز 28 على مستوى القارّة الإفريقيّة, و في نهاية شهر جانفي 2017, أصبحت Condor المصنّع الأوّل في الجزائر, في منطقة الشّرق الأوسط و شمال إفريقيا, الّذي يقوم بتطوير تكنولوجيّة 8K.
وقامت “كوندور” كأول علامة جزائرية للهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر والأدوات الكهرومنزلية بفتح قاعة عرض بالعاصمة التونسية في أفريل 2017 والثالثة خارج حدود الجزائر بعد كل من نواكشوط (موريتانيا)، وداكار (السنغال).و جرى حفل التدشين الذي تم بتاريخ 20 ابريل 2017، بحضور رئيس مجلس “كوندور إلكترونيكس”، عبد الرحمن بن حمادي إضافة الى السلطات المحلية والمسؤولين التنفيذيين للشركة.وتقع صالة العرض الجديدة في مقر فرع شركة “كوندور تونس”، المتواجد بالمنطقة الصناعية “غيرة” في ولاية بن عروس- 10 كلم جنوب تونس-.
و تم افتتاح قاعة العرض الجديدة لـــ”كوندور” بمساحة إجمالية بلغت 4500 متر مربع وغلاف استثمار قدر بـ 2 مليون أورو ترجم ارادة “كوندور” في تسويق منتجاته في محلات السوبر ماركت، و تجار الجملة وتجار التجزئة، ولكن أيضا لباقي الفئات الأخرى.
وقامت “كوندور تونس” بتوظيف 32 شخصًا ليرتفع عددهم قريبا إلى مائة عامل بعد تدشين قاعة العرض الجديدة التي تتوفر إضافة إلى مساحة العرض، مساحة لبيع قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع ، هذا وستقوم “كوندور تونس” بتسيير نشاطات “كوندور” في العديد من الدول المجاورة على غرار ليبيا وتشاد ومصر.
وقال بن حمادي خلال كلمة ألقها أمام الصحفيين إن “السوق التونسية تتميز بمعايير عالية جدًا من السلامة والحفاظ على البيئة. هذا وقد قام عدد من الخبراء التونسيين بزيارة مصانعنا وأكدوا أن منتجاتنا في مستوى عالي من الدقة والتكنولوجيا، إضافة إلى أنها حاصلة على شهادة المعايير الأوروبية”.
وحسب بن حمادي فإن 10 بالمائة من الإنتاج الإجمالي للمؤسسة سيوجه للسوق التونسية، وفي نفس السياق قال المدير العام المساعد المكلف بالتطوير على المستوى الدولي رضا حماي ان “كوندور” تملك طموحات كبيرة بخصوص التصدير نحو الخارج واضاف “لدينا أهداف قوية للانتشار في الخارج خصوصا في القارة الافريقية والشرق الاوسط واروبا في افاق 2020، كل منتجاتنا على درجة عالية من التكنولوجيا ومصادقة وفق المعايير الأوروبية “سي أو”.
و جاءت قاعة العرض الجديدة لـــ”كوندور” بتونس في بناية من طابقين وفق تصميم جديد ومبتكر عالي الجودة يستجيب لتطلعات الزبائن إضافة الى خدمات الاستقبال والاستشارة التي سيتكفل بها فريق مكون ومؤهل، هذا الفضاء التجاري سيحتضن التشكيلة الواسعة لمنتجات كوندور الحائزة على شهادة النوعية من السلطات التونسية بـ 24 شهر ضمان للمكيفات الهوائية، الطبخات، الافران الكهربائية، الغسالات، والهواتف النقالة، ثلاجات، مسخن الماء، والحواسب وتشكيلة واسعة من شاشات التلفزيون.
كما تعرض قاعة العرض الجديدة مكيفات هواء “كراون” التي تتوفر على نظام اقتصادي للكهرباء إلى جانب ثلاجات صديقة للبيئة مزودة بمُعدل التوتر.و تتواجد بقاعة العرض كذلك الأدوات الكهرومنزلية المتوسط والصغيرة كالغسالات والهواتف الذكية مثل Alure أ 9 و أ 55 و أ 100، و Plume بكل انواعه من بي 7 و بي 8.
و إختار مسؤولو “كوندور الكترونيكس” تسويق نفس المنتجات الموجودة في السوق الجزائرية والتي تستند بالدرجة الاولى على معيار السعر والجودة الجد تنافسية، وحسب المسؤول الاول لـــ”كوندور” فإن المستهلك التونسي يُولي أهمية كبيرة للسعر ولذلك تم مراعاة خصوصيات السوق التونسية من خلال منح الزبون منتجات بأسعار جد منخفضة”.
وفي اطار المخطط التوسعي تسعى “كوندور تونس” إلى فتح قاعات عرض في وسط العاصمة تونس وعدة مناطق أخرى وخلق 150 نقطة خدمة ما بعد البيع، وأضاف مؤسس “كوندور تونس” محمد علي الباهي أنه سيتم فتح قاعة عرض في مدن صفاقس و سوسة.
هذا وأكد مؤسس “كوندور تونس” أن مشروع مصنع لتركيب المنتجات الموجهة للتصدير قائم وضمن أجندة “كوندور” التي تهدف للانتشار في القارة الافريقية ضمن استراتيجية تتمحور بنسبة كبيرة على افريقيا والمغرب العربي، خصوصًا ان “كوندور” يصدر منتجاته نحو عدة بلدان افريقية على غرار موريتانيا، السنغال، مالي وتنزانيا والبينين.
شارك رأيك